«حي النواطير» قرية فلسطينية أخرى في مواجهة المستوطنين

القرية رقم 4 أقيمت قرب مستوطنة «يتسهار» وتحولت إلى ساحة اشتباكات

TT

بنى ناشطون فلسطينيون، أمس، قرية جديدة على أراض مهددة بالمصادرة في قرية بورين، جنوب نابلس شمال الضفة الغربية، وهي الثالثة في غضون شهر، في تحد جديد لإسرائيل التي تسيطر على الضفة وتمنع أي نشاط جديد في المناطق المعروفة بـ«ج» وتخضع لسيطرة أمنية ومدنية إسرائيلية. ولا تبعد القرية الجديدة التي سماها الناشطون «حي المناطير» إلا بضعة مئات من الأمتار عن المستوطنات الإسرائيلية، جنوب نابلس، وتبدو مستوطنة «يتسهار» العنيفة في مدى الرؤيا.

ولم تمض ساعات قليلة حتى هاجم مستوطنون من «يتسهار» نفسها الناشطين الذين ردوا على الهجوم بهجوم، وهو ما تحول إلى مواجهات بالحجارة والعصي، قبل أن يتدخل الجيش الإسرائيلي ويطوق المنطقة ويهاجم الفلسطينيين بالغاز وقنابل الصوت.

وكما فعل الجيش مع كل القرى الفلسطينية الافتراضية السابقة، أعلن «حي النواطير» منطقة عسكرية مغلقة ومنع وصول أي متضامنين جدد للقرية.

وتعزز «حي النواطير» النهج الجديد لدى الناشطين الفلسطينيين، القائم على فرض الأمر الوقع على الأرض، إذ يدفع الفلسطينيين، بإقامة قرى على أراض مهددة لمنع مصادرتها، أو أراض ممنوع عليهم البناء فيها، كفعل من أفعال المقاومة الشعبية.

ويبدو أن الفلسطينيين لم يجدوا سبيلا للرد على مبادرات المستوطنين، إلا بمبادرات مماثلة، أي فرض الأمر الواقع على الأرض، بعدما تعودوا على مدار عقود ماضية على احتلال مستوطنين لأراضيهم وتحويلها إلى مستوطنات كبيرة.

وبنى الشهر الماضي الناشطون قرية «باب الشمس» على أراض واسعة شرق القدس في المنطقة المعروفة «E1»، وبنوا قرية «باب الكرامة» على أراضي قرية «بيت أكسا» شمال غربي القدس، ثم بنوا «قرية الأسرى» على أراضي قرية عانين في جنين، واليوم يبنون «حي النواطير».

ويتوقع أن تلقى القرية الجديدة مصير القرى السابقة، أي التدمير على يد الجيش الإسرائيلي، واستطاع الناشطون في باب الشمس الصمود عدة أيام فقط. وعلى الرغم من ذلك، لا ينوي بناة القرى التوقف، وقالوا مرارا إنهم ماضون في بناء مزيد منها في مواجهة سياسة الهدم، وقال الأمين العام للمبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي، إن بناء «حي المناطير» جاء ردا على هدم الاحتلال قرية باب الشمس قرب القدس، والقرى الأخرى. وأضاف البرغوثي من داخل القرية الجديدة: «المقاومة الشعبية وجدت لتنتصر على الاحتلال والاستيطان ونظام الفصل العنصري». وتابع: «سنواصل مواجهة الأمر الواقع الإسرائيلي بأمر واقع فلسطيني».

وأوضح البرغوثي أن الهدف من بناء حارة المناطير هو: «التأكيد لأهلنا في بورين أنهم ليسوا وحدهم في مواجهة قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال». وطالما تعرضت بورين لهجمات من المستوطنين طالت أراضي ومزروعات ومنازل وسيارات. ويهاجم المستوطنون ضمن عصابات معروفة «بدفع الثمن» بانتظام قرى أخرى في شمال الضفة ودور عبادة في القدس. ولم يكن يجد الفلسطينيون سبيلا لمواجهة المستوطنين، ولكن مع بناء «حي النواطير»، فثمة ناشطون يحمون القرى القريبة الآن، وهو ما استفز المستوطنين الذين دخلوا فورا على خط المواجهة.