مبنى إرشاد السفن بقناة السويس تحت حراسة الجيش والبوارج البحرية

تحفة معمارية ويتولى إدارة حركة الملاحة بواسطة أجهزة متطورة

مبنى إدارة حركة السفن بالقناة تحفة معمارية على الطراز الإسلامي
TT

كان أول مبنى تدار منه حركة إرشاد السفن منذ افتتاح قناة السويس للملاحة الدولية عام 1869، وعلى الرغم من الحروب والاضطرابات التي شهدتها بورسعيد طوال عشرات السنوات الماضية كان يتم تأمين المبنى بشكل خاص، وتمكن الجيش المصري من صد كل الهجمات التي تعرض لها قصر القبة أو مبنى إدارة قناة السويس الرئيسي القديم.

حاليا، ومع بدء الاضطرابات ببورسعيد يوم السبت الماضي، في أعقاب صدور حكم بإحالة أوراق 21 متهما من أبناء المحافظة للمفتي لاستطلاع رأيه في إعدامهم لإدانتهم في القضية المعروفة باسم مذبحة بورسعيد قامت قوات الجيش بتطويق المبنى وحمايته بالعربات المدرعة ونشر الأسلاك الشائكة حوله لمنع تعرضه للاعتداء من قبل المحتجين الذين حاولوا الوصول إليه ورشقوه بالجارة وردت الشرطة بإطلاق القنابل المسيلة للدموع.

طارق حسنين المتحدث الإعلامي باسم هيئة قناة السويس قال إن حركة الملاحة بالمجرى الملاحي للقناة منتظمة على الرغم من الاضطرابات عند المدخل الشمالي للقناة ببورسعيد والمدخل الجنوبي بالسويس والتي أسفرت عن سقوط 47 قتيلا خلال 3 أيام محافظات القناة الثلاثة. وأضاف أن 130 سفينة حمولتها مليون و265 ألف طن عبرت قناة السويس خلال الأيام الثلاثة الماضية، لافتا إلى أن هذا معدل طبيعي جدا لمرور السفن بالقناة.

وتتولى عربات مدرعة وقوات من الجيش حماية المبنى الذي بناه الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1895، ويقع مباشرة على ضفة القناة ويعتبر أول مبنى يحتل هذا الموقع وتم بناؤه على هيئة قصر من الطراز الإسلامي وهو ما يتضح في القباب الثلاث الخضراء التي تعلو المبنى أو من حيث الزخارف الداخلية للأسقف والحوائط وكذلك الشبابيك والنجف الذي يزين المبنى من الداخل.

من جهته قال الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس إن أعمال تأمين المجرى الملاحي للقناة تتم بالتنسيق الكامل مع جميع قوات تأمين المجرى الملاحي والقوات البحرية والقوات الجوية والجيشين الثاني والثالث الميدانيين وقوات حرس الحدود وفوج تأمين المجرى الملاحي.

وقال في تصريحات صحافية بعد صعوده فوق سفينة حاويات هولندية مارة بالقناة والمتجهة نحو المدخل الجنوبي على البحر الأحمر إن المجرى الملاحي للقناه في أعلى درجات التأمين، في رسالة طمأنة جديدة للسفن العابرة ولخطوط الملاحة العالمية.

ويعتبر المبنى من الآثار المسجلة في مدينة بورسعيد، وقد شهد رفع العلم المصري من جانب الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بعد جلاء القوات البريطانية عن مصر عام 1956 إيذانا بإعلان استقلال مصر واستعادتها لكامل سيادتها.

وحسب المهندس جلال الديب مدير إدارة التحركات بقناة السويس سابقا فإن المبنى له أهمية خاصة في إدارة حركة السفن وإنه يضم أجهزة ملاحية متطورة، كما يتم ذلك من خلال انطلاق الزوارق التي يستقلها مرشدو قناة السويس حيث يصعدون إلى السفن لإرشادها عند المرور بقناة السويس. وأضاف أنه يتم من خلال هذا المبنى أيضا مراقبة حركة مرور السفن من خلال أجهزة الرادار الموجودة لتأمين حركة مرور السفن.

ويعد مبنى القبة تحفة معمارية، تولت عملية بنائه شركة «إدموند كونييه» الفرنسية للمقاولات.