مصادر: بوغيث زوج ابنة بن لادن انشق عن «القاعدة» في مارس 2012

«سي آي إيه» رصدته عبر اتصالاته الهاتفية مع أقاربه في الكويت

سليمان بوغيث
TT

كشف إسلاميون بلندن أن سليمان بوغيث، المواطن الكويتي - المسحوبة جنسيته - المتحدث الإعلامي باسم «القاعدة»، زوج ابنة بن لادن، انشق عن التنظيم في مارس (آذار) 2012، خلال وجوده في العاصمة طهران تحت قبضة الحرس الثوري الإيراني. وقالت مصادر متطابقة إن أجهزة الاستخبارات الأميركية كانت تتابع أبو غيث بعد التعرف على بصمة صوته من خلال اتصالاته الهاتفية مع أقاربه وزوجته أم يوسف في الكويت. وقال مقربون من بوغيث إنه حصل على وعد بتسوية أوضاعه داخل الكويت قبل الدخول إلى الأراضي التركية.

وفي حين ذكرت مصادر تركية أمس أن بوغيث، وكنيته أبو يوسف، ما زال تحت التحفظ لدى الأمن التركي، قال ياسر السري، مدير «المرصد الإسلامي» بلندن، وهو هيئة حقوقية تهتم بأخبار الأصوليين حول العالم، أن بوغيث رفع اسمه من قائمة المطلوبين لدى الأمم المتحدة في أغسطس (آب) 2011. وناشد السلطات الكويتية سرعة التدخل وإعادة الجنسية إليه التي حرم منها بعد هجمات سبتمبر (أيلول). وقال إن المحكمة التركية برأته ورفضت تسليمه للسلطات الأميركية، لأنه «لم يرتكب شيئا سوى دخوله الأراضي التركية بجواز سفر سعودي مزور، بهدف الحصول على صفة لاجئ سياسي ومن ثم الانتقال إلى السعودية للالتقاء مع زوجته ابنة أسامة بن لادن». يذكر أن سليمان جاسم بوغيث ولد في الكويت عام 1956، وعمل مدرسا للفقه والشريعة وخطيبا في مساجد الكويت، قبل التحاقه بصفوف «القاعدة». وقد اشتهر بخطبه المناوئة للرئيس العراقي الأسبق صدام حسين إبان الاحتلال العراقي للكويت عام 1990. وفي الكويت، كان بوغيث مقربا من خالد شيخ محمد، منسق هجمات سبتمبر، والذي يحاكم حاليا في الولايات المتحدة.

وسافر عام 1994 إلى البوسنة لمحاربة الصرب، ومكث فيها شهرين قبل أن يعود مرة أخرى إلى الكويت، إلا أن أسفاره إلى البوسنة وأفغانستان تواصلت، مما دفع وزارة الأوقاف الكويتية إلى فصله من الخطابة، واستقر بعدها بوغيث مع زوجته وأولاده الستة في أفغانستان. وعقب هجمات سبتمبر في نيويورك، ظهر بوغيث في أحد مقاطع الفيديو كمتحدث رسمي باسم «القاعدة»، مطلقا تصريحات نارية تهدد بهجمات مماثلة، مما دفع حكومة الكويت إلى سحب جنسيته الكويتية. وبعد سقوط نظام طالبان وهزيمة «القاعدة» في أفغانستان، سافرت أسرة بوغيث وأسرة بن لادن وقيادات عدة في التنظيم إلى إيران التي استضافته طوال السنوات الماضية.

وقد تمكنت أجهزة الأمن التركية من اعتقال سليمان بوغيث زوج ابنة زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن بعد تلقي جهاز المخابرات التركي معلومات استخباراتية من وكالة المخابرات المركزية الأميركية، بصدد وصول زوج ابنة بن لادن سليمان إلى تركيا، وتوصل جهاز المخابرات التركي لعنوانه في أحد الفنادق في حي «تشانكايا» بالعاصمة أنقرة، وألقى القبض عليه. وذكرت المصادر التركية أنه «بعد التحقيقات مع سليمان بوغيث في شعبة مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن أنقرة، أطلق سراحه من قبل المحكمة كونه لا توجد له جريمة أو أعمال إرهابية في تركيا، وإنما مجرد دخوله من إيران إلى تركيا بجواز سفر سعودي مزور بهدف الحصول على صفة لاجئ سياسي ومن ثم الانتقال إلى السعودية للالتقاء مع زوجته ابنة أسامة بن لادن». وتقدمت أميركا بطلب تسليم بوغيث لها للتحقيق معه في إطار مكافحة الإرهاب مع أعضاء تنظيم القاعدة، لكن أنقرة رفضت ذلك بناء على القوانين التركية، التي تشير إلى ضرورة إبعاد المواطن الأجنبي إلى المكان الذي وصل منه، في حالة دخوله بجواز سفر مزور، وعدم وجود أي إثبات عليه يدل على تورطه في عمليات إرهابية في تركيا. وعلمت «الشرق الأوسط» أن بوغيث طلب من قبل العودة للكويت ولم تستجب السلطات الكويتية لطلبه، وكان بحاجة لمنحه جواز سفر للعودة، مما اضطره لاستخدام جواز سفر مزور للهروب من الإقامة الجبرية في إيران إلى تركيا التي تم اعتقاله فيها. وقال السري لـ«الشرق الأوسط» إن بوغيث لم يضر أحدا ولم يقتل أحدا، وكان مجرد ناطق باسم التنظيم، وكان يسافر بأسرته إلى الدول الخليجية المجاورة عندما كان يعمل داعية في الكويت، مشيرا إلى أنه حاليا موجود في تركيا ويعاني من ظروف صحية متدهورة.