السعودية تعزز قدراتها الدفاعية من خلال شركة أميركية متخصصة

عقب توقيع اتفاقيات تعاون مباشرة مع شركة «لوكهيد مارتن»

TT

عززت السعودية من قدراتها الدفاعية، عقب تفعيل اتفاقيات الشراكة الجديدة الموقعة بين كل من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وشركة «لوكهيد مارتن» الأميركية والرائدة في مجالي الأمن والفضاء، وذلك في ظل افتتاح الشركة بالرياض يوم أمس مقرها الأول في السعودية.

وتنص اتفاقية الشراكة الموقعة بين الطرفين على نقل الخبرات والتجارب التي تتميز بها الشركة الأميركية في مجالات متعددة تتقدمها القطاعات العسكرية والدفاعية إلى السعودية، وذلك من خلال العمل على البحث وتدريب الكوادر الوطنية المؤهلة.

وفي ظل هذه التطورات، أكد الدكتور حاتم بن محمد بحيري مدير البرنامج الوطني للإلكترونيات والاتصالات والضوئيات بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن الاتفاقية لا تنحصر فقط في الجوانب الدفاعية والعسكرية التي تتميز بها شركة «لوكهيد مارتن»، وقال: «لدى الشركة كثير من المجالات التي يمكن الاستفادة منها من خلال الاتفاقية الموقعة بيننا وبينهم، ووجود شركة (مارتن) في السعودية عقب تدشينها، أمس، مقرها الأول في الرياض يعني جديتهم نحو نقل وتوطين التقنية في السعودية، ونحن بدورنا ننظر للموضوع بشكل إيجابي».

وأوضح الدكتور بحيري خلال رده على سؤال «الشرق الأوسط»، أمس، أن الاتفاقية تنص على أن تدرب شركة «لوكهيد مارتن» الكوادر السعودية المؤهلة على المعرفة التي تتميز بها الشركة، وأبحاثها، وتقنياتها، مبينا أن من ضمن التخصصات التي سيستفيد منها الجانب السعودي، المجالات الدفاعية والطبية، والعسكرية، والتقنية، وغيرها من المجالات التي تتميز بها الشركة الأميركية.

وأشار الدكتور بحيري إلى أن الجامعات السعودية ستكون أحد الأطراف المستفيدة من اتفاقية التعاون الموقعة مع شركة «لوكهيد مارتن»، وقال: «ستفتح الشركة الأميركية معاملها أمام الدكاترة والطلاب والباحثين السعوديين، وسيكون هنالك لقاءات مباشرة مع عدد من الخبراء الأميركيين في مختلف الصناعات التي تتميز بها شركة (لوكهيد مارتن)».

من جهة أخرى، أكدت شركة «لوكهيد مارتن»، أمس، التزامها بتوفير فرص العمل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات في قطاع صناعة الطيران في السعودية، في خطوة لدعم رؤية السعودية لعام 2020 وتعزيز قدراتها الدفاعية الوطنية.

إلى ذلك، قالت مارلين هيوسون، الرئيس التنفيذي لشركة «لوكهيد مارتن»: «تعد السعودية سوقا مهمة للغاية من الناحية الاستراتيجية لشركتنا، واليوم نشهد خطوة نوعية في مسيرة ترسيخ شراكتنا مع السعودية، وفي هذا الإطار تقوم (لوكهيد مارتن) بدعم قطاع الدفاع والأمن الوطني في السعودية، منذ تسليم أول طائرة نقل طراز (سي 130) للقوات الملكية السعودية في عام 1965». وأضافت هيوسون: «إن التحديات الأمنية العالمية اليوم معقدة على صعيد النطاق والتقلبات، وفي أماكن كثيرة أصبحت أكثر تعقيدا نتيجة للضغوط الاقتصادية في جميع أنحاء العالم، وتتطلب هذه الأوقات شراكة قوية وراسخة، كما أن العمل معا يمثل عاملا مساهما لنجاحنا»، معلنة عن افتتاح الشركة مقرها في العاصمة (الرياض).

وأشارت هيوسون إلى أنه تتمثل مهمة المقر الجديد للشركة، الذي تم تدشينه أمس بالرياض، في تطوير المشاريع والمبادرات الاستراتيجية، والشراكات المحلية للمساعدة في تلبية احتياجات قطاع الدفاع الوطني والتنمية الصناعية في السعودية، وقالت: «إننا ندرك الحاجة إلى تمكين الشباب السعودي من خلال نقل المعرفة والتعليم، وبالتالي تحقيق فوائد ملموسة للسعودية على المدى البعيد».

يذكر أن «لوكهيد مارتن»، التي تتخذ من بيثيسدا بولاية ماريلاند مقرا لها، تعد شركة رائدة عالميا في قطاع الأمن وصناعة الطيران، وتوظف الشركة حاليا نحو 120 ألف موظف في جميع أنحاء العالم، وتعمل أساسا في مجالات البحث والتصميم والتطوير والتكامل والتصنيع والاكتفاء لنظم ومنتجات وخدمات التكنولوجيا المتطورة، وقد بلغ صافي مبيعات الشركة 47.2 مليار دولار في العام الماضي.