الرباط: بريطانيا لم تنصح رعاياها بعدم زيارة المغرب بسبب «مخاطر إرهابية»

تحقيقات مع مغربي أبعد من فرنسا بعد اتهامه بالتورط في «جماعة جهادية»

TT

قللت مصادر رسمية مغربية من تحذيرات بريطانية حول «مخاوف عامة من الإرهاب المغرب» مشيرة إلى أن العلاقات بين البلدين في أفضل أحوالها، وقالت إن الدول الأوروبية عادة ما تصدر مثل هذه التحذيرات الروتينية عندما تندلع حرب في أي منطقة، في إشارة إلى حرب مالي.

وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس استقبل أول من أمس كليف ألديرتون سفير بريطانيا الجديد لدى المغرب الذي قدم أوراق اعتماده للعاهل المغربي سفيرا لبريطانيا وآيرلندا الشمالية. وكانت بعض الصحف والمواقع نقلت عن موقع الخارجية البريطانية تشير إلى وجود «مخاوف عامة من الإرهاب واختطاف غربيين في المغرب».

يشار إلى أن نشرة روتينية تصدرها الخارجية البريطانية استثنت كل من المغرب وتونس من تحذيرات السفر لمواطنيها، بسبب التدخل الفرنسي في مالي. وورد أمس في موقع الخارجية البريطانية أن التحذير الروتيني لم يتغير وأنه لا توجد قيود على سفر البريطانيين، إلى المغرب. لكن الإشارة إلى الإرهاب بقيت منشورة على الموقع في الصفحة المخصصة لتحذيرات السفر إلى المغرب، ولم يتسن الوصول إلى مصدر في السفارة البريطانية في الرباط للتعليق على الموضوع.

وكان عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية قال مطلع هذا الأسبوع أمام البرلمان، وهو يتحدث عن الوضع الأمني في البلاد، إنه على الرغم من الأحداث التي تعرفها دول شمال أفريقيا لم يوجه أي بلد أجنبي تحذيرا لمواطنيه بعدم زيارة المغرب، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هذا لا يعني أن «وضعية الأمن مثالية».

يشار إلى أن عبارة «لا توجد قيود على السفر» إلى تونس بقيت كما هي في موقع الخارجية البريطانية. في حين أن الأمر يختلف بالنسبة لكل من الجزائر وليبيا، حيث نصحت الخارجية البريطانية الرعايا البريطانيين بعدم السفر إلى الجزائر إلا في حالة الضرورة، في حين نصحت الرعايا البريطانيين بعدم السفر إلى ليبيا إلا في حالة الضرورة إلى كل من زوارة والزاوية وطرابلس والخمس وزليتن ومصراتة، في حين نصحت بعدم السفر إلى بنغازي في جميع الأحوال.

وفي سياق متصل، قالت مصادر مطلعة في الرباط إن مغربيا أبعد من فرنسا بعد اتهامه بالتورط في «جماعة جهادية» يخضع الآن للتحقيق في الرباط، وسيمثل في وقت لاحق أمام قاضي التحقيق، ولم تشأ المصادر الدخول في تفاصيل. وكان المغربي الذي قالت المصادر أن اسمه «علي بنحمو» جرى ترحيله الخميس الماضي من فرنسا، وقالت وزارة الداخلية الفرنسية وقتها بأنه كان ينتمي إلى جماعة تطلق على نفسها «فرسان العزة». وأشارت إلى أن التهم المنسوبة إليه خطيرة، حيث شارك داخل فرنسا في أنشطة خليتين مرتبطتين مع «حركات إرهابية إسلامية». وقالت المصادر الفرنسية إن الخشية من هجمات محتملة تزايدت عقب تدخل فرنسا في مالي.

وفي سياق متصل قال مانويل فالس وزير الداخلية الفرنسي إن عددا من الدعاة والأئمة، معظمهم من المغرب العربي يواجهون، احتمال الطرد خلال الأيام المقبلة، من الأراضي الفرنسية، بسبب تبنيهم أفكارا متطرفة. وأشار فالس إلى أن وزارة الداخلية ستعمل على حماية البلاد مما سماه «التطرف الإسلامي» وكان أربعة أئمة طردوا في أكتوبر (تشرين الثاني) الماضي من فرنسا. وكان بنحمو يسعى إلى السفر إلى أفغانستان عبر إيران. وكان فالس بحث مع محند العنصر وزير الداخلية المغربي في اجتماع رباعي شارك فيه وزيرا داخلية إسبانيا والبرتغال، تعاون البلدان الأربعة في مجال محاربة الإرهاب بتبادل المعلومات حول المتطرفين الإسلاميين.

يشار إلى أن «فرسان العزة» هي جماعة إسلامية متطرفة محظورة في فرنسا ظهرت لأول مرة على الساحة في عام 2010 بعد أن هاجم عدد من أعضائها مطعما من سلسلة مطاعم «ماكدونالد» وهم يهتفون بشعارات معادية لليهود، كما كانوا قد أحرقوا علنا نسخة من قانون العقوبات الفرنسي في عام 2011.