المغرب: جمعية حقوقية تتهم قوات الأمن بقتل طالب جامعي

طالبت بفتح تحقيق في الحادث وإجراء تشريح طبي للضحية

TT

طالبت جمعية حقوقية مغربية بفتح تحقيق بشأن وفاة طالب جامعي في مدينة فاس، على إثر تدخل قوات الأمن لفك اعتصام نظمه طلبة أحد الأحياء الجامعية.

وكان الطالب محمد الفزازي فارق الحياة الجمعة الماضي متأثرا بجروح بليغة أصيب بها في أنحاء مختلفة من جسمه بعد مواجهات بين طلبة الحي الجامعي «سايس» بفاس وقوات الأمن التي تدخلت لفك اعتصام نظمه عدد من الطلبة للمطالبة بالسكن، تطور إلى احتجاز خمسة موظفين بإدارة الحي من قبل الطلبة المعتصمين.

وعلى إثر هذه الأحداث اعتقل 22 طالبا أمرت النيابة العامة بإطلاق سراح 17 منهم، في حين تم تقديم خمسة طلاب للمحاكمة في حالة اعتقال بتهم تراوحت بين «إهانة موظفين حكوميين أثناء أدائهم وظيفتهم، والتهديد والمشاركة والعصيان، والضرب والجرح، والمشاركة في تجمهر مسلح، والانتماء إلى منظمة غير مرخص لها».

وأفاد بيان صدر أمس (الخميس) عن «منتدى الكرامة لحقوق الإنسان» المقرب من حزب العدالة والتنمية الإسلامي، الذي يقود الائتلاف الحكومي، بأن الحي الجامعي «سايس» في فاس شهد تدخلا أمنيا على إثر اعتصام طلابي للمطالبة بالسكن بالنسبة للطلبة غير القاطنين، تطور الأمر في خطوة تصعيدية إلى احتجاز خمسة موظفين بإدارة الحي من طرف فصيل طلابي، ما أدى إلى استدعاء قوات الأمن بطلب من مدير الحي الجامعي لفك الاعتصام وتحرير المحتجزين.

ويضيف البيان أن قوات الأمن عملت على فك اعتصام الطلبة في مبنى الإدارة وإفراغها من أمتعتهم، وتحرير الموظفين المحتجزين. ونتج عن هذا التدخل احتكاك بين الطلبة، الذين رشقوا عناصر الأمن بالحجارة من وراء مبنى الإدارة، وقوات الأمن التي طاردت الطلبة من داخل الحي.

وأسفر التدخل عن اعتقال 22 طالبا من داخل مؤسسة الحي ومن محيطه أيضا، كما خلف إصابات في صفوف الطلاب نقل على إثرها عدد من الطلبة إلى المستشفى.

وذكر منتدى الكرامة أن من بين الطلبة المصابين الذين نقلوا إلى مستشفى الحسن الثاني الطالب محمد الفزازي المسجل بالفصل الخامس من سلك الدراسات الإنجليزية بكلية الآداب «سايس فاس»، البالغ من العمر 22 سنة، ويتحدر من منطقة مرنيسة الواقعة في إقليم تاونات، وهو طالب مستقل لا ينتمي إلى أي فصيل طلابي، حيث تم حمله من طرف بعض الطلبة إلى سيارة الإسعاف أمام منزل مدير المطعم الجامعي، بعد أن نقله بعض الطلبة ووجهه ملطخ بالدماء من مكان الاعتداء عليه من طرف قوات الأمن. وحسب شهود عيان فإن الطالب الفيزازي كان يوجد خارج الحي بالتجزئة المجاورة حيث كان يراجع دروسه استعدادا للامتحانات.

وأبلغت مصادر وصفها منتدى الكرامة بأنها مؤكدة أن سيارة الإسعاف توجهت نحو المستشفى وهي تحمل ثلاثة طلاب مصابين، من بينهم الضحية الفزازي، الذي احتفظ به من مساء يوم الاثنين 14 يناير (كانون الثاني) الحالي، ليتم نقله إلى قسم الإنعاش بعد ظهر يوم الجمعة الماضي، بعد تدهور حالته الصحية ودخوله في حالة غيبوبة لمدة 12 يوما، توفي بعدها في وقت متأخر من اليوم نفسه حيث أخبرت إدارة المستشفى أسرته بذلك نحو السابعة صباحا.

وأوضح بيان المنتدى أنه على إثر هذه الأحداث تقدمت أسرة الضحية بشكوى للنيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بفاس، مشيرا إلى أن أسرة الطالب تعرضت لنوع من الضغط من أجل ثنيها عن المتابعة القضائية، وذلك عبر تعقيد الإجراءات أمامها بحجة أن الأسرة هي التي عليها أن تتحمل مصاريف العلاج، ونقل الجثة إلى مدينة الدار البيضاء بما فيها مصاريف التشريح، حيث طالبت أسرة الضحية بتقرير طبي ثلاثي الأطراف عوض التقرير الطبي الذي قدمه الطبيب الذي تابع حالة الضحية منذ دخوله المستشفى، كما أفادت شهادة والد الضحية للمنتدى.

وعبر المنتدى عن استنكاره لـ«الممارسات المنافية لحقوق الإنسان والانتهاكات التي رافقت اقتحام الحي الجامعي»، وطالب بإجراء تشريح طبي مستوفٍ لكل الشروط لتحديد أسباب الوفاة، وكشف الحقيقة كاملة، وما يترتب على ذلك من تحديد المسؤوليات بدقة، كما طالب بفتح تحقيق نزيه حول الأسباب الحقيقية للوفاة وترتيب الجزاءات القانونية اللازمة في حق الجناة ضمانا لمبدأ عدم الإفلات من العقاب»، بالإضافة إلى جبر ضرر الأسرة، وتوفير شروط المحاكمة العادلة بالنسبة للطلبة المتابعين.