المبعوث الأميركي إلى السودان يطالب الصين بألا يقتصر تركيزها على نفط الجنوب

حرس الحدود السودانيون متورطون في مواجهات للسيطرة على مناجم الذهب شمال دارفور

TT

أوضح المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان وجنوب السودان أنه يجب على الصين ألا تقصر تركيزها على المسائل النفطية في جنوب السودان، وأن تساعد في معالجة النزاعات السياسية الأوسع بين البلدين، حسب ما ذكرت «رويترز» أمس.

وأضاف السفير برنستون ليمان الذي يستعد لترك منصبه، أنه عمل من كثب مع مسؤولين صينيين لأكثر من عامين، وهي فترة نجح خلالها جنوب السودان في الانفصال عن السودان في 2011 ليصبح أحدث دولة في العالم.

والصين هي أهم حليف للسودان وأكبر مستثمر في صناعة النفط هناك وفي جنوب السودان، وهي مكانة، كما يقول دبلوماسيون غربيون، تتيح لبكين أفضل فرصة لنزع فتيل التوترات بين الخرطوم وجوبا بشأن تقاسم الثروة النفطية وإنهاء العنف على جانبي الحدود بين البلدين. لكن ليمان قال إن النزاعات - التي تسببت في توقف إنتاج النفط في جنوب السودان - تبرز مثالب الابتعاد عن معالجة المشاكل السياسية.

وأبلغ ليمان الصحافيين في واشنطن: «إنهم قاموا بدور مؤثر جدا في ما يتعلق بالمسألة النفطية. لكن، ما لا تريد الصين عمله هو الانخراط في بعض المشاكل السياسية الأساسية التي تحول دون تدفق النفط».

وأضاف قائلا: «من دون ذلك الاستقرار ومع خطر الصراع على الحدود، فإن فرص وجود قطاع نفطي منتج في الأجل الطويل مهددة، ولهذا فإنهم لا يمكنهم أن يكتفوا بالتركيز على النفط والتظاهر بأن الأمور الأخرى ليس لها تأثير عليه».

وتعليقا على تصريحات ليمان، قال هونغ لي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إن الصين لعبت باستمرار دورا مهما في تعزيز الحوار بين السودان وجنوب السودان.

وأضاف: «قوبلت إسهامات الصين بشكل جيد من السودان وجنوب السودان ودول أفريقية وكيانات إقليمية. سنظل نعمل مع المجتمع الدولي في سبيل السلام بين السودان وجنوب السودان والاستقرار والتنمية ولعب دور استباقي وبناء».

من جهة أخرى، أعلنت منظمة العفو الدولية أن عناصر في حرس الحدود السوداني متورطون في مواجهات وقعت في مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي للسيطرة على مناجم الذهب شمال دارفور (غرب السودان)، مما تسبب في مقتل نحو 200 شخص، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وكانت الأمم المتحدة أشارت في منتصف يناير إلى معارك بين قبيلتين متخاصمتين أدت إلى مقتل مائة شخص في منطقة جبل عامر ونزوح 70 ألف شخص.

وقالت منظمة العفو الدولية في بيان: «بدأ القتال يوم الخامس من يناير بين قبيلة بني حسين وقبيلة عربية أخرى هي الرزيقات الأبالة، عندما ادعى أحد أفراد الرزيقات، وهو ضابط قوات حرس الحدود، امتلاكه لأرض خاصة بتعدين الذهب داخل حدود منطقة بني حسين، وذلك في منطقة جبل عامر التي شهدت أحداث عنف مسلح خلال هذا الشهر».

وأضاف البيان أن «رجالا مسلحين ببنادق على متن سيارات حكومية أطلقوا النار على منطقة، معظم سكانها من بني حسين في منطقة كبكابيه، كما استخدموا أسلحة ثقيلة».

ودعت المنظمة الحكومة السودانية لإجراء تحقيق عاجل.

وقالت إن «الأحداث وقعت في الوقت الذي تصدر الحكومة السودانية تراخيص للتنقيب عن الذهب من أجل توفير النقد الأجنبي للحكومة، وفي حين تنتشر عمليات تهريب الذهب».

وأعلنت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في دارفور أن أكثر من مائة شخص قتلوا في الأحداث.

وقال مصدر في مجال الإغاثة، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن قبيلة بني حسين رفضت دفع الرسوم الجديدة التي فرضتها الحكومة السودانية للتنقيب عن الذهب.