الـ«تايم» الأميركية: 4 مواقع سورية كانت أهدافا للغارات الإسرائيلية.. وليس اثنين

وزير الخارجية التركي متسائلا: لماذا لا يرد الأسد؟

TT

كشفت مجلة الـ«تايم» الأميركية، نقلا عن مصادر استخباراتية غربية لم تسمها، أن الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف، ليل الثلاء، 4 مواقع سورية على الأقل، وليس اثنين، كما تناقلت وسائل الإعلام، وذلك بعد تلقيها ضوءا أخضر من واشنطن بالقيام بمزيد من العلميات العسكرية في العمق السوري. وكان جرى الإعلان عن قصف هدفين؛ أولهما قافلة أسلحة من سوريا لحزب الله، وثانيهما مركز أبحاث قرب دمشق. وقال مسؤول استخباري غربي إن هدفا أو هدفين آخرين لم يحددهما قصفتهما الطائرات الإسرائيلية في الليلة ذاتها.

في غضون ذلك، انتقد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ما وصفه بتقاعس سوريا إزاء الغارة الإسرائيلية، وحث الرئيس السوري بشار الأسد على الرد. ونقلت صحيفة «حرييت» التركية عن أوغلو تساؤله، أمس، أثناء مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي: «لماذا لا نرى ردا من (بشار) الأسد حتى عندما حلقت الطائرات الإسرائيلية فوق قصره واخترقت سيادة بلده؟». وأضاف: «لماذا لم يرد الجيش السوري الذي يهاجم الأبرياء في المدن السورية منذ 22 شهرا من البر والبحر والجو؟»، ومضى قائلا: «لماذا لا ترد الدبابات ونيران المدفعية على الهجوم الإسرائيلي؟! ولماذا لا يجرؤ بشار الأسد الذي أعطى الأمر بقصف حلب بصواريخ (سكود)، على القيام بأي شيء ضد إسرائيل؟!».

وتساءل وزير الخارجية التركي عن إمكانية وجود تعاون بين إسرائيل ونظام الأسد، وقال: «هل هناك اتفاق سري بين الأسد وإسرائيل؟.. بحيث تكون انتهاكاته ضد شعبه فقط؟! لماذا لا يتم استخدام القوة ذاتها التي تستخدم ضد المدنيين ضد إسرائيل أيضا، التي يجاهر النظام السوري بأنها عدوه الرئيسي منذ تأسيسها».

ونقلت مجلة «تايم» الأسبوعية عن مسؤولي استخبارات غربيين قولهم إن الهدف الأول كان مركز البحوث والدراسات العلمية الواقع في منطقة جمرايا شمال غربي دمشق. وأفادت المعلومات الاستخباراتية الغربية بأن متطرفين إسلاميين قد يستولون على هذا المجمع العسكري البالغ الحساسية من ناحية الأسلحة الموجودة بداخله، وهو ما استلزم قصفه وتدمير مستودعات لتخزين معدات تستخدم لتطوير أسلحة كيميائية وبيولوجية بداخله. وحسب المجلة، فإن الطائرات الإسرائيلية قصفت أيضا قافلة على الحدود السورية اللبنانية، قيل إنها تحمل منظومة دفاعية مضادة للطائرات باتجاه إحدى قرى البقاع اللبنانية لتسليمها لحزب الله، الميليشيا الشيعية المؤيدة لنظام الأسد. وبحسب المجلة، فإن حزب الله ليس مصدر القتل الوحيد بالنسبة لإسرائيل. وتبين تفاصيل الغارات الإسرائيلية مدى الخطورة التي يشكلها الأصوليون المتطرفون في أوساط المعارضة لنظام الأسد.

وقال العسكري والمسؤول السابق في جهاز الموساد آمنون سوفرين إنه «إذا كانت إسرائيل قد نجحت طيلة هذه السنوات في ردع سوريا وجيران إسرائيل الآخرين ممن يمتلكون أسلحة الدمار الشامل، فهو لأننا قادرون على نقل رسالة مفادها أن الثمن سيكون باهظا». وقال لصحافيين في وقت سابق من الأسبوع: «ما التهديد الذي يمكن أن نواجه فيه منظمات الإرهاب؟».

لكن اللافت للنظر فيما أشارت له المجلة الأميركية هو التنسيق العالي بين القيادة العسكرية في تل أبيب ونظيرتها في واشنطن خلال تنفيذ العملية، حيث أكدت الـ«تايم» أن أفيف كوتشافي رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية كان موجودا في البنتاغون في زيارة عمل، عندما بدأت المقاتلات الإسرائيلية مهمتها في وقت متأخر من الأربعاء الماضي.

وأشارت المصادر الاستخباراتية التي بنت عليها مجلة الـ«تايم» تقريرها، إلى أن هدف أو هدفين على الأقل تم استهدافهما في الغارة، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل، مشيرة إلى أن إسرائيل حصلت على الضوء الأخضر من واشنطن للقيام بضربات مماثلة في المستقبل.

وعلى الرغم من تأكيد الساسة والعسكريين الإسرائيليين أن أيا من نظام الأسد أو حزب الله أو حتى إيران لا يمتلك القدرة الآن على تنفيذ هجوم مضاد، فإن الجيش الإسرائيلي والدوائر الأمنية وُضعت في حالة تأهب، وذكرت صحيفة «معاريف» أنه تم نصب بطارية ثالثة من منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ شمال إسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك مخاوف من احتمال القيام باعتداءات انتقامية ضد أهداف إسرائيلية في الخارج.

يشار إلى أن إسرائيل أعلنت مرارا أنها تتابع الأوضاع المتدهورة في سوريا، وصرح قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، بأن بلاده لن تتخذ موقف المتفرج إزاء وصول الأسلحة غير التقليدية السورية إلى حزب الله.