الفيضانات في كردستان تجرف معها ألغاما خلفتها الحرب العراقية ـ الإيرانية

يوجد 10 ملايين لغم منها مزروعة في 800 كيلومتر مربع بالإقليم

خبير متفجرات يعالج ألغاما منصوبة في إقليم كردستان («الشرق الأوسط»)
TT

حذرت مديرية الإعلام والتوعية بمؤسسة الألغام في كردستان، وهي هيئة حكومية، مواطني المناطق الجبلية من انجراف الآلاف من الألغام والصواريخ وقذائف المدفعية غير المتفجرة هناك بسبب الأمطار الغزيرة التي تسقط على كردستان للأسبوع الثاني على التوالي من دون توقف، مما أدى حتى الآن إلى حدوث فيضانات عارمة في العديد من القرى والمدن تقطعت جراءها السبل بسكان المئات من القرى الجبلية، بالإضافة إلى مصرع عدد من الأشخاص غرقا منهم طالب مدرسة في منطقة كرميان.

وقال أكو عزيز حمد، مدير إعلام مؤسسة رفع الألغام في إقليم كردستان، لـ«الشرق الأوسط» في أربيل أمس، إنه «في العادة تنجرف الألغام والمتفجرات مع كل حالة من حالات الفيضانات أو السيول خاصة في المناطق الجبلية، حيث إن العديد من جبال كردستان زرعت بالألغام أثناء الحرب العراقية الإيرانية، وسنويا خاصة في فصل الربيع تنجرف هذه الألغام إلى سفح الجبال، مما يشكل تهديدا على حياة الكثير من المواطنين، والمشكلة أن هذا الانجراف يخلق نوعا غير معرف من حقول الألغام بتجمعها في مكان محدد بسفح الجبال، وهي مناطق تكون عادة غير معلن عنها كمناطق خطرة، لكن بسبب الفيضانات تتشكل فيها حقول الألغام ولا يعرف بها المواطنون مسبقا، لذلك نحاول تحذير المواطنين من هذه الحالات قبل أن تتدخل فرقنا الفنية لمكافحة ورفع تلك الألغام».

وبسؤاله عن الحجم التقديري للألغام الموجودة في إقليم كردستان قال عزيز «ليست لدينا بيانات ووثائق رسمية بحجم هذه الألغام، لكن هناك تصريحا سابقا لوزير البيئة العراقي أشار فيه إلى أن في العراق ما يزيد على 25 مليون لغم زرعت في زمن النظام السابق، ومعظمها من مخلفات الحرب العراقية الإيرانية، وطبعا كردستان كانت جبهة مفتوحة مواجهة لإيران أثناء الحرب، ولذلك نعتقد أن حصة الأسد من تلك الألغام كانت من نصيب كردستان، هذا بالإضافة إلى أن لدينا دراسة أعدتها مجموعة من المنظمات الدولية المعنية بمكافحة الألغام تقدر عدد ما موجود في كردستان بحدود 8 - 10 ملايين لغم، وهذه الدراسة تعود إلى عام 1993، ومنذ ذلك الوقت تمكنت المنظمات الدولية والمحلية ومؤسسة مكافحة الألغام التابعة لحكومة الإقليم من رفع ما يقرب من مليوني لغم من معظم مناطق إقليم كردستان العراق، فإذا أخرجنا هذا العدد نجد أن الألغام تشكل مصدرا كبيرا من الخطر على حياة المواطنين في الإقليم».

وحول نشاطات المؤسسة حاليا قال مدير المكتب الإعلامي «خلال عام 2004 جاءت منظمة أميركية إلى كردستان وأجرت مسوحات ميدانية تبين من خلالها أن ما يقرب من 800 كيلومتر مربع من أراضي كردستان مزروعة بالألغام والمتفجرات، ونحن تمكنا من تطهير نحو 250 كيلومترا مربعا من تلك الأراضي، والعمل جار على بقية المساحات التي تم رصد الألغام فيها». وجدد مدير إعلام مؤسسة الألغام بكردستان المواطنين من مخاطر الاقتراب من المناطق القريبة من الجبال، وكذلك عدم الغوص في الأنهار القريبة منها لاحتمال انجراف الألغام إليها.