مطالب أوروبية بإعلان حزب الله اللبناني منظمة إرهابية

أثنار و تريمبل: الحزب ذراع طولى لإيران

TT

طالب رئيسا الوزراء الأسبقان، الإسباني خوسيه ماريا أثنار، والآيرلندي الشمالي ديفيد تريمبل، أوروبا بالإعلان عن اعتبار حزب الله اللبناني منظمة إرهابية بوضوح، قائلين إن إدراج الحزب رسميا على لائحة الإرهاب سيقلل من قابليته على تقديم خدمات لـ«أسياده الأشرار في إيران».

وأكد السياسيان البارزان في مقال مشترك بصحيفة «التايمز» البريطانية أمس، أن «الأحداث الجارية في كل من مالي والجزائر تظهر أن الإرهاب الجهادي ما زال حيا، ويمثل خطرا مباشرا علينا»، كما أوضحا أن «الاضطرابات في شمال أفريقيا تذكرنا بأن الفكر الجهادي لا حدود له. وعند مواجهة الإرهاب، فإنه من الأفضل منعه عوضا عن التعامل مع تبعاته. لكن الاتحاد الأوروبي يرفض أحيانا رغم ذلك، مواجهة الحقيقة. وأحد أبرز حالاتها القوية هي حزب الله».

وأشار المقال إلى حادثة تفجير حافلة تقل عددا من السائحين الإسرائيليين في مدينة برغاس البلغارية في يوليو (تموز) الماضي على يد انتحاري، مما أسفر عن وفاة 5 إسرائيليين وسائق الحافلة البلغاري، وأن كل الأدلة أشارت إلى ضلوع حزب الله في العملية.

وتابع الكاتبان: «إنه على الرغم من العمل الوحشي، فإن بعض الحكومات الأوروبية لا ترغب في إعلان أن حزب الله يمثل تهديدا أمنيا يكفل وضعه على لائحة الإرهاب. وهذا الرفض نابع من سوء فهم لطبيعة المنظمة، حيث إن الحزب لا يمثل فقط ميليشيا لبنانية وحزبا سياسيا، لكنه أيضا ذراع طولى لإيران». وأضافا أنه «بدءا من وضع الفكرة في طهران عام 1982، فإنه خدم الأهداف الساعية إلى تمديد النفوذ الشيعي دوليا، كما حلم آية الله الخميني».

وأكد أثنار وتريمبل أن «حيازة الحزب لمقاعد في البرلمان وحقائب وزارية لا تعني أبد أن قادته يعتبرون أنفسهم مجرد فصيل لبناني آخر، وإن كان فصيلا يقتل خصومه السياسيين (في إشارة إلى التحقيقات الدولية الجارية حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري)، إلا أن الحزب على العكس يحمل رؤية وتواصلات عالمية، حيث ضلع في ارتكاب هجمات في أماكن بعيدة للغاية مثل الأرجنتين وجورجيا وإسرائيل وتايلاند وتركيا والسعودية، إلى جانب لبنان. كما شارك في أنشطة مشبوهة عالية الربحية في أميركا اللاتينية وغرب أفريقيا، كعمليات تهريب المخدرات وتبييض الأموال في كولومبيا، برعاية من الثوار المسلحين هناك. إضافة إلى ضلوعه بكثافة في عمليات تهريب العقاقير إلى أوروبا، بحسب مسؤولين أميركيين».

وختم السياسيان البارزان مقالهما بالتشديد على أن «حزب الله موجود بالفعل ونشط على الأراضي الأوروبية.. وشبكاته وأنشطته المشبوهة تغطي القارة. وأظهر جليا استهدافه لضرب أوروبا، وهو ما يوجب على الحكومات الأوروبية التحرك بأقصى سرعة لمواجهة تلك التهديدات». وأضافا: «إن الحزب ليس (حزب الله).. بل هو (حزب الإرهاب)، ويجب التعامل معه من هذا المنطلق».

يذكر أن كلا من الولايات المتحدة وكندا وإسرائيل وهولندا تعتبر حزب الله منظمة إرهابية بالكامل، في حين تضع بريطانيا الجناح العسكري للحزب فقط على قائمة الإرهاب. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على الحزب في أغسطس (آب) الماضي نظرا لدعمه الحكومة السورية، وعلى أثر القرار تم تجميد أي أصول يمتلكها الحزب قد تكون تحت الولاية القضائية الأميركية، وحظر على الأميركيين والشركات الأميركية التعامل معه.