مليونية في المحافظات الغربية من العراق.. والمالكي يطالب بالصبر

أطلقوا عليها جمعة «لك يوم يا ظالم».. والتسمية يختارونها بالتوافق

مئات الآلاف من المتظاهرين في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار أمس وهم يرفعون العلم العراقي الذي كان معتمدا في عهد الرئيس الراحل صدام حسين (رويترز)
TT

أطلق المعتصمون في محافظة صلاح الدين تسمية «لك يوم يا ظالم» على جمعة أمس، في حين أطلق المعتصمون في الأنبار تسمية جمعة «شهداء الفلوجة» بعد أن كان من المقرر تسميتها «جمعة ارحل». وكشف المتحدث الرسمي باسم متظاهري الأنبار الشيخ سعيد اللافي، عن أن «الاتفاق على تسمية أي مظاهرة لأي يوم جمعة يتم بالتوافق، وأحيانا عن طريق إطلاق اسم معين من قبل رجل دين أو شيخ عشيرة عبر جلسة مباركة في الخيمة أو المسجد ويتم تداوله بالتليفون، ومن ثم يعمم على كل المظاهرات لغرض الالتزام به». وقال اللافي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «الجمعة التي نؤدي فيها اليوم (أمس) صلاة موحدة في الأنبار كان اسمها (ارحل) ولكننا ارتأينا تغييرها إلى جمعة (شهداء الفلوجة) استذكارا لأولئك الشهداء الذين قتلوا بدم بارد من قبل الجيش العراقي الذي أثبت للأسف أنه ليس جيشا عراقيا بقدر ما هو جيش طائفي». وأضاف اللافي أن «الأسماء لا تهمنا، وإنما هي مجرد تقرير واقع حال، بل إن ما يهمنا هو الأهداف التي نسعى لتحقيقها من وراء هذه المظاهرات المليونية التي كان الكثيرون لا يتصورون أننا قادرون على أن نحشد ربعها أو ربما أقل، وهو أمر أثبتت الوقائع والأحداث أنه غير صحيح». وأوضح أن «مما يحز في النفس أنه تم النظر إلى أهل السنة في العراق طوال السنوات العشر الماضية على أنهم أقلية، وقد تم تكريس ذلك حتى عبر وسائل الإعلام ولدى السياسيين، سواء في الداخل أو الخارج، وقد بدا الأمر وكأنه حقيقة واقعة لا جدال فيها، وقد تم التعاطي معنا على هذا الأساس، بل وأقل من ذلك»، مشيرا إلى أن «أهل العرب السنة إذا ما أضيف إليهم الأكراد والتركمان السنة فإنهم يصبحون أكثرية إذا نظرنا للأمور من الزاوية الطائفية». وانتقد اللافي الكثير من القنوات التلفزيونية التي لم يسمها «لأنها تثير الفتنة وتزرع التشرذم وتعمل على تضخيم بعض الأمور أو اللافتات وتتعامل معها كما لو كانت هي هوية المظاهرات وهو أمر غير صحيح». وردا على سؤال بشأن مدى استجابة الحكومة لمطالبهم قال اللافي: «صدقني لو كانت هناك قضايا جدية قد تحققت على الأرض الواقع لوجدت صدى إيجابيا لها ولكن لا يوجد شيء ملموس حتى الآن بالقياس إلى حجم الظلم الذي عاناه أهل السنة ومحافظاتهم ومناطقهم طوال عقد من السنين وهو ما لم يعد ممكنا بعد اليوم السكوت عليه». وأكد أن «الحكومة تعلن أنها أطلقت سراح معتقلين ولكنها في مقابل ذلك تستخدم الجيش والطائرات لاعتقال قادة مظاهرات وشيوخ مثلما حصل مع أحد قادة المظاهرات في تكريت (الشيخ مشعل نواف الفارس)، يضاف إلى أن الجيش قتل أمس أحد الشيوخ في منطقة السيدية ببغداد لأنه مؤيد للمظاهرات والاعتصامات، فأي خطوات إيجابية يمكن أن تتحدث عنها ونستجيب لها؟». وطالب اللافي الحكومة بأن تضع حدا لمثل هذه الممارسات الطائفية إذا أرادت أن يستجاب لها ومن بينها ماذا عملت لأستاذ القانون في جامعة ديالي الذي وجه للطلبة سؤالا يسيء لأم المؤمنين السيدة عائشة ولسيدنا عمر؟». وبشأن المدى الذي يمكن أن تستغرقه المظاهرات قال اللافي إن «مسألة المطالب جزء من أهدافنا، لا سيما أن الغالبية العظمى منها لا تحتاج إلى مظاهرات لو كانت الحكومة منصفة، بل إننا خرجنا لإعادة التوازن المفقود». وبشأن ما إذا كانت ستستمر المظاهرات سلمية، قال اللافي إن «المظاهرات سوف تستمر سلمية في حال لم تمسها الحكومة عن طريق الجيش وأنا هنا ومن هذا المنبر أحذر الحكومة من المساس بأي من الرموز الوطنية والعشائرية من أهالي الأنبار لأنهم سيواجهون برد لا يتوقعونه».

وكانت قد انطلقت أمس (الجمعة) مظاهرات هي الأكبر في تاريخ العراق وفي خمس محافظات حملت في الأنبار تسمية «جمعة شهداء الفلوجة» وفي صلاح الدين والموصل تسمية «لك يوم يا ظالم» بعد أن تم التنازل عن مفردة «ارحل». من جهته وفي لهجة بدت مخففة، أعلن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أن «الحكومة ستمضي في تنفيذ مطالب المتظاهرين المشروعة». وقال المالكي في بيان صدر عن مكتبه أمس، إن «مجلس الوزراء يستمع في كل جلسة إلى تقارير اللجنة المشكلة بشأن مطالب المتظاهرين»، مؤكدا أن هناك «تقدما كبيرا في عمل اللجنة، إذ إنها كلما قطعت شوطا كانت نتائجها أكثر وضوحا وظهورا». وأضاف البيان: «إن العراقيين تشاركوا في العيش والوئام والوفاق بعيدا عن الطائفية، وإننا نراهن على الناس المتظاهرين أنفسهم». وتابع المالكي: «إن المتظاهرين يطالبون بأشياء لا تجد الحكومة ضيرا من أن تتحرك بقوة لتفعيلها وتنفيذها خدمة لهؤلاء المواطنين لأنهم لا يحملون أجندات سياسية ولا طائفية ولا يريدون إلغاء الدستور»، مؤكدا أن «الحكومة ستنفذ مطالبهم المشروعة شريطة استمرارهم بالصبر والالتزام بالقانون».