مصادر يمنية: الإرياني يغادر صنعاء بسبب خلافات حول ممثلي حزبه للحوار

بعد استياءه من تسريب أسماء الأعضاء للإعلام

TT

غادر أمس عبد الكريم الإرياني نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس اليمني السابق، صنعاء بصورة مفاجئة، في حين تضاربت الأنباء حول الأسباب الحقيقة وراء مغادرته.

وأكد موقع «المؤتمر نت» التابع لحزب المؤتمر الشعبي العام مغادرة النائب الثاني لرئيسه العاصمة صنعاء، غير أنه ذكر أن مغادرة الإرياني تأتي بسبب استيائه مما جاء في بيان أحزاب اللقاء المشترك أثناء وجود رئيس وأعضاء مجلس الأمن الدولي أول من أمس والتي حملوا فيها صالح مسؤولية فشل جهود إقامة الحوار الوطني الشامل وعرقلة مسار التسوية السياسية. وقال الموقع إن «الدكتور الإرياني – النائب الثاني لرئيس المؤتمر الشعبي العام - قرر أن يغادر العاصمة صنعاء لأخذ قسط من الراحة عسى ولعله أن ينسى ما قاله المشترك أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي بأن المؤتمر تحول إلى معرقل حقيقي للحوار الوطني». ونسب الموقع إلى الدكتور الإرياني قوله: إنه قرر أن يغادر العاصمة صنعاء لأخذ قسط من الراحة عسى ولعله أن ينسى ما قاله المشترك أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي بأن المؤتمر (تحول إلى معرقل حقيقي لهذه العملية - الحوار الوطني - بصورة منسجمة مع ما يخطط له الرئيس السابق). ونسب الموقع إلى الإرياني الذي يتولى منصب رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني قوله كيف وصل التحضير للحوار الوطني إلى ما يقرب من نهايته لو كان المؤتمر كذلك؟

غير أن مصادر سياسية أكدت في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن بأن سفر رئيس لجنة الحوار في اليمن يأتي نتيجة غضب الإرياني من تسريب قائمة أعضاء حزب المؤتمر إلى الحوار الوطني. وقالت تلك المصادر التي طلبت عدم ذكر أسمائها «اختلف الدكتور عبد الكريم الإرياني والرئيس السابق الذي لا يزال يرأس المؤتمر الشعبي العام حول قائمة ممثلي الحزب إلى مؤتمر الحوار الوطني المزمع» وأضافت المصادر «أن الإرياني شعر باستياء عميق إزاء تسريب أسماء ممثلي حزبه إلى وسائل الإعلام قبل أن يتم الاتفاق النهائي حولها، ودون استشارة الإرياني»، وأكدت المصادر وجود خلافات بين قيادات المؤتمر حول عدد من الأسماء التي ضمتها قائمة ممثلي المؤتمر الشعبي العام إلى مؤتمر الحوار الوطني، الأمر الذي حدا بالإرياني إلى إعلان انسحابه من قائمة ممثلي حزبه إلى مؤتمر الحوار، ومن ثم مغادرته صنعاء. وقالت وسائل إعلام يمنية إن قائمة الأسماء التي رفعت لمؤتمر الحوار الوطني في اليمن ضمت غالبية عظمى من شديدي الولاء للرئيس السابق، وتم استبعاد قوائم كثيرة من المعتدلين في حزب المؤتمر الشعبي. وكان أحد المواقع الموالية لنظام الرئيس السابق والمحسوبة عليه أشار في خبر سابق له إلى أن الإرياني انسحب من قائمة ممثلي حزب المؤتمر الشعبي العام احتجاجا على عدم الرجوع له أو استشارته في ترشيح قائمة المؤتمر. كما أكدت مصادر في اللجنة الفنية انسحاب الإرياني من قائمة ممثلي حزبه في الحوار الوطني.

وردا على ما نشرته وسائل الإعلام التابعة للرئيس السابق وحزب المؤتمر الشعبي العام بتسليم الحزب لقائمة ممثليه إلى اللجنة الفنية أكد نائب رئيس اللجنة الفنية للإعداد والتحضير للحوار الوطني أن اللجنة لم تتسلم قائمة ممثلي المؤتمر الشعبي العام. وأوضح سلطان العتواني نائب رئيس لجنة الحوار في تصريحات نقلها موقع «مأرب برس» أن إعلان المؤتمر لقائمة ممثليه جاء خارج نطاق الآلية التي حددتها لجنة الحوار، ونفى أن تكون اللجنة قد تسلمت أي قائمة من أي طرف. وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالدكتور عبد الكريم الإرياني غير أنه لم يكن من الممكن التوصل اليه.

ويتهيأ اليمن للدخول في مؤتمر الحوار الوطني وهو أحد مقررات المبادرة الخليجية التي وقع عليها طرفا الصراع في صنعاء أواخر عام 2011. غير أن الحوار أجل بسبب رفض تيارات في الحراك الجنوبي المشاركة فيه.