تقرير أميركي: إحباط 20 «عملية إرهابية» لفيلق القدس وحزب الله

حذر من أن المنظمتين تتعلمان من أخطائهما وتوسعان أنشطتهما

TT

قال خبير بارز في مجال مكافحة الإرهاب إن فيلق القدس الإيراني ومقاتلي حزب الله اللبناني يتعلمون من سلسلة الهجمات الإرهابية التي تم إحباطها على مدى العامين الماضيين، ويشكلون تهديدا متزايدا للأهداف الأميركية والغربية، وكذلك لإسرائيل.

وقالت وكالة «أسوشييتد برس» إن التقرير الذي أعده ماثيو ليفيت من «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» إن هاتين الجماعتين المتشددتين، اللتين تعملان بشكل مستقل أو معا، تصعدان من أنشطتهما في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي أدى إلى إثارة المخاوف في الولايات المتحدة بسبب قدرتهما ورغبتهما المتزايدة في الهجوم على الولايات المتحدة. واستشهد التقرير بهجومين تم شنهما العام الماضي - نجح أحدهما في حين تم إحباط الآخر من قبل السلطات الأميركية – على أنهما إشارة على أن المسلحين يتعلمون من أخطائهم ومصممون على الانتقام من الغرب بسبب جهوده الرامية لعرقلة البرنامج النووي الإيراني وغيرها من الأمور التي يرون أنها تعد جرائم من وجهة نظرهم.

ويلقي التقرير الضوء على التصريحات التي أدلى بها مسؤولون أميركيون في مجال الإرهاب العام الماضي الذين أخبروا الكونغرس بأن فيلق القدس وحزب الله، اللذين غالبا ما يعملان بالتنسيق فيما بينهما، أصبحا يمثلان «مصدر قلق بالغ» بالنسبة للولايات المتحدة.

ويتبع فيلق القدس الحرس الثوري الإيراني.

ويأتي هذا التقرير في خضم التوترات المستمرة بين إيران والغرب، بما في ذلك المأزق الحالي بشأن تحديد موعد ومكان انعقاد المحادثات السداسية بشأن البرنامج النووي الإيراني وغضب طهران من التقارير التي تشير إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل وراء فيروس «ستوكس نت» الذي أجبر إيران على إغلاق الآلاف من أجهزة الطرد المركزي في إحدى المنشآت النووية الإيرانية عام 2010 بشكل مؤقت.

وأشار التقرير إلى أنه قد تم إحباط أكثر من 20 عملية إرهابية من قبل حزب الله أو عناصر تابعة لفيلق القدس في جميع أنحاء العالم خلال الفترة بين مايو (أيار) 2011 ويوليو (تموز) 2012، بما في ذلك تسع عمليات خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2012.

وقال ليفيت في التقرير: «الأمر اللافت للنظر هو أن العمليات التي قامت بها المجموعتان كانت تفتقر إلى الاحترافية، حيث كان يتم اختيار الأهداف بشكل سيئ للغاية، وكان هناك عدم كفاءة فادح في تلك العمليات. ومع ذلك، قد تنجح مثل هذه الهجمات عندما يتم إضفاء الطابع الاحترافي عليها».

يذكر أن ليفيت هو زميل بارز ومدير «برنامج ستاين» لمكافحة الإرهاب والاستخبارات بمعهد واشنطن. وخلال الفترة بين عام 2005 وأوائل عام 2007، شغل ليفيت منصب نائب الأمين المساعد لشؤون الاستخبارات والتحليل في وزارة الخزانة الأميركية.

وأشار التقرير إلى أبرز عمليتين لفيلق القدس وحزب الله؛ الأولى هي التخطيط لاغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، حيث اعترف منصور أرباب سيار، وهو مواطن أميركي يحمل جواز سفر إيرانيا، بأنه تآمر لاغتيال السفير السعودي في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقال للمحكمة إن مسؤولين عسكريين إيرانيين قد شاركوا في تلك المؤامرة، في الوقت الذي نفت فيه إيران علاقتها بالمؤامرة.

وتم إحباط العملية بعدما حاول أرباب سيار الاستعانة بمن كان يعتقد أنه تاجر مخدرات لتنفيذ المؤامرة في أحد المطاعم بواشنطن، ولكن الرجل كان في واقع الأمر مصدرا سريا لإدارة مكافحة المخدرات الأميركية.

وفي حين أبرزت تلك المؤامرة رغبة فيلق القدس وحزب الله المتزايدة في شن هجمات على الأراضي الأميركية، كانت هناك مؤامرة ثانية أكثر نجاحا في بلغاريا، التي تلقي الضوء على أن هؤلاء المتطرفين يمكنهم التعلم من الأخطاء التي ارتكبوها، ففي يوليو (تموز) الماضي، أدى انفجار إلى مقتل سائق حافلة وخمسة إسرائيليين، علاوة على إصابة 30 آخرين، وألقى مسؤولون بمسؤولية هذا الهجوم على حزب الله اللبناني.

وقد شهد العامان الماضيان هجمات أخرى تعكس العلاقة بين حزب الله وفيلق القدس؛ وهو تحالف منذ فترة طويلة، حيث تقوم إيران بتسليح وتمويل وتدريب عناصر حزب الله وتستخدمهم في شن حروب بالوكالة.

وفي شهادته أمام لجنة الأمن الداخلي والشؤون الحكومية بمجلس الشيوخ في سبتمبر (أيلول) الماضي، قال مدير المركز القومي لمكافحة الإرهاب ماثيو أولسن: «فيلق القدس، وكذلك الجماعة التي تنسق معه وهي حزب الله اللبناني، يشكل مصدر قلق بالغ».

وقال نائب مدير قسم التحقيقات الجنائية التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي كيفن بيركنز: «نحن ننظر إليها على أنها مصدر تهديد خطير، ونركز من خلال التحليلات الاستخباراتية وغيرها من المصادر على ذلك على أساس يومي لرصد هذا التهديد».

ويقول ليفيت إن الجهود المبذولة لوقف البرنامج النووي الإيراني جعلت طهران أكثر حرصا على تنفيذ عمليات ناجحة، مشيرا إلى أن كلا من حزب الله وفيلق القدس أصبحا يواجهان قيودا أكبر بسبب زيادة الإجراءات الأمنية منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2011.