الإليزيه للبنانيين: اسعوا إلى قانون انتخابي توافقي.. واجروا الانتخابات في موعدها

هولاند استقبل أمس وليد جنبلاط ويستقبل غدا أمين الجميل

الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يستقبل وليد جنبلاط في قصر الإليزيه أمس (رويترز)
TT

فتح أمس قصر الإليزيه أبوابه لاستقبال رئيس جبهة النضال اللبنانية النائب وليد جنبلاط، كما يزوره غدا رئيس حزب الكتائب الشيخ أمين الجميل. ومنذ أيام، يتواجد في باريس قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي. وتأتي هذه الزيارات فيما باريس منخرطة في الحرب في مالي وناشطة على الملف السوري ومشغولة بهمومها الداخلية الاقتصادية والاجتماعية.

وفي كل هذه اللقاءات اللبنانية وفي كثير غيرها، ومنها تلك التي يجريها السفير الفرنسي باتريس باولي في بيروت مع مختلف الأطراف، رسالة واحدة لخصها مصدر في قصر الإليزيه كالتالي: الرئيس فرنسوا هولاند «متمسك بأمن لبنان واستقراره وبحياد الدولة اللبنانية وهو يدعو ويصر على ضرورة القيام بكل ما هو ممكن من أجل إبعاد لبنان عن آثار الأزمة في سوريا. ولذا يتعين على كل اللاعبين اللبنانيين أن يضموا جهودهم للمحافظة على السلم الأهلي في لبنان». وفي الشأن الداخلي اللبناني ــ اللبناني، يدعو الرئيس الفرنسي إلى «إنتاج قانون انتخابي توافقي، بحيث تؤدي الانتخابات القادمة التي يتمسك هولاند بإجرائها في موعدها إلى تقوية السلم الأهلي في لبنان ومعه الأمن والاستقرار».

وكان هولاند استقبل جنبلاط قبيل ظهر أمس تنفيذا للوعد الذي قطعه عند زيارته للبنان العام الماضي، حيث أعلن أن أبوابه مفتوحة للبنانيين. ولن تتوقف الأمور عند جنبلاط والجميل، بل إن زيارات أخرى قيد التخطيط.

وأعلن جنبلاط بعد اجتماع مع الرئيس هولاند دام نحو ثلاثة أرباع الساعة أنه سعى لإيصال رسالة «واضحة» من باريس مفادها التأكيد على أهمية الاستقرار في لبنان وعلى الحوار «وسيلة لعدم استيراد الأزمة السورية إلى لبنان». وبعد أن حيا جنبلاط فرنسا على موقفها من الأزمة السورية وللمساعدة التي تقدمها «في مختلف المجالات»، دعا إلى «عمل سياسي أوروبي موحد لإخراج الشعب السوري من هذه المذبحة الرهيبة» ومن أجل «تحاشي تفكيك سوريا أو تدميرها» كما حث على «وحدة الموقف الغربي» لمساعدة سوريا على الخروج من محنتها. وتناول جنبلاط موضوع المساعدات الفرنسية والدولية للبنان لمواجهة مشكلة تدفق اللاجئين السوريين عبر حدوده.

وفي موضوع القانون الانتخابي الذي يستفحل الجدل بشأنه في لبنان بين الأطراف السياسية المتصارعة، اعتبر جنبلاط أن هذا الموضوع «تفصيل» محذرا الأطراف جميعا من أنه «إذا كان أحد يظن أنه يستطيع الغلبة من خلال الانتخابات فهذا غلط». وأشار جنبلاط إلى أنه شدد مع الرئيس هولاند على «أهمية الحوار اللبناني ــ اللبناني من أجل تجاوز الحساسيات الداخلية المذهبية والطائفية».

وعبرت مصادر الإليزيه عن شكوكها بخصوص تصريحات رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف أول من أمس، التي لام فيها الأسد على فشله في اقتناص فرصة للحوار السياسي وعلى حظوظه المتناقصة للبقاء في السلطة، بقولها إن «القادة الروس عودونا في السابق على تصريحات متناقضة». وأكدت هذه المصادر أن هولاند يسعى لإقناع الطرف الروسي بأهمية «الدفع باتجاه حل سياسي»، الأمر المربوط بالرئيس السوري وبتمسكه بالسلطة.

ونبهت مصادر الإليزيه إلى أن المنطقة «في صدد الوصول إلى نقطة اللاعودة»، لجهة التأثيرات السلبية التي تتركها الأزمة السورية على أمنها واستقرارها.

الدفاع يطالب بتأجيل جلسات قضية اغتيال الحريري