بدء عملية عسكرية تستهدف معاقل «أنصار الشريعة» في اليمن

مقتل 11 جنديا وإصابة 17 آخرين في تفجير انتحاري في رداع

TT

لقي 11 جنديا يمنيا مصرعهم في تفجير انتحاري بواسطة سيارة مفخخة، وذلك بالتزامن مع بدء الجيش اليمني، أمس، عملية عسكرية واسعة النطاق على معاقل جماعة «أنصار الشريعة» التابعة لتنظيم القاعدة في محافظة البيضاء بوسط اليمن تستهدف الإفراج عن أجانب مختطفين لدى تلك الجماعة المتطرفة، وتشير المعلومات الواردة من المنطقة إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجانبين.

وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن عددا من كتائب وألوية الجيش اليمني باشرت هجوما بريا استهدف منطقة المناسح في مديرية رداع، في حين شن الطيران الحربي اليمني عددا من الطلعات استهدفت المواقع التي يتحصن فيها المسلحون في منطقتي قيفة والمناسح، في حين أفاد شهود عيان بسماع دوي انفجارات قوية في قلعة العامرية التاريخية؛ حيث يعتقد أن مسلحي التنظيم يحاولون تفجيرها.

وفي سياق هذه العملية العسكرية والمواجهات، قالت مصادر رسمية إن 11 جنديا قتلوا وجرح 17 آخرون جراء انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري في نقطة «احرم» العسكرية في رداع، ويعتقد مراقبون أن الجماعة المتشددة لجأت إلى العمليات الانتحارية كرد فعل على الحملة العسكرية، وأكدت مصادر ميدانية أن الحملة العسكرية نجحت في السيطرة على مواقع المسلحين الذين فروا إلى منطقة عنس في محافظة ذمار المجاورة، ويقود عدد من الأشقاء من آل الذهب التنظيم الإسلامي المتطرف في رداع وهم قائد وعبد الرؤوف ونبيل الذهب وتطالبهم السلطات بتسليم أنفسهم، غير أنهم يرفضون ذلك ويتحصنون في المناسح المعقل الرئيسي لهم، بعد انسحابهم العام الماضي من مدينة رداع التي سيطر عليها شقيقهم السابق طارق الذي كان قائدا للتنظيم، لكنه قتل على يد شقيق آخر موال للحكومة، يدعى حزام الذهب، وتعرضت، الأشهر الماضية، منطقة المناسح لسلسلة من الغارات بواسطة طائرات أميركية من دون طيار لاستهداف معاقل لهذه الجماعة المتشددة.

ويأتي هذا الهجوم بعد فشل الوساطة التي قادها مشايخ قبليين بين الدولة ومسلحي «أنصار الشريعة» لإقناعهم بالإفراج عن الرهائن الأجانب الذين اختطفوا من وسط العاصمة صنعاء منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما يأتي بعد نحو أسبوع على الاستعدادات التي تجري في المنطقة العسكرية هناك للقيام بالعملية العسكرية؛ حيث يوجد محافظ المحافظة الظاهري الشدادي في رادع خلال الأيام الماضية وأشرف على عملية حشد القوات العسكرية إلى جانب عملية التفاوض مع المتطرفين؛ حيث حشد تأييدا من القبائل للعملية العسكرية بعد فشل الطرق والوسائل القبلية المعتادة.

وكان مسلحو «أنصار الشريعة» حاولوا مطلع عام 2012، السيطرة على مدينة رداع، عاصمة، مديريات رداع الكبيرة والواسعة في البيضاء وبالأخص السيطرة على قلعة رداع التاريخية التي فجروا جزءا منها أثناء سيطرتهم المؤقتة على المدينة، ويعتقد أن جماعة «أنصار الشريعة» في البيضاء ترتبط بنظيرتها في محافظة أبين المجاورة والتي استولى مسلحوها العام قبل الماضي على عدة مدن وبلدات في المحافظة قبل أن يتم طردهم منها من قبل قوات الجيش واللجان الشعبية.

على صعيد آخر، بدأت محكمة يمنية، أمس، محاكمة ثلاثة مواطنين يحملون الجنسية الألبانية بتهمة إدخال كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر إلى أحد الموانئ اليمنية، وباشرت المحكمة الجزائية المتخصصة (أمن دولة) في مدينة المكلا، بمحافظة حضرموت، محاكمة المتهمين بتهمة إدخال أكثر من 179 طنا من المتفجرات والأسلحة والذخائر إلى ميناء المكلا في 18 ديسمبر (كانون الأول) الماضي على متن سفينة مالديفية.

ويتمحور قرار الاتهام إلى طاقم السفينة بتقديم بيانات «كاذبة ومضللة» للسلطات اليمنية المختصة بشأن حمولة السفينة أثناء رسوها في الميناء للتزود بالوقود خلافا للقوانين اليمنية واللوائح والأنظمة والاتفاقيات الدولية وذلك بغرض تمرير تلك الشحنة إلى جهات مشبوهة أو منظمات أو جماعات غير شرعية كان من شأنها تعريض سلامة وأمن المجتمع للخطر وإقلاق الأمن والسكينة العامة وتعريض سلامة الملاحة البحرية في مرفأ ميناء المكلا للخطر.