الطائرات الإسرائيلية اختبرت منظومة الدفاع الجوي السوري 5 مرات خلال 12 عاما

خبير عسكري لبناني لـ «الشرق الأوسط»: المقاتلات تجنبت الدفاعات السورية.. ثم فاجأتها

TT

اخترقت المقاتلات الإسرائيلية الأجواء السورية، بحسب بيان قيادة الجيش السوري، من منطقة شمال مرتفعات جبل الشيخ بعلو منخفض وتحت مستوى الرادارات، ما أثار أسئلة عسكرية عن التطور التقني لمنظومة الدفاع الجوي السوري وطبيعتها في محيط دمشق، وقدرات الجيش السوري الردعية على ضوء إثبات نجاح هذه المنظومة في إسقاط طائرة تركية قبل أشهر قبالة الساحل السوري.

وفي المعلومات المتداولة، أن الطائرات التي نفذت العملية هي من طراز «إف 15» الأميركية الصنع، وهي طائرات مقاتلة في الجو وقاذفة قنابل في الوقت نفسه، وتستطيع أن تحمل كميات كبيرة من الصواريخ والذخائر والأسلحة المتنوعة بحسب طبيعة الهدف.

وأوضح الخبير العسكري فوزي بو فرحات، وهو عميد ركن طيار متقاعد من سلاح الجو اللبناني، أن سلاح الجو الإسرائيلي «يمتلك وسائل تشويش على أجهزة الرصد، لا تسمح لأجهزة الرادار العادية أن تحدد موقع الطائرة»، مشيرا إلى أن «الإسرائيليين متقدمون على هذا الصعيد».

وقال بو فرحات لـ«الشرق الأوسط» إن معظم تقنيات القصف التي اعتمدها الطيران الإسرائيلي ضد أهداف سورية «تشابهت من حيث المرور على خطوط بعيدة عن مدى الرادارات، وحين تصل قبالة الهدف، تستدير 90 درجة، وتنقض على الهدف، ما يجعل ضربه أسهل»، لافتا إلى أن تلك التقنية «تجنب الطائرات المهاجمة اكتشافها مبكرا».

وعن الضربة التي نفذتها المقاتلات الإسرائيلية أول من أمس، أوضح بو فرحات أن الهجوم «لم يختلف عن التقنيات السابقة، إذ حلقت المقاتلات بمحاذاة الحدود اللبنانية الشرقية مع سوريا، والتفت 90 درجة يمينا في شمال جبل الشيخ ودخلت لتنفذ الضربة داخل الحدود السورية في نقطة لا تبعد إلا كيلومترات قليلة عن الحدود»، مشيرا إلى أن «تحليقها في هذه المنطقة المحاذية للحدود اللبنانية آمنة كون لبنان لا يمتلك قوة دفاع جوي كبيرة، وقد اعتادت الطائرات الإسرائيلية اختراق الأجواء اللبنانية، بينما تقع منظومات الدفاع الجوي السورية قبالة السفح الشرقي لجبل الشيخ».

وأشار بو فرحات إلى أن التحليق على علو منخفض «يولد عنصر مفاجأة للسلاح الدفاعي بخصوص اكتشاف الطائرات»، لافتا إلى أن «التحليق قد يكون على ارتفاع 100 متر فقط». وبهذه الطريقة «تجنبت الطائرات الإسرائيلية الرادارات السورية، كونها حلقت بمحاذاة السفح الغربي لجبل الشيخ لناحية الحدود اللبنانية، وسلكت الطريق الأقصر للوصول للهدف، مطمئنة إلى أن المنطقة التي تحلق فوقها لا تتضمن مضادات أرضية، بعد التأكد من ذلك عبر الصور الاستكشافية الجوية».

وخلال عشر سنوات، عجزت منظومات الدفاع الجوي السورية التي أسقطت طائرة تركية قبل فترة، عن ردع الطائرات الإسرائيلية التي اخترقت أراضي سوريا أو هاجمت منشآت لها 5 مرات خلال 12 عاما.

وفي يوليو (تموز) 2001 قصفت طائرات إسرائيلية مواقع رادار سورية في الأراضي اللبنانية، وذلك في أعقاب هجوم لحزب الله على موقع في مزارع شبعا.. وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2003، وبعد العملية التفجيرية في مطعم «مكسيم» في حيفا، قصفت طائرات إسرائيلية معسكر تدريب فلسطيني في الأراضي السورية.

وفي يونيو (حزيران) 2006، حلقت أربع طائرات «إف 16» تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي فوق القصر الرئاسي الذي كان الرئيس السوري بشار الأسد يمكث فيه، قرب مدينة اللاذقية.

لكن الهجوم الأبرز كان في سبتمبر (أيلول) 2007، حيث قصف منشأة بحثية في دير الزور قيل إنها منشأة نووية. ودخلت المقاتلات الإسرائيلية إلى المجال الجوي السوري من جهة البحر، وحلقت شمالا باتجاه الشمال الشرقي، متجاوزة سرعة الصوت، وقصفت المفاعل النووي الذي كان في مراحل البناء لكي يستخدم كمخزن للوقود النووي.

كما يعد الهجوم أول من أمس على المنشأة البحثية في جمرايا في ريف دمشق، أحدث اختراق لمنظومة الدفاع الجوي السوري.