مشعل: تفاهم وتقارب مع القيادة الأردنية التي نحرص على التنسيق معها

قال إن الحديث عن الكونفيدرالية الآن مرفوض وصيغ العلاقة تبحث بعد قيام الدولة

الملك عبد الله الثاني خلال استقباله خالد مشعل في عمان أمس (أ.ب)
TT

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، أن المصالحة الوطنية ماضية بخطوات جيدة، خاصة في ظل الثقل الذي ألقاه الرئيس المصري محمد مرسي حول المصالحة، ووضعنا جدولا زمنيا للخطوات التي سنمضي بها في الأسابيع والشهور المقبلة في الملفات الخمسة، وهي: الحكومة، ومنظمة التحرير، والانتخابات، والحريات العامة، والمصالحة المجتمعية»، بحيث تكون رزمة واحدة بمسارات متوازية».

وقال مشعل في تصريحات للصحافيين عقب لقائه العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، «إننا تشرفنا بلقاء جلالة الملك، ونحن نأتي للأردن للتشاور مع القيادة الأردنية حول مجمل القضايا خاصة القضية الفلسطينية».

وأكد أن «هناك درجة عالية من التفاهم والتقارب ونحن حريصون على المزيد من التنسيق مع القيادة الأردنية». وأضاف، إن الموضوع الرئيسي في اللقاء، كان القضية الفلسطينية ومستقبلها، خاصة في أعقاب الانتخابات الإسرائيلية والانتخابات الأميركية، وفي ظل الجمود الذي تعاني منه القضية والمنطقة عامة، مشيرا إلى أن اللقاء تناول أيضا، موضوع المصالحة ومختلف القضايا في المنطقة، حيث سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن في القاهرة في 9 فبراير (شباط) المقبل، لاستكمال بحث ما اتفق عليه في الاجتماعات السابقة.

وأعرب مشعل عن تفاؤله تجاه المصالحة الفلسطينية، مؤكدا أهمية الدور الأردني في تحقيقها، وقال إن «على المجتمع الدولي أن يحترم حاجة الفلسطينيين إلى إنهاء الانقسام». وأضاف أن العلاقة الأردنية الفلسطينية معروفة تاريخيا، «ونحن حريصون على التكامل والتنسيق، ولكن مع احترام خصوصية كل حالة، فالأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين، وأي حديث عن العلاقة بين الدولة الأردنية والدولة الفلسطينية هو حديث بعد قيام الدولة الفلسطينية على الأرض عندها نبحث في صيغ العلاقة».

وقال مشعل أيضا، إن «الحديث عن الكونفيدرالية الآن قبل أن تقوم الدولة الفلسطينية هو حديث مرفوض، نحن مع قيام الدولة الفلسطينية أولا على الأرض بعد ذلك نتفاهم على كل العلاقة ذات الخصوصية التي تخدم مصلحة الأردن ومصلحة فلسطين».

وذكر بيان للديوان الملكي الأردني، أن الملك عبد الله الثاني استقبل أمس، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، والوفد المرافق له، حيث أكد أن دعم جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية هي الأساس لتعزيز وحدة الشعب الفلسطيني وتمكينه من نيل حقوقه المشروعة.

كما أكد الملك عبد الله الثاني، خلال اللقاء، أن الاعتراف الأممي الذي تحقق بحصول فلسطين على صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة يعد خطوة أساسية على طريق استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه، خصوصا إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني. ولفت، في هذا الإطار، إلى سلسلة اللقاءات التي أجراها أخيرا مع عدد من الأطراف المؤثرة في عملية السلام إقليميا ودوليا، لحثهم على بذل الجهود لإعادة إطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإخراج العملية السلمية من دائرة الجمود، ووضع إطار زمني واضح لإحراز حل الدولتين، الذي يعد السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

وفي إطار متصل، أكد جلالة الملك، أن الأردن مستمر في القيام بواجبه تجاه الأشقاء الفلسطينيين للتخفيف من معاناتهم، عبر تقديم المساعدات الممكنة للشعب الفلسطيني لتجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها.

من جهته، أعرب مشعل عن تقديره للجهود التي يبذلها الملك عبد الله الثاني لدعم صمود وثبات الشعب الفلسطيني، مثمناً الخدمات التي يقدمها المستشفى الأردني العسكري الميداني في قطاع غزة، إلى جانب مبادرات الملك المختلفة، ورعاية مشاريع الإعمار في القدس.

وأكد أن حركة حماس تحرص على كل ما يعزز وحدة وتماسك الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته، كما أنها ترفض رفضا قاطعا كل طروحات الوطن البديل، وتؤكد حق الفلسطينيين في استعادة حقوقهم كاملة.

وكان مشعل ووفد مرافق له من كبار قيادات حركة حماس قد زار عمان بصحبة ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في التاسع والعشرين من يناير (كانون الثاني) 2012 - التقى خلالها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني - في أول زيارة رسمية له للأردن منذ عام 1999 كما التقاه في يونيو (حزيران) الماضي.

ويشار إلى أن الأردن، لم يستقبل رسميا، قبل تلك الزيارة، أي مسؤول في حركة «حماس» منذ إبعاد خمسة من قادتها بينهم خالد مشعل إلى قطر عام 1999.