سيول تتأهب لتجربة نووية محتملة لـ«بيونغ يانغ»

كيم جونغ أون عقد اجتماعا تحضيريا لـ«تحول هائل» في القدرات الدفاعية

سائحون يشاهدون كوريا الشمالية عبر مناظير من مركز المراقبة الحدودي شمال العاصمة الجنوبية سيول (أ.ب)
TT

قالت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية، أمس، إن الزعيم كيم جونغ أون أصدر توجيهات «مهمة» حول تعزيز الجيش وحماية سيادة الدولة، وذلك خلال اجتماع على مستوى عال لحزب العمال الحاكم خصص للتحضير لما وصف بأنه «تحول هائل» في القدرات الدفاعية للبلاد.. وهو ما قد يظهر استعداد بيونغ يانغ لإجراء اختبار نووي قريب. بينما طالب الرئيس الكوري الجنوبي الوكالات الحكومية بأن تكون على أتم الاستعداد، تحسبا لمثل ذلك الإجراء.

وأفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، أمس، بأن الزعيم كيم جونغ أون ألقى خطابا «تاريخيا» أمام كبار القادة العسكريين، من دون أن تحدد متى عقد هذا الاجتماع. كما أشارت الوكالة إلى أن مسؤولي الحزب الرفيعين والقادة العسكريين الذين حضروا الاجتماع أظهروا «عزمهم الراسخ - دون قيد أو شرط - على تنفيذ المهام التي أوكلها إليهم بدقة متناهية».

وقال المحلل هونغ هيون إيك، في معهد سيجونغ الخاص في كوريا الجنوبية، لوكالة «أسوشييتد برس» الأميركية إنه يعتقد أن توجيهات الرئيس الكوري الشمالي تشير إلى «تجربة نووية»، مرجحا أن تكون بيونغ يانغ قد أتمت استعداداتها، وتتأهب للتجربة قريبا جدا.. بينما يعتقد خبراء كوريون جنوبيون أنه سيتم إجراء التجربة النووية الجديدة قبل رأس السنة الصينية، الذي يصادف هذا العام 10 فبراير (شباط).

وأوضح هونغ إن نشر خبر الاجتماع الكوري الشمالي يهدف أيضا إلى ممارسة «ضغوط على الغرب، وتوحيد الشعب الكوري الشمالي خلف زعيمه»، الذي تولى السلطة عقب وفاة والده كيم جونغ إيل، في ديسمبر (كانون الأول) 2011.

ويأتي ذلك في وقت قال فيه المتحدث باسم الرئيس الكوري الجنوبي، لي ميونغ باك، أمس، إن دول الجوار لا تزال تمارس ضغوطا على بيونغ يانغ للتخلي عن خطتها، موضحا أن الرئيس الجنوبي قام أمس بزيارة مفاجئة إلى قبو تحت الأرض في مجمع الرئاسة تشونج واديه الذي يعتبر بمثابة مركز إدارة الأزمات الوطنية، بحسب وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء، وأنه دعا جميع المكاتب الحكومية لمواصلة عملية المتابعة بشأن كوريا الشمالية، وحثهم على الاستعداد لحالات الطوارئ استعدادا للتجربة النووية المحتملة.

وتهدد كوريا الشمالية بإجراء تجربتها النووية الثالثة، وذلك اعتراضا على تبني مجلس الأمن الدولي قرارا لإدانة إطلاقها صاروخ طويل المدى يحمل قمرا صناعيا يوم 12 ديسمبر الماضي. بينما حثتها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ودول أخرى على إلغاء خططها، أو الاستعداد لمواجهة عواقب وخيمة.

وكان مصدر حكومي في سيول قد قال الجمعة الماضية: «رصدنا في النفق بمنطقة الجزء الجنوبي من موقع الاختبار في بونجكيه - ري، نشاطا يعتقد أنه جزء من تحضيرات تشير إلى أن التجربة النووية دخلت في المرحلة الأخيرة»، كما أشارت مصادر وصور حديثة بالأقمار الاصطناعية، إلى أن بيونغ يانغ وضعت غطاء على مدخل النفق (في الجزء الغربي من موقع الاختبار)، فيما يبدو أنه محاولة لعرقلة المراقبة على الموقع.

وأشار التقرير إلى أن موقع بونجكيه - ري (الواقع في شمال شرقي كوريا الشمالية) به ثلاثة مداخل للنفق، واثنان من مباني الدعم. وهو منطقة الأكثر توقعا لإجراء التجربة النووية، حيث قامت بيونغ يانغ بالتجربتين السابقتين في عامي 2006 و2009. وفي المرتين، كانت التجارب اعتراضا على عقوبات فرضت لإطلاق صواريخ طويلة المدى.

وبالتزامن مع ذلك، تقوم الولايات المتحدة والقوات الكورية الجنوبية بإجراء تدريبات بحرية، تشمل مشاركة غواصة أميركية تعمل بالطاقة النووية، قبالة الساحل الشرقي لشبه الجزيرة الكورية هذا الأسبوع. وقال مسؤولون جنوبيون إن المناورات هي جزء من التدريبات المشتركة الروتينية، التي كانت مقررة قبل التوترات الأخيرة على هامش التجربة النووية.