أمين الجميل من باريس: سقوط نظام الأسد لن يلغي حزب الله في لبنان

دعا إلى حل جامع في موضوع القانون الانتخابي

TT

قال أمين الجميل، رئيس الجمهورية الأسبق رئيس حزب الكتائب اللبنانية، إن سقوط النظام في سوريا، إذا ما سقط، لا يعني حكما إلغاء حزب الله أو نزع سلاحه أو إلغاء الأطراف اللبنانية الأخرى التي هي حليفة لسوريا عن المسرح السياسي اللبناني.

ورأى الجميل الذي كان يرد في مؤتمر صحافي في باريس على سؤال عن تأثيرات سقوط النظام السوري على ميزان القوى السياسية في لبنان، أن تطورات الوضع السوري «ليست العنصر الوحيد الذي يزيد من تأزيم الوضع في لبنان، بل إنها زادته بلبلة». غير أن هذه النتائج «لن تتخطى إطار (الصراعات) الموجودة حاليا في لبنان».

وأعلن أمين الجميل أن سقوط الأسد «لن يزيل حزب الله والحياة السياسية اللبنانية ستستمر معه أمس واليوم وغدا، حيث إن حزب الله يمثل قطاعا كبيرا من الشيعة ونحن سنستمر في الحوار معه. كذلك، فإن حلفاء سوريا في لبنان سيبقون في هذا البلد بعد سقوط النظام السوري، مما يعني أنهم سيستمرون جزءا من المشهد السياسي اللبناني».

ويعتبر تيار كبير داخل الرأي العام اللبناني أن سقوط النظام السوري سيضعف حزب الله وسيغير الخريطة السياسية اللبنانية بحيث لن يجد الحزب مفرا من الانضواء تحت جناح الشرعية اللبنانية والتخلي عن السلاح الذي رفض حتى الآن نزعه بأي شكل وتحت أي صيغة.

وما يقوله أمين الجميل الذي التقى أول من أمس رئيس الجمهورية الفرنسية فرنسوا هولاند في قصر الإليزيه واجتمع مع رئيس الوزراء السابق سعد الحريري المقيم في العاصمة الفرنسية، يتطابق مع تحليل مصادر فرنسية رسمية التي ترى أن انهيار نظام الأسد «لا يعني بالضرورة قيام لبنان جديد»، حيث إن الانقسامات اللبنانية عميقة ومتجذرة مع الإشارة إلى أن الدولة والسياسيين اللبنانيين «نجحوا رغم الجوار السوري على المحافظة على نوع من الاستقرار». ودعت هذه المصادر اللبنانيين إلى التمسك بثلاثة «أولويات» أولها، حل موضوع سلاح حزب الله، حيث لا يستطيع لبنان أن يبقى تحت تهديد سلاح غير شرعي إلى الأبد. لكنها رأت أن تنفيذ مطلب كهذا مرتبط بميزان قوى داخلي مربوط بدوره بميزان قوى إقليمي. وتتمثل الأولوية الثانية بإقرار مبدأ عدم الإفلات من العقاب ومن تبعاته توضيح مسألة الوزير السابق ميشال سماحة واستمرار عمل المحكمة الدولية والقبض على المطلوبين منه. وأخيرا، تدعو المصادر اللبنانية إلى محافظة لبنان على حياده وعلى حياد الدولة في الداخل. وبما أن الدولة ضعيفة بنيويا «فلا فائدة من استجلاب مشكلات الخارج إليه».

ونبهت المصادر الفرنسية من خطورة تدفق اللاجئين السوريين إلى لبنان إذ يصل إليه، وفق تقارير السفارة الفرنسية في بيروت، ما يقارب العشرة آلاف لاجئ في الأسبوع.

وحذر الجميل من أن لبنان «يجتاز أزمة خطيرة» أحد وجوهها تدفق اللاجئين السوريين الذين لا تتوافر للبنان إمكانيات استيعابهم.

وفي الشأن اللبناني الداخلي شدد الجميل على «تماسك» حركة 14 آذار رغم الخلافات القائمة بين مكوناتها وأن الحزبية أو الشخصيات المستقلة بصدد القانون الانتخابي المفترض أن تجرى الانتخابات التشريعية القادمة على أساسه. وبحسب الجميل، فإن حركة 14 آذار ذات نهج ديمقراطي ولكن مكوناتها متضامنة بشأن القضايا الأساسية حول السيادة والديمقراطية والتمسك بالمحكمة الدولية ولكن أطرافها يعبرون عن آرائهم بالنسبة للقانون المذكور. وأفاد الجميل بأنه بحث مع الحريري إمكانية الوصول إلى «جامع مشترك» بصدده. غير أنه اعترف بأن ذلك «لم يتحقق بعد».

وكشف الجميل عن أن الرئيس هولاند أعرب عن تمسكه بأن تجرى الانتخابات اللبنانية في موعدها وأن يتم التوصل إلى قانون «توافقي». وطالب الجميل بالتوصل إلى قانون «يضمن المناصفة والتمثيل الحقيقيين» للمسيحيين والمسلمين في المجلس النيابي. وعكس كلامه مرونة في التعاطي مع المشاريع والصيغ المطروحة رغم سير حزب الكتائب بما يسمى «المشروع الأرثوذوكسي» القائم على انتخاب كل طائفة لنوابها.

ولم يجب الجميل عن سؤال يتعلق برغبته بالترشح مجددا لمنصب رئاسة الجمهورية الذي شغله في الثمانينات بقوله، إن الاهتمام اليوم هو للوصول إلى قانون انتخابي ثم الفوز بالانتخابات القادمة وتشكيل حكومة.. أما موضع رئاسة الجمهورية فسابق لأوانه.