اعتقال 11 صحافيا في إيران بتهم أمنية

معارض أحوازي: الإعلام العدو الأول للنظام

TT

أعلنت إيران أمس توقيف 11 صحافيا على خلفية اتهامهم بالمساس بالأمن القومي، فيما قرر إيراني أميركي اعتنق المسيحية وحكم عليه بالسجن استئناف الحكم الصادر ضده.

وأكد وزير الثقافة الإيراني محمد حسيني الاثنين توقيف 11 صحافيا إصلاحيا على الأقل في إيران تعمل أغلبيتهم في وسائل إعلام إصلاحية بتهم متعلقة بالأمن. وصرح الوزير الإيراني: «إننا نحقق حول ظروف احتجاز الصحافيين وأسباب توقيفهم» على ما نقلت وكالة الأنباء الطلابية ايسنا. وأوضح حسيني الذي تتكفل وزارته بالاعتمادات المهنية وتشرف على عمل وسائل الإعلام «يبدو أنهم أوقفوا بتهم مرتبطة بالمجال الأمني وليس لانتهاك قوانين الإعلام». وأفادت وكالة فارس شبه الرسمية أن أولئك الصحافيين وبينهم نساء اعتبروا «مقربين من التيار المناهض للثورة» أوقفوا أول من أمس «بموجب مذكرة أصدرتها السلطات القضائية». وأفادت وكالة مهر أنه يشتبه في تعاون الموقوفين «مع وسائل إعلام مناهضة للثورة ناطقة بالفارسية» من دون مزيد من التفاصيل. وتتهم طهران وسائل الإعلام الأجنبية التي تبث بالفارسية على غرار «بي بي سي فارسي» أو «صوت أميركا» و«إذاعة أوروبا الحرة-راديو فاردا» التابعة لراديو «ليبرتي» بالتواطؤ في «مؤامرة» غربية لزعزعة النظام الإيراني. وأكدت وكالة فارس أن الصحافيين الموقوفين هم جواد داليري وساسان اقايي ونسرين تخيري وميلاد فدائي وسليمان محمدي وبوريا علمي وبيجمان موسوي ومطهره شافعي ونرجس جوداكي وأكبر منتجبي واميلي أمرائي. وأضافت أنهم يعملون لصالح صحف «شرق»، «ارمن»، «بهار» و«اعتماد» وأسبوعية «اسيمان» (الإصلاحية) ووكالة الأنباء العمالية ايلنا، المتخصصة في شؤون العمل. وتابعت مهر أن الصحافيين «أوقفوا في أماكن عملهم» وأكد مسؤولو مختلف المنشورات عمليات التوقيف. كما أوضحت أن نيابة طهران يفترض أن تبت «سريعا» في هذه التوقيفات. وتم توقيف مئات مسؤولي المعارضة والمحامين والصحافيين والسينمائيين والناشطين الحقوقيين والسياسيين والنقابيين في إيران ولا سيما منذ المظاهرات العارمة احتجاجا على إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد عام 2009. وأكدت لجنة حماية الصحافيين وجود 45 صحافيا في السجن في إيران في ديسمبر (كانون الأول) 2012. كما أغلقت عدة صحف في السنوات الأخيرة بقرار من القضاء الذي يسيطر عليه المحافظون. وفي هذا السياق قال معارض أحوازي مقيم في لندن في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «إن النظام الإيراني يوجه تهم محاربة الله ورسوله لكل معارضيه سواء ممن يعمل في الحقل الإعلامي أو السياسي أو الثقافي» وأضاف محمود أحمد الأحوازي المنسق العام للجبهة الديمقراطية الشعبية للشعب العربي الأحوازي «إن النظام في طهران هو الوحيد في العالم الذي يمنع الصحافيين الأجانب من التجول المباشر في شوارع طهران والالتقاء بالناس لأنه يعتبر أن الإعلام هو العدو الأول له»، وذكر الأحوازي أن «طهران حكمت بالإعدام على خمسة أحوازيين ثلاثة منهم إعلاميون بعد تلفيق تهم أمنية لهم، وهذا يعطينا مؤشرا على حجم الخوف الذي يتملك هذا النظام من الإعلاميين» وفي هذا السياق، قال فرهمند عليبور، الكاتب الصحافي المقرب من المرشح الرئاسي السابق مهدي كروبي، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «خلال العقدين الماضيين، وعلى الخصوص فترة الانتخابات الرئاسية، كان المناخ السياسي منفتحا، لأن الخبراء كانوا يرون أن الانفتاح السياسي وسيلة لدفع الناس للمشاركة في الانتخابات، وهو ما أوحى بأن إيران تتمتع بأجواء سياسية أكثر انفتاحا من غيرها في الشرق الأوسط»، وأضاف عليبور أن الكثير من الإصلاحيين كانوا يرغبون في أن يستمر هذا الجو للمطالبة «بالإفراج عن السجناء السياسيين أو حتى للعودة إلى ما كان عليه الوضع قبل أربع سنوات، في حين أن الحكومة - على ما يبدو - لها أهداف أخرى»، وذكر عليبور أن «العقوبات وتدهور الوضع الاقتصادي والعزلة السياسية، بالإضافة إلى الموقف العنيد للرئيس نجاد، كل ذلك جعل المؤسسات الأمنية تعود لسياسات الضغط على الإصلاحيين». وفي إشارة إلى اعتقال الصحافيين، قال عليبور: «هذا السلوك غير المسبوق من قبل الحكومة يشير إلى مستوى القلق لديهم، مع أنني لا أعتقد أن كل المحافظين يؤيدون الاعتقال».