نتنياهو يبدأ مشاوراته لتشكيل حكومة إسرائيلية موسعة

يضع ضمن أهدافه ما يعتبره «تحديات أمنية خطيرة»

TT

مع تكليفه الرسمي بتشكيل الحكومة المقبلة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه معني بحكومة تضم في صفوفها ممثلي أوسع وحدة صف في إسرائيل، «لأن هناك تحديات وأخطارا أمنية تستوجب الوحدة.» لكنه أخذ بالاعتبار، مطالب أحزاب عدة، وقضية تحريك عملية السلام مع الفلسطينيين.

وقال نتنياهو، في مستهل جلسة الحكومة العادية، أمس، إنه يناشد الأحزاب الإسرائيلية جميعا، «الانضمام إلى حكومة وحدة وطنية في أوسع نطاق». وقال أيضا، إنه «يرغب بتوحيد الجمهور في فترة حاسمة في تاريخنا، والمهمة العليا التي تواجه حكومة الوحدة الوطنية ستكون إيقاف تسلح إيران بأسلحة نووية، وهذه المهمة تصبح أكثر تعقيدا لأن إيران تتزود بأجهزة طرد مركزي حديثة، تجعل الوقت الذي تحتاج إليه عملية التخصيب أقصر، ولا يمكن لنا أن نقبل ذل،. إضافة لذلك، لنا ثلاث مهام أساسية يجب أن نتطرق إليها في العام الأول لولاية الحكومة: الأولى هي المصادقة على ميزانية تتسم بالمسؤولية، والقيام بإصلاحات تمكننا من تخفيض غلاء المعيشة، والمهمة الثانية ستكون زيادة المساواة في تحمل الأعباء من دون تمزيق الشعب (يقصد فتح باب التجنيد للجيش في صفوف الشباب المتدين والعرب، أو استبداله بالخدمة المدنية)».

ووضع نتنياهو قضية السلام في المرتبة الثالثة، فقال: «المهمة الثالثة ستكون تحريك عملية سياسية تتسم بالعقلانية وبالمسؤولية». لكنه استدرك قائلا: «يجب أن نتعامل مع هذه المهام الثلاث بشكل مواز وليس فقط مع واحدة منها أو اثنتين، الواقع يتطلب ذلك والوقت يتطلب ذلك، ويمكن القيام بذلك، فقط، من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة. إن غايتنا هي توحيد الشعب حول هذه المهام وليس شق صفوفه، وتوحيد القوى فقط بشكل أوسع ما يمكن، يستطيع أن يمكننا من القيام بهذه المهام ومن تأمين دولة إسرائيل ومستقبلها في هذه الفترة».

وكان رئيس الدولة، شيمعون بيرس، قد كلف نتنياهو بتشكيل الحكومة المقبلة، بعد أن اقترحه لهذه المهمة ممثلو 82 نائبا من مجموع 120 نائبا في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، وقد بادر نتنياهو لتشكيل طاقم مساعدين لإدارة المحادثات مع الأحزاب التي اقترحته وتعتبر مرشحة لدخول ائتلافه، وهي:

* حزب «يوجد مستقبل» برئاسة يائير لبيد (19 مقعدا)، وهو حزب وسط يميني يتحدث عن ضرورة تغيير السياسة الإسرائيلية شكلا ومضمونا، ومحاربة الفساد، ويشترط لدخول الائتلاف أن تتحقق المساواة في أعباء الخدمة العسكرية لتشمل الشباب العربي والشباب اليهودي المتدين، ووضع برنامج اقتصادي يحسن أوضاع الطبقات الوسطى، والتقدم في مسيرة السلام مع الفلسطينيين.

* حزب «البيت اليهودي» بقيادة نفتالي بينيت (12 مقعدا)، وهو حزب يميني متطرف نواته الأساسية في المستوطنات، وهو يرفض إقامة دولة فلسطينية ولكنه يضع في مقدمة اهتمامه مكافحة الفساد والمساواة في أعباء الخدمة العسكرية.

* الحزبان الدينيان، «شاس» لليهود الشرقيين (11 مقعدا) و«يهدوت هتوراة» لليهود الأشكناز (7 مقاعد)، وقد أقاما لجنة تنسيق بينهما للدفاع عن مكاسبهما الحزبية والدينية، وبينها منع فرض التجنيد الإجباري على الشباب اليهودي المتدين، ومخصصات التأمين المختلفة التي تكلف الخزينة مئات ملايين الدولارات وتذهب لمؤسسات الحزبين.

* حزب «الحركة» بقيادة تسيبي ليفني، (6 مقاعد)، وهو الذي يضع في مقدمة اهتمامه ضرورة تحريك مفاوضات السلام مع الفلسطينيين.

* وحزب «كديما» بقيادة شاؤول موفاز (مقعدان)، وهو أيضا يضع قضية المفاوضات أساسا وقضية المساواة في العبء العسكري.

وقد قصد نتنياهو أن يخاطب جميع هذه الأحزاب، في الكلمة أعلاه، التي وضع فيها سلم أولوياته، لكن المراقبين يجمعون على أنه سيواجه صعوبات كبرى؛ لأن ما يطرحه يتضمن الكثير من التناقضات.

ومن جهة ثانية، عقد رئيس الكنيست، روبي رفلين، أمس، يوما دراسيا لتعليم أعضاء الكنيست الجدد كيف يؤدون مهامهم؟ وما حقوقهم وواجباتهم؟ وقال إن هذه هي أول مرة يدخل فيها إلى الكنيست عدد كبير كهذا من النواب الجدد (48 نائبا). وحذرهم: «نحن في عصر جديد، الجمهور يراقب أكثر ويحاسب أكثر، وعلى كل واحد منكم أن يعرف أنه قد لا يعود إلى هذا المقر كل من لا يتقن عمله البرلماني».

ومن المقرر أن يعقد الكنيست الجديد جلسته الأولى رسميا يوم غد، لأداء يمين الولاء للدولة وانتخاب رئاسة مؤقتة، تدير شؤونه إلى حين يتفق على ائتلاف حكومي.