عمرو حمزاوي: النظام الحاكم يستخدم نفس أدوات مبارك لتشويه المعارضة

الإخوان وجبهة الإنقاذ تتبادلان الاتهامات

TT

رفض الدكتور عمرو حمزاوي القيادي في جبهة الإنقاذ الوطني، التي تعد بمثابة المعارضة الرئيسية في البلاد، اتهامات قياديين بجماعة الإخوان المسلمين بتحميل الجبهة المسؤولية عن أحداث العنف التي شهدتها محافظات مصرية يومي الجمعة والسبت الماضيين، قائلا إن «نظام الحكم وجماعة الإخوان يتحملان المسؤولية الكاملة عن دم المصريين الذي سال» في الشوارع.

وكان عشرات القتلى ومئات المصابين قد سقطوا في أحداث دامية شهدتها عدة محافظات مصرية منذ يوم الجمعة الماضي على خلفية الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة يناير 2011، وساعد في زيادة عدد الضحايا الاحتجاجات التي شهدتها مدينة بورسعيد أول من أمس، بسبب إحالة أوراق 21 متهما إلى المفتي تمهيدا لإعدامهم، بعد إدانتهم في قضية مقتل 72 من مناصري النادي الأهلي القاهري عقب مباراة العام الماضي مع نادي المصري البورسعيدي. وأدت أحداث العنف إلى إطلاق مجلس الدفاع الوطني دعوة للحوار السياسي يشمل كل الأطراف السياسية في البلاد.

واستمر أمس تبادل الاتهامات بين جماعة الإخوان التي ينتمي إليها رئيس الدولة، وجبهة الإنقاذ، بشأن المسؤولية عن أحداث العنف الأخيرة. واتهم الدكتور جمال حشمت النائب بمجلس الشورى عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين، جبهة الإنقاذ الوطني أمس بالمسؤولية عما وصفه بـ«الفوضى والبلطجة» التي يشهدها الشارع المصري حاليا. وقال حشمت: «إن دماء المصريين التي سالت في الأحداث الأخيرة على مدى اليومين الماضيين في رقبة جبهة الإنقاذ»، مضيفا بقوله: «لدينا وقائع محددة تؤكد وجود بعض أعضاء جبهة الإنقاذ أثناء حرق بعض مقرات الإخوان المسلمين والمنشآت العامة، وسنقدم أدلتنا إلى النائب العام في وقتها». إلا أن الدكتور حمزاوي رد قائلا لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «هذا الاتهام باطل ويجافي الحقيقة تماما».

وأضاف حمزاوي أن «النظام الحاكم وجماعة الإخوان المسلمين تستخدم نفس الأدوات التي كان يستخدمها نظام الرئيس السابق حسني مبارك من تشويه للمعارضين بكل الصور دون دليل».

وأوضح حمزاوي قائلا إن «تطورات الأحداث منذ يوم الجمعة الماضي، تثبت أن النظام الحالي يستخدم الآلة الأمنية كما كان يستخدمها نظام مبارك، لقمع الشعب والمعارضين، بدلا من الانفتاح على مطالب الشعب والاستجابة لها والدخول في حوار حقيقي».

وتابع حمزاوي أن النظام الحالي اتبع نفس الإيقاع البطيء الذي كان يعيب النظام السابق «فبعد سقوط عشرات القتلى، خرج علينا الرئيس الحالي بتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي»، مشيرا إلى أن الرئيس كان ينبغي عليه أن يخاطب شعبه وأن يقدم حلا سياسيا.

وحمل حمزاوي الرئيس المسؤولية عما وقع من أحداث أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، وتابع أيضا أن الرئيس يتحمل مسؤولية ما حدث بدءا من الإعلان الدستوري الذي أصدره في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ثم تمرير دستور الجماعة في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي». وأضاف قائلا إن الرئيس مرسي «لم يقم منذ توليه منصبه بأهم خطوة كان الجميع يتوقعها منه، وهي الانفصال عن جماعته ليكون رئيسا لكل المصريين، لكنه لم يفعل ذلك، وظل رئيسا لجماعته فقط، وانشغل بأمورها عن أمور الشعب».

واعتبر حمزاوي أن ارتباط الرئيس مرسي بجماعة الإخوان المسلمين كان سببا رئيسيا في الغضب الشعبي العارم الذي اجتاح البلاد في الأيام الأخيرة «وهو الأمر الذي ظهر جليا خلال اليومين الماضيين»، حسب قوله. وأشار حمزاوي إلى أنه لا يوجد حل على الأرض يوقف نزيف دماء المصريين دون حل سياسي. وقال: «كلما تأخرنا في التوصل لهذا الحل كلما زادت الأمور صعوبة على الأرض، حيث سيؤدي ذلك إلى المزيد من العنف».

وتابع حمزاوي قائلا إن «أهم بنود الحل السياسي كما تتصوره جبهة الإنقاذ يتمثل في وقف العمل بالدستور الذي تم تمريره الشهر الماضي وتعديله، وتشكيل حكومة توافق وطني، وتقنين وضع جماعة الإخوان المسلمين»، مؤكدا أنه دون تلك الخطوات فلن يكون هناك حوار وطني حقيقي.

وكان النائب الإخواني، الدكتور حشمت، قد قال إن جبهة الإنقاذ الوطني قامت بإغلاق كل باب للحوار الوطني والتخلي عن أي أدوات سياسية وشحن المواطنين على مدار الأيام الماضية، مبديا استغرابه من قول جبهة الإنقاذ إنها ستحشد لمظاهرة مليونية يوم الجمعة المقبل في ميدان التحرير وميادين مصر المختلفة، في حال لم يستجب الرئيس مرسي لطلباتها. وتطالب جبهة الإنقاذ بإسقاط الدستور والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة.

وأوضح حمزاوي أن الانتخابات المبكرة هي إجراء ديمقراطي تلجأ له الدول التي لا تستقر برامج حكامها، لطرح الثقة فيهم. وقال «الصندوق (الانتخابي) لا بد أن يُسأل مرة أخرى، فإذا جاء الصندوق برئيس من جماعة الإخوان المسلمين مرة ثانية فتلك إرادة الشعب وسنحترمها»، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي في تلك الدعوة هو أن «كل ما قاله الرئيس مرسي وتعهد به خلال برنامجه الانتخابي لم ينفذ، بل تم تنفيذ عكسه في كثير من الأحيان»، على حد قوله.

ومن جانبه، دعا المرشح الرئاسي السابق الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية، أمس، كلا من الدكتور محمد البرادعي منسق جبهة الإنقاذ الوطني، والمرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي القيادي بالجبهة، وخيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان المسلمين، ومحمد سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، للحوار، مقترحا على رئيس الدولة دعوتهم للحوار.

وحمل أبو الفتوح، الرئيس مرسي وعددا من القوى السياسية، مسؤولية الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد. وقال أبو الفتوح في مؤتمر صحافي عقده أمس إن «قوى إقليمية وبقايا النظام السابق تعبث بأمن مصر ولا تريد لها الاستقرار».