عشرات القتلى والجرحى في هجوم انتحاري على تجمع لقوات «الصحوة»

الضحايا كانوا ينتظرون تسلم رواتبهم في منطقة التاجي شمال بغداد

TT

هاجم انتحاري يرتدي حزاما ناسفا أمس تجمعا لقوات الصحوة التي تقاتل تنظيم القاعدة في منطقة التاجي شمال بغداد موقعا عشرات القتلى والجرحى، وذلك بعد يوم واحد من هجوم منسق استهدف أول من أمس مقر قيادة شرطة كركوك المتنازع عليها وأسفر عن مقتل 30 شخصا.

وفيما قال مصدر في وزارة الداخلية إن «23 شخصا من عناصر الصحوة قتلوا وأصيب 49 آخرون بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف تجمعا لهذه القوة»، قال قائمقام المدينة رعد فيصل لوكالة الصحافة الفرنسية إن عدد الضحايا «بلغ 34 شهيدا وجريحا معظمهم أصيبوا بحروق شديدة». وأوضح فيصل أن «الحادث بشع وحقير» مشيرا إلى أن «معظم الضحايا هم من الشباب الذين يعملون من أجل خدمة بلدهم وكسب معيشتهم».

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن الضحايا هم خليط من الشيعة والسنة من العشائر التي انخرطت في هذه المناطق المختلطة لقتال «القاعدة». ونقلت عن المصدر الأمني أن «الهجوم وقع لدى تواجد الصحوات لتسلم رواتبهم في منطقة هور الباشا الواقعة في منطقة التاجي (25 كلم شمال بغداد)».

من جانبه، وجه أحد المصابين ويدعى علي خلف اللوم لقوات الجيش التي رفضت فتح باب المعسكر للعناصر التي تجمعت أمامه. وقال هذا الشخص وهو أحد عناصر الصحوة ويعاني من حروق شديدة في الوجه والجسد «أنا أحمل المسؤولية للجيش، لأننا في العادة ندخل إلى داخل المعسكر، لتسلم الرواتب، لكن هذه المرة أغلقوا الباب وتركونا ننتظر خارجا».

وتعد منطقة التاجي التي تقع على امتداد نهر دجلة شمال بغداد، من المناطق المتوترة وتشهد أعمال عنف متكررة. وشكلت قوات الصحوة في سبتمبر (أيلول) 2006. في محافظة الأنبار (غرب بغداد) واستطاعت طرد الغالبية العظمى من تنظيم القاعدة خارج محافظة الأنبار، ولكن «القاعدة» استمرت باستهداف عناصر هذه القوة بشكل متكرر رغم تراجع قوتها. وكانت الحكومة العراقية قررت زيادة رواتب عناصر الصحوة الذين يزيد عددهم على أربعين ألف مقاتل، استجابة لأحد المطالب التي رفعها المحتجون في المحافظات السنية.

وفي هجوم آخر، قال مصدر وزارة الداخلية إن «ضابطا برتبة ملازم أول قتل وأصيب ثلاثة من عناصر الشرطة بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدف دوريتهم في حي الجهاد في غرب بغداد». وأكد مصدر طبي في مستشفى اليرموك (غرب) تلقي جثة الضابط ومعالجة عناصر الشرطة الثلاثة الذين أصيبوا في الهجوم ذاته.

وتأتي هذه الهجمات التي غالبا ما يعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها، غداة مقتل ثلاثين شخصا وإصابة نحو 88 آخرين بجروح في انفجار سيارة مفخخة أعقبه هجوم مسلح نفذه انتحاريون في مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد).