جهادي من عائلة مبارك: الثورة لم تحقق أهدافها.. ولو سقط نظام مرسي فـ«أهلا بالفوضى»

الشيخ عبد الرحيم عبد الغفار: على الرئيس ألا يلتفت لـ«المغرضين في المعارضة»

TT

قال الشيخ عبد الرحيم عبد الغفار السجين السابق والقيادي في تنظيم الجهاد المصري، إن سقوط نظام الرئيس محمد مرسي يعني أنه لن يكون هناك نظام، وستعم الفوضى في البلاد. وينتمي الشيخ عبد الغفار إلى عائلة الرئيس المصري السابق، ووالدته هي ابنة عم حسني مبارك الذي حكم مصر لمدة 30 عاما تقريبا. وأمضى عبد الغفار 15 عاما في عدة سجون مصرية أثناء فترة الحكم السابق، كان أشدها سجن العقرب بجنوب القاهرة.

وتم الحكم على عبد الغفار بالسجن في عهد النظام السابق، الأولى بسبب مطالبته بحتمية تطبيق الشريعة الإسلامية، عام 1981، المعروفة بقضية تنظيم الجهاد القديم واغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات.. أما القضية الثانية فكانت في عام 1993 ضمن ما يعرف باسم طلائع الفتح.

ورفض عبد الغفار أن يستجيب مرسي لضغوط المعارضة بتعيين وزراء من خارج جماعة الإخوان غير أكفاء، معربا عن اعتقاده أن المعارضة تريد ضرب المشروع الإسلامي بالادعاء بأن مرشد الإخوان يدير مصر.

ويقول الشيخ عبد الغفار إن مبارك «يعتبر خالي في التصنيفات العائلية بالريف المصري»، و«والدتي هي إحسان محمود مبارك ابنة عم الرئيس السابق»، و«جدي هو شقيق والد مبارك»، مشيرا إلى أن عائلة مبارك في كفر مصيلحة ما زالت ترفض محاكمته حتى الآن. وإلى أهم ما جاء في الحوار..

* كيف ترى مصر بعد عامين من ثورة 25 يناير؟

- الثورة حتى الآن لم تحقق أهدافها، فمبارك وأعوانه والفساد المتجذر في ثنايا مصر موجود في جميع مؤسسات الدولة.

* من وجهة نظرك.. ما الذي يمنع الرئيس مرسي من تحقيق أهداف الثورة؟

- الذي يمنعه هو وجود البطانات الفاسدة الباقية من النظام السابق في جميع الوزارات والقطاعات، الذين ما زالوا يتعاملون بفكر وعقلية العهد السابق.

* لكن القضاء على البطانات الفاسدة كما تقول، وظيفة الرئيس وحكومته.. لماذا لا يحدث ذلك؟

- بصراحة شديدة الرئيس عبارة عن «جيش وشرطة»، ودونهما ليست له أي قيمة، حتى لو كان حوله عشرات من المستشارين والمساعدين والوزراء؛ فلو عمل أفراد المؤسستين الشرطة والجيش ضد الرئيس فقل على الرئيس «يا رحمن يا رحيم» ويكون وقتها دون سلطة.

* ما تعليقك على ما يردده البعض من أن كل اهتمام مرسي هو أخونة الدولة؟

- هذا غير صحيح.. فما الذي يُغضب الناس من تعيين وزير كفء في الحكومة ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين؛ لذلك أرفض أن يستجيب الرئيس لضغوط المعارضة ويعين وزيرا من خارج الإخوان ويكون غير مخلص أو غير كفء لمجرد أن الرئيس خائف من الرأي العام، ولذلك فعلى الرئيس أن يختار المخلص الذي يفيد البلاد، ولا يلتفت لأقوال المغرضين.

* وما رأيك فيما يردده البعض من أن الذي يدير مصر هو مرشد الإخوان؟

- كل هذا كذب وادعاءات تقوم به المعارضة لضرب المشروع الإسلامي.

* وما رأيك في وصف بعض الإسلاميين أن من معهم مؤمن ومن ضدهم كافر؟

- هذا الكلام مغلوط.. ومن قال عنهم ذلك كاذب، ولا أحد يستطيع طرح ذلك تماما. نحن نتحدث الآن في أمور سياسية، فحينما نقول إن من يرفض الشريعة الإسلامية كمنهج حياة أو يعتبر القوانين الوضعية أفضل من الشريعة يمكن وقتها يقع في دائرة الكفر، وإنما من غير الممكن تكفير شخص رفض مشروع الدستور، وحتى لو فعل أحد المشايخ ذلك، فهو ليس كل الإسلاميين، والتعميم في هذه الأمور خطأ.

* وكيف ترى أحداث العنف في مصر الآن؟

- من يُقدم على أعمال العنف فئة مأجورة، والمجتمع الآن أحوج إلى تطبيق الشريعة، فلو مثلا قطعنا يد السارق سيكون أفضل من سجنه مدة زمنية ليخرج بعد ذلك ليواجه الفشل في المجتمع مع أسرته.

* في تصورك أن تطبيق الحدود هو السبيل للخروج مما تعيشه مصر من أزمات؟

- بصراحة شديدة.. لو طبق حد واحد من حدود الله في المجتمع ستنالنا البركة، لكن ليس معنى ذلك أن نتواكل ولا نعمل.

* هل تتوقع حصول الإسلاميين على أغلبية مقاعد مجلس النواب؟

- سوف يحصل الإسلاميون على أكثر من المقاعد التي حصلوا عليها في البرلمان السابق، وأعترف أن صورتهم في الشارع قد تأثرت الفترة الماضية؛ لكن الجميع كشف زيف ذلك، والشارع أدرك أن الإسلاميين ليسوا مجرد باحثين عن السلطة، ونحن تركنا العلمانيين يحكموننا (في السابق)، فما كان إلا أن امتلأت مصر بالفساد.

* وكيف ترى جماعة الجهاد في مصر الآن؟

- بعض أعضاء جماعة الجهاد حاولوا تأسيس أحزاب سياسية والمشاركة في الحياة السياسية والبعض الآخر لم يشارك وفضل الابتعاد عن السياسة، لكنهم يقدمون النصيحة إذا طُلبت منهم.

* وهل ابتعاد بعض الإسلاميين عن السياسية والإعلام سببه عدم قدرتهم على ذلك؟

- هذا غير صحيح.. فالعمل السياسي وتأسيس الأحزاب للجهاديين ليس فرض عين، فهناك آلاف من الجهاديين أكثر فهما وأكثر تأثيرا ممن يتحدثون في الإعلام الآن، لكنهم فضلوا الابتعاد عن الأضواء.

* وهل تدعوا الجهاديين للابتعاد عن السياسية؟

- الإسلاميون دفعوا كل حياتهم في سبيل إقامة شريعة وشرع ومجتمع فاضل.. فهم لا يبحثون عن المجتمع الإعلامي؛ بل يبحثون عن مجتمع فاضل وعملهم بالسياسة متروك لهم.

* لكن البعض يردد أن اشتغال الإسلاميين بالسياسة جعلهم يبتعدون عن الدعوة؟

- هذا يقيسه كل من لدية حكمة، فلو أن اشتغال الجهادي بالسياسة سوف يخلص المجتمع من الفساد، لا أقدر أن أقول له اترك عملك واذهب للدعوة في المسجد.

* وما رأيك في مبادرة الحكومة للتصالح مع رموز نظام مبارك؟

- أوافق على المصالحة في الأموال فقط واعتبره أمرا مقبولا، بشرط رد الأموال كلها، لكن قضايا دماء المتظاهرين أرفض المصالحة فيها، لأن من يملك العفو فيها عن رموز النظام السابق هم أهالي الشهداء والمجتمع المصري كله.

* تنتمي لعائلة مبارك.. كيف حالهم الآن بعد حكم القضاء بإعادة محاكمة الرئيس السابق ونجليه من جديد؟

- عائلة الرئيس السابق في بلدته كفر مصيلحة بمحافظة المنوفية (التي تبعد عن القاهرة نحو 60 كلم) ما زالت ترفض محاكمة مبارك من الأساس ولم تستوعب أمر سجنه حتى هذه اللحظة؛ لكني أرى أن ابني لو فعل مشكلة لا بد من عقابه.

* هل أنت على اتصال بأخوالك (أولاد عم مبارك)؟

- آثرت الابتعاد عن عائلة مبارك، حتى لا يظن أحد أنني «أشمت فيهم» خاصة وأن مبارك كان وراء سنوات اعتقالي، لكن علاقتي بخالي الوحيد الدكتور عمر محمود مبارك شقيق والدتي (وهو ابن عم الرئيس السابق) والذي لا يزال على قيد الحياة علاقة معقولة، خاصة أنه طريح الفراش ولا يتحرك بعدما تخلت عنه الدولة بينما تقدم خدمتها العلاجية لحسني مبارك الذي يعالج في أفضل المستشفيات رغم أنه سجين. ومن المفترض أن جميع الشعب سواء. ولذا أطالب بأن يعامل أي مسجون في مصر حين يمرض معاملة مبارك.

* لكن البعض يردد الآن أن أحوال البلاد أيام مبارك كانت أفضل من الآن؟

- كلام باطل.. وحتى في أسوأ الظروف الآن الحياة أفضل، فأيام مبارك ليست مليئة بالسرقة والفساد فقط؛ لكنها كانت مليئة بالظلم، وكنا كـ«جهاديين» نخاف من المرور بجوار القصور الرئاسية، أما الآن فالمصريون يضرمون النار في القصر الرئاسي ويعتصمون أمام قصر الرئيس.

* ما رأيك في رفض جبهة الإنقاذ المعارضة الحوار مع الرئيس محمد مرسي؟

- أنا أطلق عليها «جبهة الخراب»، فالإنقاذ لا بد أن يسبقه الإخلاص والتجرد عن الذات والبحث عن هموم الناس بعيدا عن أي أجندات خاصة، والموافقة على رأي الغير، لأن رأيه يمكن أن يكون صوابا، وأقول لهم عبارة واحدة: «ليس لدينا الآن وحي أو نبي حتى نقول أن فلان كلامه أفضل من الآخر».

* البعض ينادي بسقوط نظام مرسي.. ما توقعاتك لو سقط النظام؟

- لو سقط نظام مرسي لن يكون هناك نظام، وأهلا بالفوضى التي ستعم البلاد.