بلخادم.. استهدفه جنرالات لقربه من التيار الإسلامي

عبد العزيز بلخادم
TT

يعتبر عبد العزيز بلخادم، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني الجزائرية (68 سنة)، الذي أزيح أمس عن قيادة الجبهة، من أشهر السياسيين الجزائريين خلال العقدين الماضيين، إذ مارس مهام كبيرة في الدولة ضمنها رئاسة البرلمان (1990 - 1991)، الذي تم حله مطلع 1992 من طرف قادة الجيش، لمنع الإسلاميين من الوصول إليه بعدما حققوا فوزا ساحقا في أول انتخابات برلمانية تعددية جرت في البلاد أواخر 1991. ومعروف أن بلخادم نفسه لم يكن على علم بحل البرلمان.

وظل بلخادم طيلة عشر سنوات يواجه «تهمة» انتمائه الإسلامي بسبب تدينه ولحيته التي لم يحلقها أبدا. وكان وزير الدفاع الأسبق الجنرال خالد نزار من أشد خصومه، إذ سبق له أن اتهمه بـ«التنسيق مع سفارة إيران لدى الجزائر لدعم الإرهاب». واللافت أن بلخادم لم يرد على التهم التي لاحقته. وبعد حل البرلمان، حافظ على موقعه القيادي في الحزب كعضو في المكتب السياسي، تحت قيادة حليفه السياسي آنذاك الراحل عبد الحميد مهري. وفي 1996 أزاح قياديون في الحزب مهري ومعه بلخادم، على أساس أنهما «أبعدا الحزب عن خطه الوطني الأصيل»، وذلك بسبب حضور مهري سلسلة اجتماعات مع المعارضة الإسلامية في الخارج. وبقي بلخادم بعيدا عن الأضواء إلى أن وصل عبد العزيز بوتفليقة إلى الحكم عام 1999. ففي العام الموالي عينه وزير دولة للشؤون الخارجية، وبقي في المنصب حتى 2005. وبلخادم هو أيضا ناطق غير رسمي باسم الدولة الجزائرية، بشأن موقفها من نزاع الصحراء الغربية، والخلاف الأزلي مع المملكة المغربية. وطلب بلخادم من الرئيس بوتفليقة إعفاءه من منصب وزير خارجية، بغرض التفرغ لـ«جبهة التحرير الوطني» بعدما أصبح أمينا عاما لها بداية 2005 خلفا لعلي بن فليس، مرشح الرئاسة في انتخابات 2004. وقاد بلخادم «الجبهة» مستفيدا من إجماع كل القياديين والمناضلين لاعتقادهم أنه يحظى بثقة رئيس الجمهورية.

وفي مايو (أيار) 2005 أصبح بلخادم وزيرا للدولة ممثلا للرئيس، وهو منصب استحدث له، وكان عاكسا لمدى قربه من بوتفليقة الذي يعود إليه الفضل في إخراج بلخادم من عزلة سياسية طويلة، فرضها عليه جنرالات في الجيش بسبب «قربه من الإسلاميين». وفي 24 مايو عين رئيسا للحكومة. وبقي في المنصب سنتين، قبل أن يخلفه أحمد أويحيى. ثم عاد إلى منصبه السابق كوزير دولة ممثل شخصي لرئيس الجمهورية، الذي ظهر فاترا حيال بلخادم في السنوات الأخيرة، على عكس بداية حكمه عندما أشاد بـ«وطنية» بلخادم و«إخلاصه» في عدة مناسبات.

وبلخادم هو أول من أعلن أن بوتفليقة «هو مرشح جبهة التحرير» لولاية رابعة. كان ذلك في يناير (كانون الثاني) 2012، ومع هذا قال عنه خصومه في الحزب إنه يحضر نفسه لانتخابات الرئاسة عام 2014، وإنه سيكون مرشح التيار الإسلامي.