هاغل حريص على منع إيران من امتلاك سلاح نووي لكنه يقبل التفاوض معها

المرشح لمنصب وزير الدفاع الأميركي: لن أتردد في استخدام القوة العسكرية بشكل أحادي ضد أي تهديد

هاغل أثناء وصوله للإدلاء بإفادته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ في الكابيتول أمس (أ.ف.ب)
TT

شدد تشاك هاغل المرشح لمنصب وزير الدفاع الأميركي على التزامه باستخدام القوة العسكرية بشكل أحادي ضد أي تهديد يشكل خطرا على الولايات المتحدة، وأكد على أن رؤيته تتفق مع رؤية الرئيس باراك أوباما في منع إيران من امتلاك سلاح نووي وأن سياسة الولايات المتحدة هي المنع وليس الاحتواء.

وفي شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي، دافع هاغل عن تصريحاته السابقة بشأن إيران وإسرائيل ووقوفه ضد قرارات بالتصويت لاعتبار حماس وحزب الله وقوة الحرس الثوري الإيراني منظمات إرهابية. وقال هاغل إن آراءه ومواقفه كانت تعتمد على رؤية للموقف في ذلك الوقت. وأكد هاغل أنه مساند قوي لإسرائيل وأنه أوضح في كتابه أنه يؤيد إسرائيل واستشهد بأقوال عدد من القادة الإسرائيليين الذين أشادوا بآرائه ومواقفه. ودلل على موقفه المساند لإسرائيل أنه لم يصوت ضد أي قرار يتعلق بإسرائيل خلال عمله بالكونغرس. وقال هاغل: «من المهم الاستمرار في سياسة التفوق النوعي العسكري التي التزمنا بها مع إسرائيل منذ عام 1948».

طالبه السيناتور الجمهوري جيم اينهول بالرد كتابة للجنة حول موقفه من الرئيس المصري محمد مرسي والطريقة التي يقوم بها «بقمع» الشعب المصري ورؤيته لكيفية التعامل مع العنف في مصر، واحتمالات الفشل، ورأيه في جماعة «الإخوان المسلمين» وما إذا كانت الولايات المتحدة قد أخطأت في حساباتها بشأن تلك الجماعة.

وواجه هاغل هجوما شرسا من الأعضاء الجمهوريين في اللجنة كان أبرزهم هجوم السيناتور الجمهوري جون ماكين الذي واجهه بتصريحات قالها معترضا على زيادة عدد القوات الأميركية في العراق واعتبر فيها هاغل أن زيادة عدد القوات الأميركية في العراق كانت أخطر سياسة خارجية منذ حرب فيتنام. طالبه ماكين بالإجابة حول ما إذا كان يعتبر تصريحاته صحيحة أم خاطئة. تهرب هاغل عدة مرات من الإجابة، وقال: إنه يترك تقييم تصريحاته للتاريخ، لكن ماكين لاحقه بالسؤال عدة مرات مطالبا بإعطاء إجابة بنعم أو لا، فكرر هاغل أنه لن يعطي إجابة وسيترك التقييم للتاريخ. وقال هاغل: «الحرب في العراق كانت سيئة منذ حرب فيتنام بسبب الدماء والأموال التي أنفقت في تلك الحرب، والتي شتت تركيزنا من أفغانستان وكانت هي الخطر الأمني الأكبر على الولايات المتحدة أكثر من العراق».

ثم تدخل السيناتور الديمقراطي بيل نيلسون للدفاع عن هاغل مشيرا إلى أن التاريخ أثبت أن الولايات المتحدة خاضت الحرب ضد العراق بناء على معلومات خاطئة بامتلاك العراق لأسلحة دمار شامل، ولذا فإنه عند تقييم الحرب على العراق يجب أن ننظر إلى ذلك. وأفسح السيناتور المجال للمرشح لحقيبة الدفاع أن يدافع عن موقفة وقال: «لقد فقدنا 16 ألف جندي في الحرب ضد العراق وأنا أسأل نفسي سؤالا واحدا في كل قرار أتخذه، هل هذا القرار يستحق التضحية بأرواح الرجال والنساء الذين نرسلهم لهذه المعركة أم لا، وقد رأيت نهاية هذه الحرب قبل أن يراها الجميع، وهذا لا يعني أنني كنت أذكى أو كنت محقا». وأضاف: «إن خبراتنا تتشكل من هذه المواقف ومن الاستماع والتعلم، ويجب أن نكون حذرين وحكماء في استخدام قوتنا».

وسأله السيناتور الديمقراطي جاك ريد حول تصريحاته ووقوفه ضد تصويت يدعو لوضع إيران وحزب الله وحماس في القائمة السوداء، فأجاب: «قلت في كتابي إن إيران دولة تساند الإرهاب لكن كل قرار اتخذته في ذلك الوقت كان بناء على تقييمي للموقف وكيف يمكن أن نتصرف بحكمة». وكرر السيناتور الديمقراطي سيكسبي شانبليس السؤال حول إيران واستشهد بعبارات في كتاب هاغل قال فيها «إننا أخطأنا في التسرع في الحرب على العراق ويجب ألا نفعل ذلك في إيران»، وطالبه بتوضيح الخط الأحمر لإيران في مسارها لامتلاك سلاح نووي وموقفه من عقد مفاوضات مع إيران. فأجاب هاغل أنه رفض التصويت على قرار باعتبار قوة الحرس الثوري منظمة إرهابية وكان هناك 22 سيناتورا معارضا على القرار. وقال أيضا: «كانت رؤيتنا أن الولايات المتحدة لم تقم بتوصيف جزء من حكومة شرعية أنها إرهابية، فقد كان هناك سفارات للدول في إيران ولم نقم من قبل بتوصيف أي جزء من حكومة شرعية بأنه منظمة إرهابية». وتابع قائلا: «كان الجدل أنه بالموافقة على اعتبار قوة الحرس الثوري منظمة إرهابية، أن ذلك يعطي الرئيس الأميركي الحق في استخدام القوة العسكرية ضد إيران دون الرجوع إلى الكونغرس، وكنا في ذلك الوقت في خضم حربين في العراق وأفغانستان».

ورفض هاغل توضيح الخط الأحمر لإيران مشيرا إلى أنه أمر لا يمكن مناقشته علنا. وقال: «الخيار العسكري مطروح وذلك إذا استنفدنا كل السبل السلمية، وأوافق على التفاوض مع إيرانيين وهذا ليس استسلاما لأننا يجب أن نجد طريقا والحكمة أن نقوم بهذه المبادرة». وأشار هاغل إلى الوضع القوي للأسطول الخامس الأميركي في البحرين ووجود حاملات طائرات في الخليج مستعدة لأي خيارات يتم مراجعتها مع القادة العسكريين.

وفي رده على السيناتورة الديمقراطية كلير ماكيسكيل أكد هاغل أنه يوافق على اعتبار إيران دولة راعية للإرهاب ويوافق على فرض العقوبات الأحادية ومتعددة الأطراف ضدها. ورفض أن تقوم الولايات المتحدة بتخفيض ترسانتها النووية بشكل أحادي.

وهاجمه ماكين مرة أخرى وقال: «أنت كنت على الجانب الخطأ من التاريخ وأرجو أن تعيد النظر بأنك رفضت الإجابة»، ثم انتقل السيناتور جون ماكين لسؤال هاغل عن سوريا ورؤيته لدور الولايات المتحدة في الوضع بهذا البلد وما إذا كان يتعين على الولايات المتحدة تسليح المعارضة وفرض منطقة حظر طيران، مشيرا إلى سقوط 60 ألف قتيل في سوريا، فأجابه هاغل «إننا ننظر إلى كل تلك الخيارات». وبادره ماكين قائلا: «إن الأزمة مستمرة منذ 22 شهرا، كم من القتلى يجب أن يموتوا حتى تتخذ الولايات المتحدة قرارا في تسليح المعارضة وفرض منطقة حظر طيران» وأجاب هاغل أننا يجب أن نبحث ما يمكن إنهاء الأزمة ووقف القتل وتبعات كل خيار.

ومرة أخرى تلا السيناتور ماكين واحدا من التصريحات التي أدلى بها هاغل في عام 2011 التي عارض فيها قرارات الرئيس أوباما بزيادة عدد القوات الأميركية في أفغانستان، وسأله ما إذا كانت تلك التصريحات صحيحة، وما إذا كان يعترض على قرار أوباما في ذلك، فأجاب هاغل: «نعم كان ذلك هو رأيي الشخصي».

وقال هاغل في شهادته إن الولايات المتحدة يجب أن تقود العالم وأن تملك أقوى جيش وأن تستمر في استغلال كل الأدوات لحماية مواطنيها وأن تكون أكثر انغماسا في العالم. وأوضح أن الكراهية تملأ العالم وأن الولايات المتحدة لن تتردد في استخدام القوة العسكرية ضد أي تهديد ولن تتردد في أن تقوم بذلك بشكل أحادي عند الضرورة. وأضاف: «يجب أيضا أن نكون حكماء وأن نستمر في الشراكة والتشاور مع الحلفاء»، متعهدا بأن يبني على الجهود التي قام بها أسلافه في وزارتي الدفاع والخارجية لتعزيز الشراكة مع دول العالم.

وأوضح هاغل أنه ملزم بالنقاط الأساسية التي أعلنها الرئيس أوباما كنقاط استراتيجية في الأمن القومي الأميركي وهي تتعلق بالوجود الأميركي بعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان في 2014 وقصر التواجد الأميركي على مهمتين هي مكافحة الإرهاب وملاحقة تنظيم القاعدة والثانية هي تدريب القوات الأفغانية.

وتتعلق النقطة الثانية بالاستمرار في ملاحقة التنظيمات الإرهابية في اليمن والصومال وشمال أفريقيا وتعزيز العمليات الخاصة والاستخباراتية ومكافحة القرصنة الإلكترونية الإرهابية. والنقطة الثالثة هي منع إيران من الحصول على أسلحة نووية ومساندة إسرائيل ومساعدتها بالدرع الصاروخية ضد أي صواريخ إرهابية. والنقطة الرابعة هي الالتزام باتفاقية «ستارت» حول الترسانات النووية والعمل في شراكات مع اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية ضد تهديدات كوريا الشمالية وتوسيع التعاون مع حلف شمال الأطلسي والحلفاء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقال هاغل: «أؤمن أننا يجب أن نكون أكثر انغماسا في منطقة الشرق الأوسط».

ولاحق أعضاء لجنة القوات المسلحة هاغل بتصريحاته المتناقضة حول إيران وأفغانستان واشتراكه مع حركة «غلوبال زيرو» التي تنادي بعالم خال من الأسلحة النووية. ورد هاغل أنه يعارض خفض التسلح النووي بشكل أحادي، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان خاض مناقشات مع الرئيس السوفياتي حينها غورباتشوف لخفض الرؤوس النووية. وقال: «إن جهود منظمة غلوبال زيرو هي دعوة كل قادة العالم لتخفيض الرؤوس النووية لكن في عالم مليء بالمخاطر يجب ألا نقوم وحدنا بهذا الخفض وإنما أن تكون جهودا متعددة الأطراف».

قبل جلسة الاستماع التقى هاغل مع أكثر من 50 سيناتورا وأجاب في وثائق بلغت 112 صفحة على أسئلة أعضاء اللجنة حول سياساته حول الملف النووي الإيراني وإسرائيل وأفغانستان والمنطقة العربية ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى تحديات تخفيض ميزانية وزارة الدفاع.