الأردن: الإخوان المسلمون يرفضون المشاركة في الحكومة المقبلة

اليساريون والقوميون والليبراليون يشكلون كتلة نيابية والحراك يتواصل

TT

أعلن المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، همام سعيد، رفض المشاركة في تشكيلة الحكومة المقبلة، مشيرا إلى تعارض ذلك مع التزامات الجماعة.

وقال سعيد في تصريح له أمس، «إن ما يجري من حديث جانبي حول تشكيل حكومات يشارك فيها الإخوان المسلمون هو خارج سياق ما التزمت به الجماعة لشعبها، بأن يكون الطريق إلى أي حكومة إصلاح النظام من خلال إحداث تغيير في بنيته وتحقيق إصلاحات تجعل الشعب صاحب السلطة».

وأكد أن هذه العروض الجانبية مرفوضة شكلا وموضوعا، داعيا وسائل الإعلام إلى عدم تفسير تصريحات أي مسؤول إخواني باتجاه قبول هذه العروض، لأن «استراتيجية الجماعة واضحة، وهي ملتزمة بما قررته مجالس الشورى بتحديد المطالب السبعة التي تتناقض تماما مع مخرجات الانتخابات النيابية الأخيرة».

وكانت الحركة الإسلامية في الأردن ممثلة في جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي، قد رهنت مشاركتها السياسية بتحقيق سبعة مطالب هي: قانون انتخاب ديمقراطي، وإصلاحات دستورية، وحكومة برلمانية منتخبة، والفصل بين السلطات وتحقيق استقلال القضاء، وإنشاء محكمة دستورية، وكف يد الأجهزة الأمنية عن الحياة السياسية والمدنية، ومكافحة الفساد بجدية وفاعلية.

من جانب آخر، تسارعت وتيرة الحراك النيابي على صعيد تشكيل الكتل النيابية، وحسم موضوع رئاسة المجلس، التي تتخذ معركة انتخاباتها مسارا حادا.

وشهد المشهد النيابي خلال اليومين الماضيين، جملة من التحولات في مقدمتها تمكن نواب من ذوي الخلفيات اليسارية والقومية والليبرالية، من التوافق على تشكيل كتلة نيابية تحت اسم كتلة «التجمع الديمقراطي للإصلاح» وتضم 32 نائبا.

وناقش أعضاء الكتلة في اجتماع عقد أمس، ورقة عمل تتضمن رؤية الكتلة حول إصلاح مجلس النواب من جهة والإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي. كما اتفقت الكتلة النيابية على الثوابت الوطنية وآليات تنظيم عملها. ومن المرجح أن يتم الإعلان عنها اليوم في أعقاب انتخاب رئيس للكتلة ونائب له، وناطق إعلامي باسمها.

وستخوض الكتلة الوليدة انتخابات رئاسة المجلس بدعم عضو الكتلة النائب الدكتور مصطفى شنيكات. وتطمح الكتلة في تشكيل ائتلاف نيابي مع مجموعة النواب الذين يعتزمون تشكيل كتلة نيابية، عرف من أعضائها النائب الدكتور فلك الجمعاني، وتضم وفقا لمعلومات أولية، نحو 12 نائبا، بيد أن أي خطوات للتوافق على تشكيل الائتلاف المحتمل تبقى عالقة لحين إعلان الكتلة وإجراء انتخاباتها الداخلية، فضلا عن التوافق على قواسم مشتركة فيما بين أعضاء الائتلاف على انتخابات الرئاسة والمواقع القيادية الأخرى في المكتب الدائم واللجان النيابية. ودخل النائب محمود مهيدات أمس ماراثون انتخابات رئاسة المجلس حيث ابلغ مهيدات الصحافيين عزمه أيضا الترشح لرئاسة النواب.

في الإطار، واصل النائبان سعد هايل السرور وعبد الكريم الدغمي، اتصالاتهما مع النواب للحصول على دعم ترشحهم لرئاسة النواب، فيما واصلت كتلة الوسط الإسلامي التي ارتفع عدد أعضائها إلى 20 نائبا، حراكها باتجاه تشكيل ائتلاف نيابي يحقق لها الأغلبية تحت قبة البرلمان.

بالتوازي مع هذا الحراك نحو رئاسة النواب وتشكيل الكتل النيابية، فقد بات من المحتمل الإعلان عن تشكيل كتل نيابية أخرى، حيث يستعد النائبان عاطف الطراونة وخليل عطية، للإعلان عن تشكيل كتلة نيابية، إضافة إلى توقع إعلان النائب فلك الجماني تشكيل كتلة نيابية، فضلا عن كتلة الجبهة الموحدة التي يعكف مجموعة من النواب على تشكيلها من ضمنهم النائب أمجد المجالي، وكتلة المستقبل النيابية.