أبو ريشة: عندما كنا نحارب الإرهاب ما كان بمقدور المالكي حتى زيارة أهله في طويريج

في تصريحات لـ «الشرق الأوسط» ردا على سحب رئيس الوزراء الحماية منه

الشيخ أحمد أبو ريشة
TT

أكد رئيس مؤتمر صحوة العراق والزعيم السني البارز الشيخ أحمد أبو ريشة أن «قيام رئيس الوزراء نوري المالكي بسحب أفراد الحماية التي كانت مخصصة لي لن يثنيني عن الوقوف مع أهلي في ساحة العز والشرف والكرامة». وقال أبو ريشة في حديث لـ«الشرق الأوسط» على خلفية الأمر الذي أصدره رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي بسحب حمايته إن «المشكلة هي أن المالكي كلما اختلف مع أحد كال له شتى التهم ومنها الإرهاب أو (القاعدة) أو الفساد أو غيرها من التهم وهي أساليب للأسف لا تليق لا سيما أن تاريخي معروف فأنا من قاتل الإرهاب وقد اعترف الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن بذلك».

وأشار أبو ريشة إلى أن «تضحيات أهالي الأنبار ودماء أبنائها وفي مقدمتهم الشيخ الشهيد عبد الستار أبو ريشة هي التي أدت إلى استقرار العراق كله في وقت كانت المنطقة الخضراء مجرد سجن لا يستطيع أحد بمن في ذلك المالكي الخروج منها إلا بطائرة سمتية إلى المطار». وأضاف أبو ريشة: «ليس هذا فقط فإننا حين كنا نحارب الإرهاب والقاعدة في الأنبار لم يكن بمقدور المالكي حتى زيارة أهله في قضاء طويريج بكربلاء».

وردا على سؤال بشأن تأثير قرار المالكي بشأن سحب حمايته، قال أبو ريشة إن «هذا القرار لا تأثير له علي فأنا محمي من قبل أهلي وكل عشائر الأنبار تحميني وأريد أن أؤكد هنا أن وجودي مع أهلي في ساحات التظاهر وهي ساحات عز وكرامة هي أفضل من وقوفي مع السيد المالكي أو غيره».

واتهم أبو ريشة المالكي بـ«ارتكاب أخطاء كارثية بحق العراق وما مجزرة الفلوجة الأخيرة إلا واحدة من الأدلة ونحن من هنا نطالبه بأن يسلم القتلة إلى القضاء في الأنبار لكي ينالوا جزاءهم العادل». وأضاف: «إنني لست منزعجا مما حصل، ولكني أقول إننا حين أمنا محافظة الأنبار من الإرهاب واستقر العراق كله بعد ذلك سجلنا الإنجاز الذي تم بتضحيات أبناء الأنبار وأبناء السنة في بغداد للمالكي وهو أمر ينبغي عليه أن يعرفه لا أن ينقلب عليه لأن التاريخ لا يرحم».

وعلى صعيد المظاهرات والاعتصامات قال أبو ريشة «إننا مستمرون حتى تتحقق كل المطالب المشروعة وبالمناسبة فإن الكثير من المطالب لا تحتاج لجانا أو برلمانا أو ما إلى ذلك»، متسائلا «ما علاقة وجود حواجز كونكريتية في كل المناطق السنية داخل العاصمة بغداد مثل العامرية والخضراء والجامعة والغزالية وغيرها بالبرلمان أو حتى مجلس الوزراء حيث إن بإمكان المالكي بوصفه قائدا عاما للقوات المسلحة أن يرفع سماعة الهاتف ويهاتف قائد عمليات بغداد ليقول له ارفع الحواجز عن هذه المناطق التي تحولت إلى سجون واسعة». واتهم أبو ريشة الحكومة العراقية باتباع «سياسة الفصل العنصري ضد السنة وهو شبيه بنظام الفصل العنصري الذي استخدمه نظام بريتوريا».

وبشأن الخطوات التي تقوم بها الحكومة الآن على صعيد الاستجابة لبعض المطالب قال أبو ريشة إن «المتظاهرين وفي إطار برلمان الكرامة شكلوا لجانا لمتابعة هذه الخطوات وعلى قدرها تكون استجابتنا»، مؤكدا «أننا ليس لدينا مطالب تعجيزية بل كل ما نطلبه هو المزيد من الإنصاف والعدالة حيث إن من شان ذلك أن يعيد الثقة بهم إذا أرادوا أن يكونوا جادين في التعامل مع أبناء شعبهم بعدالة ودون تهميش وإقصاء مثلما هو حاصل الآن وقد جرى الاعتراف به من قبل مسؤولين وقيادات في الحكومة نفسها».

وأكد ضابط برتبة مقدم في الجيش يعمل في قيادة عمليات الأنبار، أن «كتابا ورد من رئاسة الوزراء أمس (الثلاثاء) يأمر بسحب جميع عناصر حماية الشيخ أبو ريشة». ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية أن قوة الحماية التي كانت مخصصة للشيخ أبو ريشة عددهم 35 وهم من الجيش والشرطة.

وتولى الشيخ أحمد أبو ريشة قيادة صحوات العراق التي استطاعت طرد القاعدة من الأنبار، بعد مقتل أخيه عبد الستار الذي تولى تشكيل الصحوات في سبتمبر (أيلول) 2006. ونجحت قوات الصحوة التي شكلت من عشائر محافظة الأنبار، بعد أشهر من تحقيق الاستقرار الأمني في المحافظة بعد طرد غالبية عناصر تنظيم القاعدة منها.

إلى ذلك، قال عدنان مهنى العلواني أحد زعماء عشائر الدليم في الأنبار «سنحمي أبو ريشة ولا حاجة لنا بحمايات المالكي، فنحن من قاتل الإرهاب حين لم يكن هناك أي شرطي أو جندي في الأنبار». وأضاف: «سنقاتل كل من يريد الخراب في أرض الأنبار سواء القاعدة أو غيرها». بدوره، قال عبد الرزاق الشمري عضو اللجنة السياسية لاعتصامات الأنبار، إن «هذا دليل على أن الحكومة ليس لها وفاء حتى مع أصدقائها الذين كانوا سببا في إنجاح العملية السياسية والتصدي للأخطار التي كانت تشكلها القاعدة على العراق». كما يرى الشمري أن «هذا التصرف يدل على أن الحكومة طائفية».