بايدن يجدد من باريس: جاهزون لمفاوضات ثنائية مع طهران

تقرير أميركي: 2013 عام الحسم نحو إيران

TT

في حين بدا أن مجموعة «5+1» المشكلة من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا، توصلت أخيرا إلى اتفاق مع إيران لمعاودة المفاوضات المعلقة بين الطرفين منذ شهر أغسطس (آب) الماضي حول برنامج طهران النووي، أعرب نائب الرئيس الأميركي أن بلاده جاهزة لمفاوضات «ثنائية» مع طهران. وكشف بايدن، بمناسبة وجوده في باريس وبعد لقاء مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أن عقوبات جديدة ستفرض الشهر الحالي على طهران، غير أنه لم يكشف عن طبيعة هذه العقوبات ولا عما فيها من جديد؛ علما بأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بلغا نقطة متقدمة للغاية في العقوبات على إيران مع دخول العقوبات على قطاع البترول والغاز والقطاع المالي حيز التنفيذ في الشطر الثاني من العام الماضي.

وحتى الآن، لم تحصل لقاءات ثنائية أميركية - إيرانية. وسبق لفرنسا، أيام ولاية الرئيس نيكولا ساركوزي، أن عبرت عن مخاوف من أن تسير واشنطن في صفقة منفردة مع طهران لا تأخذ بعين الاعتبار ما وصلت إليه مجموعة «خمسة زائد واحد» في نقاشاتها مع ممثلي القيادة الإيرانية. لكن فرنسا تعتبر اليوم أن التزام الرئيس الأميركي باراك أوباما علنا بمنع إيران من الحصول على القوة النووية فيه الكفاية لترك مجال التحرك مفتوحا أمام الدبلوماسية الأميركية وتلافي انتقادها في الوقت الراهن.

وقال الرئيس الفرنسي وإلى جانبه نائب الرئيس الأميركي إن فرنسا والولايات المتحدة «مستمرتان في الضغوط حتى النهاية على طهران من أجل أن تفضي المفاوضات إلى نتيجة». ويتبع الطرفان سياسة «المقاربة المزدوجة» القائمة على فرض مزيد من العقوبات المالية والاقتصادية على طهران وإبقاء باب التفاوض معها مفتوحا. ومع إعادة انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما.

ومن جهة أخرى قال تقرير أميركي إن عام 2013 سيكون «عام الحسم» الأميركي نحو إيران، وإن الرئيس باراك أوباما إما أنه سيأمر بضرب إيران لوقف برنامجها النووي، ونشاطاتها الإرهابية، والمعادية للولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط، وإما أنه سيعلن أنه يفضل الحلول الدبلوماسية. وقال التقرير الذي أصدره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (سي إس آي إس) في واشنطن: «يمكن أن تتطور الأزمة الحالية المحدودة إلى صراع كبير، أو إلى شكل جديد من أشكال الحرب الباردة».

وقال التقرير، الذي عنوانه «التعامل مع إيران نووية»، والذي تناقشه ندوة غدا: «مع نهاية الانتخابات العامة في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، ومع اقتراب الانتخابات العامة في إيران، يصير هذا العام عام الحسم نحو إيران. هل هناك بديل لإصرار إيران على إنتاج قنبلة نووية؟ هل هناك حل وسط يمكن أن تقبله إيران؟».

وقالت سوزان مالوني، خبيرة في مركز «بروكنغز» في واشنطن، لوكالة «أسوشييتد برس»: «كثير من الناس يعتقدون أن سنة 2013 هي سنة اتخاذ قرار فيما يتعلق بما إذا كان هناك إعلان حرب، أو توقيع على اتفاق لإنهاء طموحات إيران النووية».

وقال كريس دولان، أستاذ في العلوم السياسية في كلية وادي لبنان (ولاية بنسلفانيا): «أعتقد أن نتنياهو قد ضعف بما فيه الكفاية (بعد الانتخابات الأخيرة)، ولن يكون قادرا على الضغط بنجاح على الولايات المتحدة لإعطائه ضوءا أخضر للهجوم (على إيران)».

وقال كريم سادجادبور، خبير الشؤون الإيرانية في مركز «كارنيغي» في واشنطن، إن الضغط الإسرائيلي على أوباما (عن إيران) لم يعد يؤثر عليه، مضيفا: «هذا إن كان أثر عليه في الماضي». وأضاف: «يضع أوباما الخطوط الحمراء نحو البرنامج النووي لإيران، لا نتنياهو. يعني ذلك أن الولايات المتحدة لا يتوقع أن تلجأ إلى استخدام القوة العسكرية حتى يصير واضحا أن إيران تتخذ خطوات نشطة لتسليح برنامجها النووي». وأشار الخبير إلى خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث قال فيه إن إيران «عبرت بالفعل الخط الأحمر»، وإن هذا «يتطلب اتخاذ إجراء عسكري».