الـ«بلاك بلوك» يثير ذعر الإسلاميين وسلفيون يدعون لتشكيل «وايت بلوك»

النيابة المصرية تصف ممارستهم بـ«الإرهابية»

TT

أصدر النائب العام المصري المستشار طلعت عبد الله أمرا بضبط وإحضار جميع عناصر مجموعة «بلاك بلوك» الشبابية، التي انتشرت في عدد من المحافظات مرتدية الملابس والأقنعة السوداء، خلال مظاهرات إحياء الذكرى الثانية لثورة 25 يناير (كانون الثاني)، وتبنت عددا من أعمال العنف.

وفي غضون ذلك أهدر دعاة سلفيون دم هؤلاء الشباب باعتبارهم «جماعة مارقة خارجة عن طاعة الله ورسوله»، كما دعا بعض الشباب السلفي لتشكيل جماعة تدعى «وايت بلوك إسلامي» لمواجهتهم.

وانتشر أعضاء المجموعة، وهم عناصر شبابية مجهولة الهوية ليست لهم قيادة أو تنظيم واضح، في كل أماكن المظاهرات، وقطعوا الطرق في القاهرة وعدد من المحافظات المصرية الأخرى، وعرفت المجموعة نفسها في بيانات مسجلة قالت فيها إنها «ترفع راية العنف ضد جماعة الإخوان».

ويقول أعضاء بالمجموعة إنهم «شباب ليست لديهم أي انتماءات سياسية أو تابعين لأحزاب ويهدفون فقط إلى الوقوف ضد جماعة الإخوان المسلمين وأي جماعة تستغل الدين من أجل تحقيق أهداف سياسية خاصة».

وكلف النائب العام المستشار طلعت عبد الله مأموري الضبط القضائي من رجال الشرطة والقوات المسلحة، بضبط أي شخص يشتبه في انتمائه لتلك الجماعة، وتسليمهم للنيابة العامة. وقالت مصادر أمنية إنه تم بالفعل اعتقال عدد منهم في محافظات القاهرة والإسكندرية والزقازيق.

وقال المستشار حسن ياسين المتحدث الرسمي للنيابة العامة، إن التحقيقات التي يباشرها المكتب الفني للنائب العام، كشفت النقاب عن أن جماعة «بلاك بلوك» جماعة منظمة تمارس أعمالا إرهابية، ويندرج تشكيلها وعناصرها ومن ينضم إليها من عناصر تحت طائلة العقاب.

وأضاف أن ما ترتكبه تلك الجماعة من أعمال تخريب وإتلاف وترويع للآمنين واعتداء على الأشخاص والممتلكات، يعد من الجرائم الماسة بأمن الدولة المعاقب عليها وفق نصوص قانون العقوبات الواردة بالقسم الأول من الباب الثاني.

من جانبه، أكد الداعية الإسلامي الشيخ يوسف البدري، أن «تنظيم (بلاك بلوك) مخالف لحدود الدين الإسلامي شكلا ومضمونا وأنها مجرد جماعة مارقة خارجة عن طاعة الله ورسوله وولي الأمر وأنها تقوم بترويع المواطنين الآمنين»، مضيفا: «هذا التنظيم يحمل الأسلحة بما يخالف نهج الإسلام ويستوجب قتالهم وإهدار دمائهم».

كما دعا الداعية السلفي وجدي غنيم، الرئيس مرسي، إلى استخدام القوة ضد المتظاهرين بالميادين، موضحا أن أعضاء الجماعات الإسلامية جاهزون للنزول للشارع، واصفا مجموعة «بلاك بلوك» بـ«بالمخربين والبلطجية».

من جانبها، دعت عدد من الصفحات على موقع «فيس بوك» لتشكيل جماعة تدعى «وايت بلوك إسلامي» لمواجهة تخريب ما يقوم به مجموعة «البلاك بلوك» على حد قولهم، وتحت شعار «شدوا بالكف على الكف يا جند المصحف والسيف».

في المقابل، دافعت مجموعة «بلاك بوك» عن نفسها، وقامت بتصوير فيديو جديد نشرته أمس، قالت فيه: «نحن الكتلة الثورية السوداء من شباب الثورة الذين شاركوا في جميع المواجهات التي شهدتها الثورة وتصدروا الصفوف الأمامية بها ولن نجد حلا لمواجهة نظام مبارك أو الإخوان سوى بتنظيم موجود على الأرض». وقال شخص ظهر في الفيديو وصف نفسه بأنه مؤسس في «البلاك بلوك»، دون أن يوضح ملامحه: «إن هدفهم ليس تخريب مؤسسات ومرافق الدولة، ولكن تدمير مؤسسات النظام نفسه.. اللي هو نظام الإخوان».