قوات النظام تقصف أكبر وأقدم محطة قطارات في سوريا بعد فقدان السيطرة عليها

انتقادات لـ«النصرة» بعد تبني تفجير السلمية.. و«الحر» يشكل كتيبة الشيخ «الأسير»

TT

قام الطيران الحربي التابع للنظام السوري بقصف محطة قطار القدم جنوب العاصمة دمشق، وذلك بعد إعلان كتيبة «أسود الإسلام» سيطرتها عليها أول من أمس.

وتضم محطة القطارات، التي تعد من المعالم التاريخية في دمشق، متحفا للقاطرات وكل ما يتصل بالسكك الحديدية منذ أكثر من مائة عام، حيث كانت المحطة منطلق الحج الشامي عبر خط الحجاز الحديدي، كما تضم أكبر ورشة لإصلاح وإعادة تأهيل القطارات في سوريا. وفي السنة الأخيرة تحولت إلى تجمع لقوات النظام في المناطق الجنوبية. وبث ناشطون مقاطع فيديو تظهر حجم الحرائق التي اندلعت في المحطة جراء القصف الجوي.

وقال ناشطون في دمشق إن القصف الجوي والمدفعي تواصل على الأحياء الجنوبية وتركز على حي القدم ومحطة القطارات الواقعة فيه، وكانت كتائب «درع الشام» بالتعاون مع كتائب «أنصار الشريعة» قد أعلنت بدء «عملية تحرير حي القدم»، بينما حاولت قوات الأمن والشبيحة اقتحام الحي. وقال الناشط أحمد الدمشقي إن «شبيحة استخدموا المدنيين كدروع بشرية للدخول إلى حي القدم، حيث قاموا بحرق بعض المنازل خلال مداهمات واعتقالات، ردا على مهاجمة مقاتلي الجيش الحر في يوم سابق عدة حواجز ومن بينها حاجز بورسعيد، واستهداف معمل الدفاع بقذائف الهاون»، كما أكد على أن حيي العسالي والقدم «شهدا حركة نزوح كبيرة للمدنيين من النساء والأطفال جراء عمليات القنص والقصف، الذي أدى إلى جرح العشرات». ومع توتر الأوضاع هناك قامت السلطات بإغلاق الطريق الدولي (دمشق - درعا)، المدخل الجنوبي للعاصمة، ومنع المرور منه.

وفي غضون ذلك، تبنت جبهة النصرة الإسلامية التفجير الانتحاري الذي وقع قبل أيام في بلدة السلمية ذات الغالبية الإسماعيلية، وأدى إلى مقتل 42 شخصا. وذكرت، في بيانها، أن «الاستشهادي» أبو عبد الجبار النجدي قام بتفجير شاحنة محملة بثلاثة أطنان ونصف الطن من المواد المتفجرة في منطقة السلمية، في أشد المناطق تحصينا.

وأكد بيان الجبهة أن منفذ العملية «تقدم إلى منطقة تجمع أمني عسكري تضم معمل السجاد»، موضحا أن «هذا المعمل مكان مهجور يقطنه الآن العشرات من الشبيحة»، وفي جواره بيت مدير المنطقة، بالإضافة إلى شعبة الحزب. وأشارت إلى أن «العملية أتت انتقاما من هؤلاء الكفرة الذين نكلوا بأهلنا في حمص، وارتكبوا أفظع المجازر بحق المسلمين هناك»، متوعدة «قوات الطاغية وأعوانه من الظلمة بمزيد من العمليات الجريئة لنذيقهم شيئا مما أذاقوه لأهلنا المسلمين».

كذلك، نشرت «الجبهة» على الإنترنت صورة لمن قالت إنه منفذ العملية، وقد لثم وجهه بكوفية فلسطينية وحمل رشاشا أوتوماتيكيا، وإلى جانبه علم الجبهة، إضافة إلى صورة أخرى عبارة عن «رصد تجمعات جنود النظام تمهيدا لنسفهم بعملية استشهادية»، وبدا فيها «جنود بملابس عسكرية وعناصر آخرون بملابس مدنية».

ويلاقي ناشطون ميدانيون هذا التفجير بالإدانة والشجب، حيث وصف أبو غازي الحموي، عضو مجلس ثوار حماه، قيام «جبهة النصرة بهذا العمل بـ(الخاطئ)». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ليس كل من يحارب النظام السوري هو ضد النظام»، متسائلا عن «الهدف من هذا التفجير في منطقة السلمية المعروفة بحراكها السلمي». وأشار الحموي إلى أن «القوات النظامية تتحصن عادة في القرى والمناطق التي تعيش فيها الأقليات بهدف الاحتماء بها، مما يستلزم الكثير من الوعي من جانب الكتائب المعارضة لعدم الانجرار إلى مخططات النظام الهادفة إلى إحداث فتنة بين شرائح المجتمع السوري». ورد الحموي عدم قدرة «الجيش الحر» على ضبط عمليات «جبهة النصرة» إلى «سوء التنظيم والتخطيط في معظم مناطق ريف حماه».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد بمقتل 42 شخصا جراء تفجير سيارة مفخخة أمام معمل السجاد القديم «الذي يستخدم كمقر للجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام»، مشيرا إلى أن «بين القتلى عناصر من اللجان ومدنيين بينهم نساء وأطفال». وكان النظام السوري قد اتهم تنظيم القاعدة والجبهة بتنفيذ التفجير، وذلك في رسالتين متطابقتين وجههما إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة.

وفي إدلب، أعلن عنصر منشق من قوى الأمن الداخلي في منطقة جبل الزاوية شمال سوريا، تشكيل كتيبة تحمل اسم الشيخ اللبناني أحمد الأسير. وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون على شبكة الإنترنت مجموعة من أفراد الجيش السوري الحر يظللهم علم «الثورة» السورية. وفي تعليقه على الخبر، نفى المكتب الإعلامي للشيخ أحمد الأسير لـ«الشرق الأوسط» أن «يكون للشيخ أي علاقة بهذه الكتيبة»، معتبرا أن «هذه التسمية هي دليل محبة الثوار في سوريا للشيخ الأسير واحترامهم وتقديرهم لمواقفه الداعمة للثورة في بلادهم».

وفي شمال سوريا، وتحديدا في مدينة الطبقة بريف الرقة، قالت شبكة «شام» المعارضة، إن عناصر من «الجيش الحر» استولوا على رتل عسكري تابع لقوات النظام، في حين ذكرت «لجان التنسيق المحلية» أن المسلحين تمكنوا من استهداف الرتل العسكري المتجه نحو مطار الرقة العسكري، مسيطرين على آليات ومدرعات وأسلحة.

بدوره، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بقصف نظامي استهدف مدينتي داريا والمعضمية بريف دمشق، بينما استمرت الاشتباكات في محيط مبنى إدارة الدفاع الجوي في بلدة المليحة بريف دمشق. كما بث ناشطون صورا لعملية إطلاق قذائف من قبل أفراد من كتيبة «أسود الإسلام»، التابعة لـ«الجيش الحر» على مواقع للقوات النظامية في حي الميدان بدمشق.

وفي دير الزور، قال ناشطون إن «حي الحويقة تعرض للقصف من قبل القوات النظامية، بعد اشتباكات عنيفة مع كتائب الجيش الحر وقعت في محيط مقر الأمن السياسي».