الجامعيون العاطلون يواصلون مظاهراتهم في الرباط احتجاجا على سياسة التوظيف

حكومة ابن كيران متمسكة بقرارها عدم توظيف خريجي الجامعات من دون تنافس مفتوح

TT

قال مسؤول حكومي مغربي إنه تم توظيف 13 ألفا و720 خريجا في عدد من الإدارات الحكومية حتى 28 يناير (كانون الثاني) الماضي، وذلك منذ بدء العمل بنظام التوظيف عن طريق اجتياز المباريات (المسابقة)، أي التنافس المفتوح، وإيقاف التوظيف المباشر بشكل نهائي منذ تولي حكومة عبد الإله ابن كيران مقاليد السلطة في يناير من العام الماضي. وأعلنت هذه النتائج خلال انعقاد مجلس الحكومة أول من أمس، بيد أن المظاهرات التي ينظمها الخريجون الجامعيون العاطلون استمرت في شارع محمد الخامس حيث يوجد مقر البرلمان في وسط الرباط.

وينتظم هؤلاء في تنسيقية أطلقوا عليها «التنسيقية الموحدة للأطر العليا» وتضم خريجي الجامعات العليا الموقعين على محضر 20 يوليو (تموز) عام 2011، وهو محضر التزمت من خلاله الحكومة السابقة التي كان يرأسها الاستقلالي عباس الفاسي بتوظيف هؤلاء العاطلين وعددهم نحو ثلاثة آلاف عاطل من دون مسابقة في وظائف حكومية. بيد أن ابن كيران ألغى قرار التوظيف المباشر باعتباره يتنافى مع ما جاء به الدستور الجديد من «تكريس مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص والاستحقاق» وعدم حصر حق التوظيف على المتظاهرين فقط.

وفي هذا السياق، أعلن عبد العظيم الكروج وزير الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة، أنه تم الإعلان عن 19 ألفا و983 وظيفة إلى 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، منها 18 ألفا و628 وظيفة على مستوى الإدارات الحكومية شملت 25 قطاعا وزاريا، و1342 وظيفة في 60 مؤسسة حكومية، مشيرا إلى أنه منذ يوليو الماضي، تم الإعلان عن 534 مباراة (مسابقة) منها 323 مباراة على مستوى الإدارات الحكومية، وبلغ عدد المشاركين في هذه المسابقات 246 ألفا و585 بمعدل 13 لكل وظيفة. وأعلن الكروج أنه حتى 28 يناير الماضي، بلغ عدد الوظائف 13720 وظيفة، مشيرا إلى أن القطاعات ذات الطابع الاجتماعي كانت حصيلة إعلانات توظيفها 49 في المائة.

وأوضح المسؤول المغربي أنه إلى 30 يونيو (حزيران) المقبل سيتم تنظيم مباريات للوظائف المتبقية ثم الإعلان عن نتائجها، مشيرا إلى أن الموقع الإلكتروني الذي أطلقته الوزارة والخاص بالإعلان عن الوظائف الحكومية ساهم بشكل كبير في هذه العملية، حيث بلغ عدد الزيارات في الأشهر الخمسة الماضية مليونا و200 ألف زيارة بمعدل 8000 زيارة يوميا.

وكانت الحكومة قد حصرت عدد الوظائف المقررة في إطار موازنة العام الماضي في 26 ألفا و204 وظائف، وتم اعتماد المباراة وسيلة وحيدة من أجل الحصول على وظيفة حكومية.

جدير بالذكر أن ملف توظيف العاطلين الجامعيين وخاصة الموقعين على محضر 20 يوليو أصبح وسيلة ضغط ليست بيد المعارضة فحسب، بل في يد حزب رئيسي في الأغلبية الحكومية، وهو حزب الاستقلال، حيث انتقد حميد شباط الأمين العام للحزب، قرار ابن كيران إلغاء التوظيف المباشر لهؤلاء العاطلين الجامعيين، وقال إن الحكومة الحالية ملزمة بتنفيذ ما تعهدت به الحكومة السابقة في إطار الاستمرارية. بيد أن ابن كيران مصر على عدم التراجع عن القرار مهما كلفه الأمر.

من جانبهم، يصر العاطلون الجامعيون على مواصلة مظاهراتهم اليومية التي لا تخلو من تصعيد حيث أقدموا الأربعاء الماضي على اقتحام مقر حزب التقدم والاشتراكية، حيث يشغل عبد الواحد سهيل، المنتمي للحزب، منصب وزير التشغيل. كما نظموا في اليوم نفسه مسيرة أطلقوا عليها اسم «مسيرة تماسيح وعفاريت ابن كيران»، في إشارة ساخرة إلى نعت ابن كيران لمناهضي التغيير في البلاد بالعفاريت والتماسيح.