كلينتون: دول جوار إيران الأكثر تعرضا للخطر إذا حققت طهران أهدافها

قالت في مقابلة تلفزيونية إن واشنطن طلبت من مبارك تقديم تنازلات للشعب المصري

TT

قالت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية المنتهية ولايتها، إن «وقف رغبة إيران في إنتاج سلاح نووي كانت من أهم التحديات التي واجهتها»، مشيرة في مقابلة مع تلفزيون «إن بي سي» لقد «اتخذت إدارة الرئيس أوباما، منذ البداية، خطوات متواصلة ومتزايدة ضد إيران، أهمها أنها وحدت المجتمع الدولي ضد إيران»، موضحة بقولها «في ذلك الوقت، واجهت شكوكا حقيقية من دول طلبت منها الانضمام إلى جهودنا، لكننا استطعنا تخطي هذه العقبات، والآن، صارت الإجراءات ضد إيران تؤتي أكلها».

وأضافت كلينتون خلال سلسلة مقابلات مع محطات تلفزيونية وإذاعية أميركية أجرتها قبل ثلاثة أيام من نهاية عملها كوزيرة للخارجية وفي عرض لإنجازاتها «علينا الاستمرار في دعم التحالف مع دول الخليج ودول أخرى حول إيران، وهي الدول الأكثر تعرضا للخطر إذا نجحت إيران في تحقيق أهدافها»، منبهة إلى أن «سياستنا نحو إيران هي المنع».

وفي مقابلة مع تلفزيون «فوكس»، كررت كلينتون ما قاله الرئيس أوباما، من «أن كل الخيارات موضوعة على الطاولة، ونحن نواصل العملية الدبلوماسية، ولكن هناك جدول (ليس إلا ما لا نهاية)»، وقالت نعم إن «جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، والرئيس (أوباما) كان واضحا جدا في ذلك». وأشارت إلى دعم إيران للإرهاب، وقالت: «يوجد كثير من الاهتمام بالجهود الرامية إلى منع إيران من الحصول على سلاح نووي مما يجعلنا نغفل أحيانا الجهود النشطة للغاية للحرس الثوري الإيراني، وفيلق القدس، ووكلاء مثل حزب الله اللبناني وغيرهم، الذين شاركوا في عمليات الاغتيال والتفجيرات، وفي زعزعة استقرار البلدان».

وفي إجابة عن سؤال لتلفزيون «فوكس» حول «كيف يحصل الإيرانيون على المال للقيام بهذه الأعمال؟، وفيما إذا كانت روسيا تساعدهم»، أجابت كلينتون: «إيران دولة غنية، وتتمتع بثروة اقتصادية كبيرة، إضافة إلى قوتها العسكرية، وهاتان القوتان تراكمتا على مدى سنوات كثيرة». منبهة إلى أن «العقوبات أثرت كثيرا على إيران، رغم أن دولا تظل تتعاون معها، ونحن نحث ونبرهن، لهذه الدول بأهمية الالتزام بقرارات المقاطعة».

وأشارت إلى «عقوبات مثل إغلاق الكثير من المؤسسات المالية الإيرانية»، وقالت: «قمنا بتغيير سلوك كثير من الحكومات والمؤسسات الذين كانوا يعتقدون أنهم بمنأى عن هذا الخطر. لكن هناك دولا مارقة، ولا تزال تعتمد كليا على الموارد الإيرانية».

وكشفت كلينتون عن أن «واشنطن ستصدر مزيدا من العقوبات»، مشددة على «أننا في نهاية المطاف، نريد أن نرى إيران وقد عادت إلى طاولة المفاوضات».

وفي مقابلة ثالثة مع تلفزيون «إي بي سي»، تحدثت كلينتون عن المشكلة بين إسرائيل والفلسطينيين، وقالت من «الصعب جدا على الطرفين العمل معا، هذا الموضوع فكرت فيه كثيرا خاصة وأنا عايشته كله عندما كان زوجي (بيل كلينتون) رئيسا، وحاول التوفيق بينهما في كامب ديفيد»، مضيفة أن هناك «قدرا كبيرا من العمل الذي لم يكتمل، وقد حاولت أن أشرح (للإسرائيليين) أن الفلسطينيين يستحقون دولة»، منبهة أن على الفلسطينيين «تقديم تنازلات، بهذه الطريقة يمكن الوصول إلى اتفاق في الآراء». وفي إجابة على سؤال يتعلق بتردد الولايات المتحدة في دعم الثورة المصرية، والموافقة على رحيل الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وأن ذلك أعطى إشارات سلبية لحلفاء أميركا في المنطقة، قالت: «كانت (الثورة) قوة تاريخية لا مفر منها، وهي أن يثور الشعب المصري في أعداد كبيرة مطالبا بنفس المبادئ التي نؤمن نحن بها وهي الحرية وفرص التطور، عندها لم يكن في إمكان الولايات المتحدة، ولا يجب أن يكون، أن تقف إلى جانب من يحرمون شعوبهم من هذه المطالب». وكشفت عن أن «واشنطن طلبت من مبارك، في آخر أيامه، تقديم تنازلات لكن لم يكن ذلك ممكنا».

وفي مقابلة مع إذاعة «إن بي آر»، قالت كلينتون «إن حكومات دول (الربيع العربي) سوف تحتاج إلى بعض الوقت لتقدر على معرفة وسائل ضمان أمن حدودها، وحماية شعوبها لأنها لم تتأسس تأسيسا قويا بعد الثورات العربية وجهود بناء الديمقراطية، لهذا نحن نواجه تحديات كثيرة»، وأضافت أن «الولايات المتحدة تعمل للتعاون مع هذه الحكومات وأن بعضها يرغب، لكنه لا يقدر وبعضها يقدر لكنه، أحيانا، لا يرغب».

وفي إجابتها عن سؤال لتلفزيون «سي إن إن»، يتعلق بتصريحات لوزير الدفاع المصري القائد العام للقوات المسلحة، قال فيها إن الاضطرابات هناك تهدد بانهيار الدولة المصرية، قالت كلينتون: «آمل ألا يحدث ذلك، هذا سوف يسبب فوضى وعنفا لا يصدقان، وسيكون مدمرا لمصر وللمنطقة». وأضافت: «لكن، يجب أن تفهم الحكومة الجديدة أن مطالب الجماهير صادقة ويجب أن تواجهها بجدية، ولا يمكن التغاضي أبدا عن أن عددا كبيرا من المصريين ليس راضيا عن اتجاه الاقتصاد المصري والإصلاح السياسي».

وخلصت كلينتون إلى أن «هذه ليست مهمة سهلة، ليس سهلا الانتقال من مجتمع مقفل يسيطر عليه رجل واحد إلى ديمقراطية تحتاج لأن تولد، ثم تمشي، وأن على الرئيس المصري (محمد مرسي) أن يمثل كل المصريين، وعلى المصريين أن يصدقوه في ذلك».