«وول ستريت جورنال» تعلن عن تعرضها لهجوم من قبل قراصنة صينيين

بعد يوم من تعرض صحيفة «نيويورك تايمز» لاختراق لأجهزتها المعلوماتية

TT

بعد يوم من إعلان صحيفة «نيويورك تايمز» عن اختراق قراصنة صينيين أجهزة الكومبيوتر الخاصة بها، وسرقة كلمات المرور الخاصة بموظفيها، أعلنت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن أنها قد تعرضت لاختراق مماثل من قبل قراصنة.

وأعلنت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أول من أمس (الخميس)، عن تعرضها لهجوم من قبل قراصنة صينيين كانوا يحاولون مراقبة تغطية الشركة لأخبار الصين. وأشارت إلى أن قراصنة قد اخترقوا شبكتها عبر أجهزة الكومبيوتر في مكتبها في بكين.

وفي بيان مكتوب، وصفت الصحيفة الاقتصادية المملوكة لشركة «نيوز كوربوريشن» الهجوم بأنه «قضية مستمرة»، وأشارت إلى أنها كانت تعمل عن كثب مع السلطات ومتخصصي أمن الشبكات من أجل تنقية أنظمتها من الفيروسات والبرامج الضارة. وأشارت إلى أنها قد انتهت من عملية «إصلاح شبكتها» يوم الخميس، في محاولة لتأمين أنظمتها ضد هجمات القراصنة. من جانبها، أنكرت وزارة الدفاع الوطني الصينية مشاركتها في الهجوم الإلكتروني على صحيفة «نيويورك تايمز» أو أي شركات أميركية أخرى.

غير أن خبراء أمن أشاروا، في عام 2008، إلى أن القراصنة الصينيين بدأوا في استهداف المؤسسات الإخبارية الأميركية كجزء من جهود تهدف لمراقبة تغطية القضايا الصينية.

وفي تقرير موجه لعملائها في ديسمبر (كانون الأول)، أشارت شركة متخصصة في أمن أجهزة الكومبيوتر إلى أنها على مدى عدة تحقيقات، توصلت إلى أدلة تفيد بأن القراصنة الصينيين قد سرقوا رسائل بريد إلكتروني وجهات اتصال وملفات من أكثر من 30 صحافيا ومسؤولا في مؤسسات إخبارية غربية، وقد احتفظوا بـ«قائمة صغيرة» بأسماء الصحافيين الذين قد يكونون أهدافا لهجمات متكررة. ومن بين هؤلاء المستهدفين، صحافيون كتبوا عن قادة صينيين ومواضيع سياسية وقانونية في الصين وعملاق الاتصالات «هواوي». وكانت «بلومبرغ نيوز»، وهي مؤسسة إخبارية أميركية أخرى، قد استُهدفت من قبل القراصنة الصينيين في العام الماضي، وتعرض بعض أجهزة الكومبيوتر لعمليات اختراق، بحسب شخص مطلع على معلومات عن التحقيق الداخلي بالشركة.

وحدث الهجوم بعد نشر «بلومبرغ» مقالا يوم 29 يونيو (حزيران) عن الثروة التي جمعها أقارب شي جينبينغ، المسؤول الصيني المتوقع أن يتولى الرئاسة في مارس (آذار).

وقد أكدت «بلومبرغ» أن القراصنة قاموا محاولات، ولكنها وضحت قائلة: «لم يتم اختراق أي أنظمة أو أجهزة كومبيوتر».

وتزامن توقيت الهجمات على «نيويورك تايمز» مع الإعلان عن تحقيق نشر على الإنترنت يوم 25 أكتوبر (تشرين الأول)، الذي توصل إلى حقيقة أن أقارب وين جياباو، رئيس الوزراء الصيني، قد جمعوا ثروة تقدر بمليارات الدولارات عبر التعاملات التجارية. وتوصل خبراء أمن تعاقدت معهم صحيفة «نيويورك تايمز» لاقتفاء أثر الهجمات على أجهزة الكومبيوتر وحجبها إلى أدلة رقمية تفيد بأن القراصنة الصينيين قاموا، باستخدام أساليب ربطها بعض المستشارين بالجيش الصيني في الماضي، باختراق شبكة «نيويورك تايمز».

وأعلنت وكالة «أسوشييتد برس» يوم الخميس أن مسؤولي إدارة أوباما يبحثون اتخاذ إجراء أكثر حزما ضد بكين لوقف الحملات الصينية لاختراق أجهزة الكومبيوتر.

وصرحت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، يوم الخميس بأن ثمة حاجة إلى جهد عالمي من أجل إرساء «قواعد عمل» لنشاط الهجمات الإلكترونية. وفي لقائها الأخير بصحافيين في وزارة الخارجية، وجهت كلينتون سؤالا حول جهود الصين لاختراق أنظمة الكومبيوتر في صحيفة «نيويورك تايمز».

تقول كلينتون: «لقد شهدنا على مدى السنوات الماضية زيادة، ليس فقط في محاولات قراصنة اختراق مؤسسات حكومية، ولكن أيضا في محاولات اختراق مؤسسات غير حكومية». وأشارت إلى أن الصينيين «ليسوا الوحيدين الذين يهاجموننا».

وأضافت كلينتون من دون ذكر تفاصيل: «ثمة إجراءات كثيرة نعدها، وسوف نوظفها في حالة عدم تلقينا أي نوع من الجهود الدولية في هذا الصدد». لقد كانت الولايات المتحدة أكثر وضوحا بشأن تلك الجهود الموجهة ضد الحكومة والقطاع الخاص. وفي تقرير استخباراتي صادر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، وجه مسؤولون حكوميون اتهامات للصين وروسيا بسرقة ملكيات فكرية لتحقيق مكسب اقتصادي.

* ساهم مايكل جوردون في كتابة التقرير من واشنطن

*خدمة «نيويورك تايمز»