5 قتلى وفرار ألفي شخص في مواجهات بين متمردين والجيش في جنوب السودان

الجبهة الثورية السودانية ترحب بمبادرة رئيس حزب الوسط الإسلامي

TT

أعلنت الأمم المتحدة وشهود عيان أمس أن ألفي شخص اضطروا للجوء إلى قاعدة للمنظمة الدولية بعد أن أشاعت معركة بين جنود من جيش جنوب السودان وحراس قائد سابق للمتمردين، الدمار في بلدة صغيرة.

واستقل جنوب السودان عن السودان في يوليو (تموز) 2011، لكن الحكومة تجد صعوبة في بسط سيطرتها على الدولة التي تعج بالسلاح بعد حرب أهلية استمرت عشرات السنين مع الشمال.

وذكر شهود العيان أن القتال اندلع أول من أمس في بلدة بيبور بولاية جونقلي في شرق البلاد بين جنود من جيش جنوب السودان وبين حراس قائد المتمردين السابق جيمس كوبرين، حسبما ذكرت «رويترز» أمس.

وكان كوبرين قائدا عسكريا لمجموعة يتزعمها ديفيد ياو ياو، وهي واحدة من عدة ميليشيات تقاتل حكومة جنوب السودان، لكنه انشق عنها وانضم للجيش في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وقال شهود العيان إن كوبرين ذهب إلى سوق بيبور لقص شعره وطلبت منه دورية للجيش عدم التجول مع حراس مسلحين.

وقال شاهد عيان يدعى بيتر جازولو إن أحد الجنود كان معه قنبلة يدوية، «وحاول أحدهم انتزاعها منه وتصارعا عليها فانفجرت، فلقي الرجل حتفه وفتح الباقون النار على الحراس ففروا».

وأضاف أن «الجيش أطلق النار بلا تمييز وأحرق نصف بلدة بيبور خصوصا في الجنوب. كانوا يطلقون النار على المدنيين». وتابع أنه «في أحد المنازل احترق والد صديقي حيا. لا تزال الجثة هناك». وأضاف أن عدة أشخاص جرحوا.

وقال قويدر زروق المتحدث باسم الأمم المتحدة أن نحو ألفي شخص فروا من البلدة التي تتألف في الأساس من منازل مسقوفة بالقش طلبا للحماية في قاعدة لحفظ السلام تابعة للمنظمة الدولية.

وقال فيليب أقوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان إن جنديا قتل في المعركة وإن كوبرين فر مع حراسه بعد ذلك. وامتنع عن الإفصاح عما إذا كان الجيش أطلق النار على مدنيين عزل.

وذكرت منظمة أطباء بلا حدود، وهي واحدة من عدد قليل من المنظمات الخيرية التي تعمل في جونقلي، أنها عالجت أربعة جرحى مصابين بأعيرة نارية.

وأعلن مسؤولون في جنوب السودان وسكان أمس أن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا في جنوب السودان في ولاية جونقلي المضطربة (شرق البلاد) في مواجهات بين الجيش ومتمردين. واندلعت المواجهات الأحد في مدينة بيبور التي زارها وفد حكومي للتفاوض مع متمردين. وأحرقت سوق المدينة وفر مئات المدنيين منها، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أمس.

وقال جون توبوا القس العضو في الوفد الحكومي إنه «بدأ إطلاق نار من كل الجهات».

وحذر أحد السكان ويدعى بيتر غازولو الذي كان مفوضا سابقا لحقوق الإنسان في منطقة بيبور، من أن الحصيلة مرشحة للارتفاع، و«نبحث عن جرحى وقتلى». وأضاف أن المدينة حاليا هادئة، مؤكدا أن مسنا أحرق حيا في منزله.

وقال جنود الأمم المتحدة الذين لديهم قاعدة في بيبور إن «عددا كبيرا ربما الآلاف من المدنيين» لجأوا إلى معسكرهم. وقالت منظمة «أطباء بلا حدود» إنها عالجت أربعة أشخاص أصيبوا بالرصاص.

وقد يكون المتمردون الذين كانوا طرفا في المواجهات فروا إلى الغابات المحيطة في بيبور.

وتشهد ولاية جونقلي الواقعة في شرق دولة جنوب السودان بانتظام مواجهات إثنية ومعارك بين متمردين والجيش.

من جهة أخرى، رحبت الجبهة الثورية، وهي مجموعة فصائل معارضة مسلحة للحكومة السودانية، بوصول الدكتور يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الإسلامي إلى كمبالا للالتقاء بالجبهة الثورية السودانية على خلفية ميثاق «الفجر الجديد» الذي وقع من الجبهة الثورية وممثلي المعارضة السودانية، مما أثار جدلا سياسيا في الخرطوم بين الحكومة والمعارضة.

وكان الدكتور الكودة أعلن أنه ذاهب إلى كمبالا لإجراء حوار مع من يحملون السلاح في الجبهة الثورية المعارضة، والعمل على إقناعهم بإمكانية تغيير النظام من دون استخدام السلاح، لأنه ضد استخدام السلاح في التغيير.

وقال أبو القاسم إمام أمين الإعلام المتحدث الرسمي باسم الجبهة الثورية في بيان «نحن في الجبهة الثورية السودانية، إذ نرحب ونثمن عاليا خطوة الدكتور الكودة وحزبه بما لديه من أفكار وآراء تطويرا للميثاق والمضي قدما خدمة للشعب ولسوداننا الحبيب، نحييك على الصمود والنضال من أجل إسقاط النظام واستعادة السلام والحرية والديمقراطية».

وأضاف أنه «تماشيا مع تطورات الوضع السياسي الراهن في البلاد وصل الدكتور الكودة الذي وجد التجاوب الواسع من كافة قطاعات الشعب السوداني ومكوناته السياسية والمدنية الحية والمتجهة نحو التغيير، وأن قبول الدعوة في هذا الظرف الحاسم والتاريخي يعتبر ردا عمليا على افتراءات المؤتمر الوطني وهيئة علماء السلطان لإساءاتهم لوثيقة (الفجر الجديد)».