الجيش اللبناني يعزز إجراءاته في عرسال متحصنا بدعم سياسي غير محدود

سليمان: أي محاولة للإخلال بالاستقرار الأمني ستواجه بالحزم والشدة

جنود من الجيش اللبناني على مدرعاتهم أمام مدخل قرية عرسال أمس (أ.ف.ب)
TT

تحصن الجيش اللبناني أمس بإجماع سياسي ودعم غير محدود لملاحقة المعتدين على ضباط وعناصر المؤسسة العسكرية اللبنانية، في ضوء الاشتباكات ببلدة عرسال الحدودية مع سوريا التي ذهب ضحيتها الرائد في الجيش بيار بشعلاني، والمعاون إبراهيم زهرمان، فضلا عن جرح عسكريين في كمين أثناء قيام دورية في أطراف عرسال بملاحقة مطلوبين للعدالة بتهمة القيام بعدة عمليات إرهابية.. في وقت واصل الجيش عملياته وكثف إجراءاته في المنطقة، في جهود آيلة لإلقاء القبض على المطلوبين.

وأدان رئيس الجمهورية، العماد ميشال سليمان، الاعتداء على دورية الجيش اللبناني، إذ ندد بـ«التعرض المتكرر للجيش والمساس بهيبة الدولة من قبل أي كان»، مطالبا قيادة الجيش «بعدم التهاون مع من تسول له نفسه الاعتداء على ضباطه وعناصره والتشدد في ملاحقة المعتدين وتقديمهم إلى العدالة». كما طلب إلى الأجهزة الأمنية كافة «تكثيف استقصاءاتها من أجل تحديد أماكن فرارهم والقبض عليهم وسوقهم إلى القضاء». ودعا المواطنين إلى «مؤازرة الجيش والقوى الأمنية وإعطاء الأولوية للشأن اللبناني والمؤسسات الوطنية والحفاظ على الاستقرار الأمني»، مشيرا إلى أن «أي محاولة للإخلال به ستواجه بالحزم والشدة». كما طلب سليمان من مدير المخابرات في الجيش العميد الركن أدمون فاضل «عدم التهاون مع كل ما من شأنه أن يحدث توترا أمنيا في أي منطقة من لبنان».

بدوره، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «رفض استخدام السلاح خارج سلطة الشرعية أو استهداف الجيش خلال قيامه بمهام حفظ الأمن». واعتبر أن «ما حصل في عرسال أمر مرفوض وستتخذ بشأنه التدابير الأمنية والقضائية اللازمة»، داعيا «أبناء عرسال وفاعلياتها إلى التعاون مع الجيش لتسليم مطلقي النار وإعادة ضبط الوضع الأمني في المنطقة». وعزز الجيش اللبناني أمس إجراءاته الأمنية في محيط بلدة عرسال، حيث أقام حواجز ثابتة ومؤللة، كما سير دوريات وأوقف مطلوبين وعددا من المواطنين لعدم امتثالهم للوقوف على الحاجز. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الجيش أحكم تطويق بلدة عرسال، فأقام عددا من النقاط الثابتة على مشارف وأطراف البلدة، بينما أقام حاجزا ثابتا على مدخل بلدة عرسال الرئيسي في منطقة اللبوة. كما أوقف عددا من الشبان في بلدة عرسال خلال مرورهم على الحواجز التي يقيمها بالبلدة، بسبب مخالفات كثيرة، بينها حيازة أسلحة من دون تراخيص ومحاولات هروب.

ولم يهدأ الجدل حول ملابسات الاشتباك الذي قتل خلاله المطلوب للعدالة خالد حميد، بعدما ذكر أهالي عرسال أن السيارات التي لاحقته «كانت مدنية». وتبين في ما بعد أن «المعلومات التي ترددت بأن سيارات مدنية هي التي كانت تلاحق حميد، معلومات غير صحيحة، لأن السيارات التي أوقفت حميد كانت من نوع (هامفي) تحمل لوحات عسكرية للجيش اللبناني، وأن الشهيد المعاون إبراهيم زهرمان كان مرتديا بزته العسكرية».

وأكدت الوكالة الوطنية للإعلام أن تلك الآليات «لا يستعملها سوى الجيش اللبناني على الأراضي اللبنانية كافة». وفي سياق متصل، شيع المعاون إبراهيم زهرمان، بموكب شعبي حاشد في قرية قتة بعكار، بينما أعلنت قيادة الجيش أن الرائد بيار بشعلاني سيتم تشييعه اليوم في مسقط رأسه ببلدة المريجات.

وإلى جانب الدعم الذي تلقاه الجيش اللبناني أمس من شخصيات سياسية ودينية، أقام عدد من اللبنانيين في مناطق متفرقة اعتصامات داعمة للجيش ومؤيدة له، ومنددة باستهدافه.