مشيعون غاضبون يهاجمون مقر شركة الكهرباء في غزة

بعد وفاة أفراد عائلة اختناقا في حريق

TT

استيقظ قطاع غزة فجر أمس على كارثة إنسانية، عندما قضى أفراد عائلة نحبهم في حريق نشب في شقتهم السكنية الليلة قبل الماضية. وتضاربت التقييمات حول السبب الذي أدى إلى حدوث الحريق، ففي حين يرجح أقارب العائلة أنه نجم عن شمعة أشعلت بعد انقطاع التيار الكهربائي، تفيد وزارة الداخلية بأن الحريق نجم عن ماس كهربائي.

ويرجح أقارب العائلة أن رب الأسرة حازم ضهير أشعل شمعة في غرفة النوم، التي جمعته وزوجته بأطفالهما الأربعة، وأغلق النوافذ والباب بفعل الأوضاع الشتوية العاصفة، مشيرين إلى أنه قد تكون الشمعة قد أشعلت النار في ملابس قريبة منها، مما أحدث دخانا كثيف أدى إلى اختناق أفراد العائلة قبل أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة. أما وزارة الداخلية في حكومة غزة فقد أكدت أن التحقيقات الأولية تفيد بإمكانية حدوث ماس كهربائي، ويشير البيان إلى وجود بقايا مدفأة كهربائية متصلة بمصدر الكهرباء.

وذكر شهود عيان أن أشقاء رب الأسرة وقعت أنظارهم على منظر بالغ التأثير عندما شاهدوا الأم قد توفيت وهي تحتضن طفلها الميت. وذكر أقارب العائلة المنكوبة أنهم لم يتمكنوا من دخول الغرفة إلا بعد قدوم الدفاع المدني بسبب كثافة الدخان والحريق. وقال بعض الأقارب الذين كانوا أول من وصل لشقة العائلة إنهم وجدوا هياكل متفحمة، وكان من الصعب التعرف على الأطفال.

وبعد أن قام المشيعون بدفن الضحايا، هاجم العشرات منهم مكاتب تقع في الطابق الأرضي من مقر الشركة الرئيسي في شارع الثلاثيني احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي المتواصل، وقاموا بتحطيم الأثاث المكتبي وأجهزة الحاسوب، وتهشيم زجاج سيارات الموظفين العاملين في الشركة.

من ناحيته، أعلن مكتب النائب العام في غزة عن فتح تحقيق في حادث وفاة أفراد العائلة. وقال المكتب الإعلامي الحكومي إن فاجعة العائلة المنكوبة تستدعي من كل الأطراف التي لها علاقة بحصار غزة والتسبب في أزمة الكهرباء النظر بعين المسؤولية لما تتسبب فيه نتيجة المماطلة والتأخير غير المفهوم في وضع حد لهذه المعاناة الإنسانية.

وحمل الإعلام الحكومي في بيان صادر عنه الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية هذه المأساة، كونه المتسبب الأساسي في حصار غزة وأزمة الكهرباء منذ قصفه لمحطة التوليد الوحيدة في قطاع غزة. وأشار إلى أن تكرار الحوادث الأليمة المشابهة جاء نتيجة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، مما يدفع المواطنين للجوء إلى الوسائل البدائية كالشموع أو المولدات الكهربائية خاصة في أوقات البرد والمنخفضات الجوية التي نشهدها حاليا.