اجتماع طارئ للائتلاف السوري المعارض على خلفية تصريحات الخطيب

مصادر معارضة لـ «الشرق الأوسط»: أداؤه الإعلامي مضطرب وموقفه منفرد

TT

كشفت مصادر قيادية في «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» لـ«الشرق الأوسط» عن اجتماع طارئ سيعقده الائتلاف المعارض في الأيام القليلة المقبلة، بطلب من قبل بعض أعضائه، على خلفية التصريحات المنفردة التي أعلنها رئيس الائتلاف الشيخ معاذ أحمد الخطيب خلال الأسبوع الماضي، وكررها في مؤتمر ميونيخ لناحية استعداده للحوار مع ممثلين عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ولاقت تصريحات الخطيب امتعاضا في صفوف الائتلاف المعارض، لا سيما لدى المجلس الوطني السوري، أحد أبرز مكوناته، حيث جاءت تصريحاته «مفاجئة»، ومن دون العودة إلى الهيئة العامة للائتلاف أو حصول أي تنسيق مسبق، واعتبرها البعض دليلا على «إحباط» المعارضة وخيبتها من إمكانية إسقاط نظام الأسد.

وعكست مصادر قيادية في الائتلاف مواقف ممتعضة مما سمته «الأداء الإعلامي المضطرب» للشيخ الخطيب. ورجحت لـ«الشرق الأوسط» أن يكون هذا الأداء ناجما عن «خوف أو تردد ما في أعماقه أو لتعرضه لضغوط عبر مقربين منه، وربما حاول من خلال موقفه أن يطرح جزءا من مخاوف معينة لديه». وأوضحت المصادر عينها أن «الخطيب اتخذ قرارا بتسريب فكرة التفاوض بشكل منفرد، لكنه وبعد معاتبته من أعضاء في المجلس الوطني والائتلاف قال إن موقفه شخصي»، مشددة في هذا السياق على أن «تبريره ليس مقنعا، لأنه لا يمكن لنا الفصل بين شخصه وتصريحاته، وإذا ما أراد الدخول في مفاوضات مع النظام فبإمكانه القيام بذلك بصفته الشخصية كمعارض، ولكن ليس وهو رئيس للائتلاف».

وشددت هذه المصادر، التي رفضت الإفصاح عن هويتها، على أن «موقف الائتلاف الرسمي واضح لناحية رفض أي تفاوض مع النظام»، وذكرت أنه خلال اجتماعات الدوحة التي انبثق الائتلاف عنها، كان وفد «المجلس الوطني» قد اقترح إضافة عبارة «لا مفاوضات إلا على رحيل النظام، ولكن خوفا من الاجتهاد في تفسير هذه الجملة، تم استبدال بها عبارة (لا مفاوضات مع النظام)، على أن تطرح مبادرة في مرحلة لاحقة متى توفر الإجماع على أي نوع من الحوار أو التفاوض مع النظام لرحيله». وأضافت: «كان معاذ الخطيب حاضرا آنذاك ولم يكن قد انتخب بعد رئيسا للائتلاف، ووقع جميع الحاضرين على الوثيقة الأساسية للائتلاف»، مستنتجة أنه «بناء على ذلك، لا يحق لأحد اتخاذ أي قرار يناقض بنود هذه الوثيقة التي باتت أشبه بمبادئ دستورية إلا بعد إجماع الموقعين كافة».

وأشارت المصادر عينها إلى أنه خلال الاجتماع الذي عقدته الهيئة التأسيسية للائتلاف، وهي عبارة عن هيئة استشارية مؤقتة ريثما يتم انتخاب هيئة سياسية جديدة، يوم الخميس الماضي، إثر موقف الخطيب، «تم تشذيب موقف الخطيب وكان الرد واضحا لناحية رفض أي مفاوضات مع النظام، على أن يكون الحوار من أجل رحيل النظام فقط، ومع من لم تتلطخ أيديهم بالدماء». وأكدت أن الخطيب أكد للائتلاف أن «سقف مواقفه خلال لقاءاته مع بايدن وصالحي ولافروف لم يخرج عن سقف مواقف الائتلاف».

وفي سياق متصل، قال عضو الائتلاف المعارض وأمين السر في المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الدكتور هشام مروة لـ«الشرق الأوسط» إن «ما قام به الخطيب هو محاولة أو مبادرة تحتاج لإقرارها من الهيئة العامة للائتلاف حتى تكتسب مشروعية ودستورية، بمعنى أنها تحتاج إلى إجازة من الائتلاف». ولم ينفِ أن «كثيرين من أعضاء الائتلاف قد تفاجأوا بتصريحات الخطيب، ومنهم من دعاه للاستقالة، لكن أعتقد أن هذا الكلام سابق لأوانه ويؤجل لاجتماع الائتلاف الطارئ الذي سيعقد قريبا».

وعما إذا كان الخطيب ينطلق في موقفه هذا من الحاجة إلى وقف سفك دماء السوريين، أجاب مروة: «كلنا نريد وقف إراقة الدماء، التي تروي أرض سوريا، أكثر من قطرات المطر هذه الأيام، ولكن لا يمكن لأحد أن يقدم ذرائع للنظام، تحت أي عنوان كان، لإخماد الثورة». وشدد على «أي استجابة من الأسد للضغوط الدولية لا توقف حمام الدم لأن هدفه الرئيسي إسقاط الثورة بالدرجة الأولى، ولا يمكن له أن يتراجع من دون قوة تجبره على ذلك»، مؤكدا أنه «لا أمل بوقف إراقة الدماء إلا برحيل الأسد وليس بالمفاوضات، وهذا ما يعرفه المراقبون والمواكبون عن كثب للتجربة السورية في السنوات الخمسين الأخيرة».