غرق منصة غاز إيرانية في مياه الخليج تكلفتها 40 مليون دولار

استغرق بناؤها 30 شهرا.. ومصادر خليجية اتهمت طهران بالتساهل في مجال الأمن والسلامة

TT

في الوقت الذي انشغلت فيه وسائل الإعلام الإيرانية أمس بمناورات عسكرية إيرانية بحرية قالت إنها تجري باستخدام «أسلحة فائقة التطور»، كانت منصة غاز إيرانية تغوص عميقا في مياه الخليج العربي بعد بدء تشغيلها بدقائق عند حقل غازي تتشاركه إيران مع قطر؛ حيث لم تفلح كل محاولات تعويمها الأمر الذي دفعها في زمن قياسي إلى قعر يبلغ عمقه 80 مترا.

وأكد مصدر خليجي في قطاع الطاقة لـ«الشرق الأوسط» أن غرق المنصة قد يعود إلى غياب الجودة في صناعتها، والافتقار إلى التكنولوجيا النفطية بسبب العقوبات الدولية المفروضة على إيران، فيما تقدر قيمة المنصة بـ40 مليون دولار واستغرق إنشاؤها عامان ونصف العام، وهي جزء من مشروع بقيمة خمسة مليارات دولار موكلة إلى مجموعة «خاتم الأنبياء» الصناعية التابعة للحرس الثوري الإيراني، في حين لم يجر التأكد فيما إذا كان غرق المنصة قد تسبب في تلوث في منطقة الحادث.

وفتحت إيران تحقيقا حول غرق منصة «أوف شور» عند تشغيلها في حقل غاز «ساوث بارس» الذي تتقاسمه إيران مع قطر، بينما قال المصدر في قطاع الطاقة لـ«الشرق الأوسط» إن تساهل إيران في جوانب الأمن والسلامة والافتقار إلى التكنولوجيا المتطورة الضرورية واستخدام بدائل محلية قد لا تكون مناسبة في عمل من هذا النوع سبب غرق الناقلة علما بأن شركة «صدرا» التابعة لـ«البسدران»، والتي تخضع على غرار كل قطاع النفط والغاز الإيرانيين إلى عقوبات أميركية وأوروبية هي من بنت المنصة.

وأشارت مصادر إلى أن لجنة أزمة تشكلت في محاولة لتعويم هذه المنصة المعدنية التي تزن 1850 طنا، وغرقت تحت ثمانين مترا في قعر البحر وكان يفترض تشغيل المنصة التي استغرق بناؤها ثلاثون شهرا في المرحلة الثالثة عشرة من حقل الغاز العملاق «ساوث». وأوكل تحقيق هذه المرحلة من المشروع بقيمة خمسة مليارات دولار إلى مجموعة «خاتم الأنبياء» الصناعية لحرس الثورة الإيرانية بعد أن انسحبت في 2010 شركتا «شل» البريطانية الهولندية والإسبانية «ربسول» إثر فرض الغرب عقوبات على إيران، وبنت المنصة شركة «صدرا» التابعة لـ«البسدران»، والتي تخضع على غرار كل قطاع النفط والغاز الإيرانيين إلى عقوبات أميركية وأوروبية. وتعتبر طهران تطوير الجزء الإيراني في «ساوث بارس» أولوية استراتيجية، لكنها سجلت تأخيرا كبيرا مقارنة بجارتها قطر في استغلال هذا الحقل العملاق؛ حيث تنتج إيران حاليا نحو 650 مليون متر مكعب يوميا منها 280 مليون من «ساوث بارس»، يستوعبه الاستهلاك الداخلي تقريبا بالكامل. ولم يجر التأكد فيما إذا كان غرق المنصة قد تسبب في تلوث في منطقة الحادث.