إيران تدعو الأسد للرد على إسرائيل وإدخالها «في غيبوبة»

باراك يعترف ضمنيا بمسؤولية بلاده.. ويحذر حزب الله وطهران: ستدفعان الثمن

رجل يحمل بين ذراعيه طفلة نجت من غارة جوية استهدفت أمس مدينة حلب (إ.ب.أ)
TT

بينما اكتفت دمشق ببيانات الشجب والاحتجاج على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت قاعدة عسكرية وقافلة أسلحة قرب دمشق، الأربعاء الماضي، بدت إيران أكثر حماسة لرد سوري يتجاوز حدود بيانات الإدانة، ويصل إلى هجوم مماثل يدخل الدولة العبرية «في غيبوبة»، حسب تصريحات مسؤولين إيرانيين عسكريين.

وتصدر موضوع الغارة الإسرائيلية أجندة لقاء الرئيس السوري بشار الأسد مع الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، أمس، الذي وصل إلى دمشق أول من أمس (السبت)، أي بعد 3 أيام من الإعلان عن الهجوم، حيث أكد دعم بلاده الكامل لسوريا في مواجهة إسرائيل و«التنسيق» معها للتصدي للمؤامرات والمشاريع الخارجية.

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن الأسد ناقش مع جليلي، أمس، الغارة الإسرائيلية. وطمأن الأسد، في أول رد فعل له على الغارة، المسؤول الإيراني بقوله إن بلاده «قادرة على التصدي لأي عدوان. سوريا بوعي شعبها وقوة جيشها وتمسكها بنهج المقاومة قادرة على مواجهة التحديات الراهنة والتصدي لأي عدوان يستهدف الشعب السوري ودوره التاريخي والحضاري»، وأضاف: «هذا العدوان يكشف الدور الحقيقي الذي تقوم به إسرائيل بالتعاون مع القوى الخارجية المعادية وأدواتها على الأراضي السورية لزعزعة استقرار سوريا وإضعافها، وصولا إلى التخلي عن مواقفها وثوابتها الوطنية والقومية».

كما نقلت «سانا» عن جليلي ثقته «بحكمة القيادة السورية في التعامل مع هذا العدوان الغاشم الذي يستهدف الدور الريادي لسوريا في محور المقاومة»، وأكد «دعم الجمهورية الإسلامية الكامل للشعب السوري المقاوم في مواجهة العدو الصهيوني وحرصها على التنسيق المستمر مع سوريا للتصدي للمؤامرات والمشاريع الخارجية التي تهدف إلى زعزعة أمن المنطقة واستقرارها».

كما عبر المسؤول الإيراني عن تقدير بلاده لخطة الحل السياسي التي طرحها الأسد لحل الأزمة في سوريا والخطوات التي تقوم بها الحكومة السورية لتنفيذ مراحل هذه الخطة، مجددا استعداد طهران لتقديم أي مساعدة تساهم في إنجاز الحوار الوطني باعتباره «السبيل الوحيدة لخروج سوريا من أزمتها»، حسبما نقلت عنه الوكالة.

وفي طهران، دعا القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري سوريا إلى الرد المماثل على العدوان الإسرائيلي عليها. وقال في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الطلبة الإيرانية (إسنا)، أمس، إنه يمكن لدمشق «أن تصمد في وجه العدوان الإسرائيلي الأخير ضدها عبر إبداء الرد المماثل فحسب».

وأعرب عن أمله في أن «تصمد دمشق أمام الضغوط والإجراءات العدائية التي يمارسها الاستكبار العالمي، وأن تقوم برد مناسب على الغارة الإسرائيلية».

وبدوره، اعتبر مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات الإيرانية العميد مسعود جزائري، في تصريحات أوردها، أمس، تلفزيون «برس تي في» الإيراني الناطق بالإنجليزية، أن الرد السوري على «الاعتداء الصهيوني سيدخل إسرائيل في غيبوبة»، مضيفا أن حركات المقاومة الإسلامية ضد إسرائيل وجهت أنظارها لما وصفه بـ«التدابير العقلانية» التي ستتخذها سوريا ضد الاعتداء الإسرائيلي.

وبينما بث التلفزيون الرسمي السوري تقريرا مصورا للموقع المستهدف، ويظهر فيه أن الغارة الإسرائيلية استهدف مرأب سيارات، أقر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، أمس، ضمنيا، بمسؤولية بلاده عن الغارة التي شنها الطيران الإسرائيلي ويعتقد أنها استهدفت أيضا قافلة أسلحة كانت متجهة إلى حزب الله في لبنان.

وقال باراك، أمس، خلال المؤتمر الدولي حول الأمن في ميونيخ: «ما حصل قبل أيام (في إشارة إلى الغارة) يثبت أنه حين نقول شيئا إنما نلتزم به. لقد قلنا إننا لا نعتقد أنه يجب السماح بنقل أنظمة أسلحة متطورة إلى لبنان».

كما حذر من أن دعم الأسد سوف يكلف إيران وحزب الله كثيرا، وسوف يوجه «ضربة كبرى» لهما. وأضاف: «معقل الإيرانيين في سوريا هو المعقل الوحيد لهم في العالم العربي»، مضيفا: «أعتقد أنهم سيدفعون الثمن».

إلى ذلك، أكدت مصادر إسرائيلية أن الجيش عرض على رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، خطة لاحتلال مناطق سورية على طول الحدود مع إسرائيل، بغية تحويلها إلى حزام أمني داخل الأراضي السورية، تكون خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي ودورياته، وذلك على غرار المنطقة الأمنية التي أنشأتها إسرائيل في الجنوب اللبناني، منذ غزوة الليطاني سنة 1978، واستمرت حتى سنة 1982، حينما احتلت كل المناطق حتى بيروت.

وكانت صحيفة «صانداي تايمز» البريطانية، قد كشفت أن إسرائيل تدرس إمكانية إنشاء منطقة عازلة داخل الأراضي السورية لحماية نفسها من «العناصر المتطرفة» من الثوار السوريين، في ظل تدهور الأوضاع الداخلية في سوريا واحتمالات سقوط نظام بشار الأسد. وقد أكدت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية النبأ، ونقلت أمس عن مصادر عسكرية في تل أبيب قولها إن إنشاء المنطقة الأمنية سيتم بالتعاون مع القرى المحلية في الجانب السوري، وإن إسرائيل ستحاول أن لا يكون هناك وجود عسكري ضخما في الحزام الأمني، ولكنها ستتصرف بحزم مع كل قوة أو عنصر يحاول الاقتراب من الحدود مع إسرائيل. وحذر أحد هذه المصادر من أنه إذا لم تقم هذه المنطقة العازلة فإن إسرائيل ستتعرض بشكل مؤكد لإطلاق صواريخ وقذائف هاون بشكل اعتيادي.

وأشارت هذه المصادر إلى أن إيران تدير نشاطا ضخما في سوريا، في كل المجالات، وخصوصا في مجال تعزيز قواتها العسكرية وخبرائها هناك. وقالت إن مركزا للاستخبارات الإيرانية يقع في درعا على بعد 11 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل، واعتبرها ضربا من الوقاحة. وقال إن هذا المركز هو في قائمة الأهداف الإسرائيلية التي قد يتم قصفها.