باراك يبحث الموضوع السوري مع بايدن ووزراء الدفاع الأوروبيين على هامش مؤتمر ميونيخ

إسرائيل تعلن رسميا التأهب على حدودها الشمالية وتطالب المواطنين بممارسة حياتهم الطبيعية

TT

أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، سلسلة لقاءات مع مسؤولين في الغرب حول الأوضاع السورية، في ظل عملية قصف قافلة سلاح من دمشق قالت إسرائيل إنها في طريقها إلى حزب الله. وقال مصدر حكومي رسمي في تل أبيب، إن باراك أبلغ نظراءه أن سوريا تقترب من حالة فوضى خطيرة للغاية تستدعي وضع استراتيجية جديدة في دول الغرب، خوفا من تدهور لا تحمد عقباه. ومع أن باراك سافر إلى ميونيخ الألمانية للمشاركة في مؤتمر الأمن والتعاون الذي يشارك فيه وزراء الدفاع في دول الغرب وبعض الدول الأخرى، فإنه وضع في حسابه إثارة الموضوع السوري بشكل حاد، بالادعاء أن الغرب لا يدرك بعد أخطار الأوضاع في سوريا وتبعاتها وما تسببه من تأثير سلبي على المنطقة برمتها إلى «درجة زعزعة الاستقرار والتهديد بضرب مصالح الغرب».

وسيجتمع باراك على انفراد مع كل من نائب الرئيس الأميركي، جون بايدن، ووزراء الدفاع في كل من ألمانيا وفرنسا وكندا وغيرها. وسيعود إلى تل أبيب صبيحة الغد، ليشارك في جلسة الحكومة العادية، التي ستبحث تبعات عمليات القصف في الأراضي السورية، التي تجمع وسائل الإعلام الغربية على أن سلاح الجو الإسرائيلي هو الذي نفذها ولكن إسرائيل تلتزم الصمت، فلا تؤكد ولا تنفي ذلك.

وكان الجيش الإسرائيلي قد رفع من درجة التأهب على الحدود الشمالية وفي قواعده العسكرية الجوية، تحسبا لرد من سوريا أو حزب الله على القصف المذكور أعلاه. وتم نقل بطاريتين من «القبة الحديدية» من الجنوب إلى مرج ابن عامر (قرب الناصرة) وصفد شمالا، إضافة إلى بطارية أخرى نصبت قبل أيام قرب حيفا، وهي منظومة صواريخ مضادة للصواريخ والطائرات، في إطار هذا التأهب. وواصل الجيش رفد قواته المرابطة على الحدود مع سوريا ولبنان بحشود إضافية. ولكن قيادة الجيش حرصت على التأكيد أن سوريا وحزب الله، كل لأسبابه، لن يرد على القصف في الأراضي السورية. وحسب المعلق التلفزيوني العسكري، المعروف بقربه من الرواية الرسمية للجيش الإسرائيلي، روني دانئيل، فإن هناك ثلاثة احتمالات للرد على القصف الإسرائيلي، هي: تنفيذ عمليات تفجير ضد مرافق إسرائيلية أو يهودية في العالم، وهي أقوى الاحتمالات، ولذلك تم رفع حالة الطوارئ فيها. والاحتمال الثاني هو قصف إسرائيل بصواريخ متفرقة، ينفذها حزب الله ولكن من دون اعتراف رسمي واستبدال ذلك بإعلان تنظيم غير معروف المسؤولية عنها، وهو الاحتمال الأقل واقعية. والاحتمال الثالث، الذي يعتبر ضعيفا للغاية، وهو أن ترد سوريا أو حزب الله أو كلاهما بقصف على إسرائيل. وبناء على ذلك، توجه الجيش لجمهور المواطنين في الشمال أن يمارسوا حياتهم الطبيعية بلا وجل وتنفيذ برامجهم في نهاية الأسبوع للاستجمام بين أحضان الطبيعة، خصوصا في هذا الطقس الشتوي حيث المياه تتدفق في مساراتها في الجداول والأنهار والوديان. ولكن أوساطا واسعة من الجمهور التزمت البيوت وانشغلت البلديات في إعادة تنظيف الملاجئ وتدفق ألوف المواطنين إلى مخازن الجيش ووقفوا في طوابير طويلة للحصول على كمامات الوقاية من الغاز. وفي المقابل، عقدت القيادات السياسية الأمنية في الحكومة اجتماعات متواصلة لبحث التطورات.

وصرح نيسيم مالكا، رئيس بلدية كريات شمونة، أقرب المدن الإسرائيلية إلى الحدود مع لبنان وسوريا، بأنه وطواقم الإنقاذ يضعون أيديهم على الزناد تحسبا لتدهور الأوضاع الأمنية باتجاه حرب جديدة. وأمر رئيس بلدية صفد، إيلان شوحط، طواقم البلدية بإعداد الملاجئ. وفي أعقاب الإعلان السوري بأن إسرائيل قصفت مركز أبحاث قرب دمشق، صرح الخبير في الشؤون السورية، رونين سولومون، بأن المركز المذكور هو قاعدة عسكرية للجيش السوري، يحتوي على مدرسة ومخازن احتياطية للقوات الخاصة ومقر إعلامي لشركة سورية - كورية ومدرسة للتكنولوجيا العالية تابعة للوكالة السورية للأبحاث العلمية لتطوير الأسلحة غير التقليدية، وفي مقدمتها الأسلحة الكيماوية والبيولوجية ويقع قرب بلدة الجمراية، المحمية بصواريخ أرض - جو روسية متطورة.