فيديو للخارجية الإسرائيلية يظهر «قبة الصخرة» تختفي.. يثير جدلا

المخاوف من الغضب منعت نشره.. والفلسطينيون يحذرون من نوايا مبيتة

TT

أثارت معلومات عن شريط فيديو أعدته الخارجية الإسرائيلية عن القدس، وتظهر فيه «قبة الصخرة» وهي تختفي ويحل محلها الهيكل، جدلا كبيرا في صفوف الفلسطينيين الذين حذروا من نوايا إسرائيلية مبيتة للمس بالمسجد الأقصى. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس إن الخارجية الإسرائيلية تراجعت عن نشر فيلم كان يحمل اسم «الحقيقة عن القدس»؛ بسبب المخاوف من موجة غضب إسلامية ضد إسرائيل.

وبحسب «يديعوت أحرونوت» فإن الفيلم الذي يشارك فيه نائب وزير الخارجية السابق داني أيالون وهو يستعرض تاريخ القدس، يظهر رسما لقبة الصخرة وهي تختفي قبل أن يحل مكانها هيكل سليمان المزعوم، وهو ما أدى إلى مخاوف لدى مسؤولين إسرائيليين عند مشاهدته من ردود إسلامية عنيفة في القدس وإسرائيل ودول الجوار، فتم وقف عرضه، ومن ثم تغيير بعض المشاهد.

وغيرت الخارجية مشهد اختفاء قبة الصخرة بمشهد خيالي لاختفائها خلف غبار سحري، مع ساعة توقيت تشير إلى الرجوع بالزمن إلى الخلف قبل أن يظهر الهيكل كبناء قائم قبل المسجد الأقصى وقبة الصخرة.

والفيلم المذكور جزء من سلسلة أفلام عرضت سابقا وتحمل عناوين «الحقيقة عن اللاجئين اليهود» و«الحقيقة عن الضفة الغربية» و«الحقيقة عن مسيرة السلام»، وقامت بإنتاجها شركة غربية لصالح الخارجية الإسرائيلية.

ويتحدث أيالون في الفيلم عن علاقة الشعب اليهودي بالقدس والحرية التي تتمتع بها الأديان الثلاثة، على حد وصفه.

وقالت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» في بيان: «إن أذرعا في الاحتلال الإسرائيلي تتماهى فيما بينها بالدعوة إلى هدم المسجد الأقصى وبناء هيكل أسطوري مزعوم على حسابه، وإن هنالك منظمات وجماعات مدعومة رسميا تعمل بشكل ممنهج على تسويق فكرة هدم الأقصى وبناء الهيكل».

وحذرت المؤسسة من مخاطر مثل هذه الدعوات التي بدأت تتسارع وتيرتها يوما بعد يوم؛ «علما بأنه سبق وجود مخططات وصلت إلى حد التنفيذ تقريبا كانت تستهدف تفجير المسجد الأقصى وتدميره كخطوة أولى لتحقيق أسطورة الهيكل».

وتابعت: «أيا كان الفيلم المروج، فنؤكد أن المشروع الصهيوني بحقيقته قائم على حلم وأسطورة احتلال القدس والمسجد الأقصى، ثم إقامة الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى، وقد قالها ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل: «لا قيمة لإسرائيل دون القدس، ولا قيمة للقدس دون الهيكل، وهنالك إجماع صهيوني على قضية بناء الهيكل المزعوم، ولذلك نحن نرى بعين الخطورة ترويج ونشر مثل هذه الأفلام، خاصة من دائرة رسمية من دوائر المؤسسة الإسرائيلية، فهذا الفيلم وغيره من القرائن والأحداث تشير إلى أن الاحتلال يسعى لتحقيق مخطط تقسيم المسجد الأقصى، كخطوة من خطوات العمل على بناء الهيكل الأسطوري المزعوم».

وقال المحامي زاهي نجيدات، الناطق الرسمي باسم الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني: «آن الأوان للأمة الإسلامية والعالم العربي أن يرتقيا لمستوى الحدث، فالخطب جلل والوقت ثمين».

ورد أيالون على الاتهامات قائلا إن «الهدف من وراء الفيلم كان إظهار الحرية الدينية التي تتمتع بها الأديان الثلاثة تحت سيادة إسرائيل، على عكس سياسة الدول العربية التي تقمع حقوق الأقليات».