مناورات بحرية مشتركة بين أميركا وكوريا الجنوبية

حراك أميركي ـ ياباني ومحاولات صينية لإثناء بيونغ يانغ عن إجراء تجربة نووية

جانب من سفن الأسطولين الأميركي والكوري الجنوبي المشاركة في المناورات المشتركة التي بدأت في بحر اليابان أمس (أ.ب)
TT

بدأت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أمس مناورات بحرية مشتركة تشمل غواصة نووية أميركية، في وقت شهد الإعلان عن مساع أميركية - يابانية، وأخرى كورية جنوبية - صينية، تهدف لإثناء كوريا الشمالية عن إجراء تجربة نووية محتملة خلال الأسبوع الحالي.

وفي غمرة التوتر الذي تعيشه المنطقة ترقبا للتجربة النووية المتوقعة، قال مسؤولون يابانيون إن وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا ونظيره الأميركي الجديد جون كيري اتفقا مساء الأحد على حث كوريا الشمالية على الامتناع عن إجراء تجربة نووية ثالثة.

وذكرت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء أنه خلال اتصال هاتفي - هو الأول بين الوزيرين منذ تولى كيري منصبه يوم الجمعة الماضي - اتفق الجانبان أيضا على العمل معا بشكل وثيق من أجل التحضير للزيارة الأولى لرئيس الوزراء شينزو آبي إلى واشنطن في وقت لاحق من هذا الشهر، حسب ما أفادت وزارة الخارجية الأميركية. وفي الإطار ذاته، أشارت وكالة الأنباء الألمانية إلى أن كبير المفاوضين النوويين في كوريا الجنوبية ليم سونغ راك التقى أمس مع نظيره الصيني أو دا وي في بكين لمناقشة الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية وسبل مواجهة استفزازات كوريا الشمالية. وأوضحت «إذاعة كوريا الجنوبية»، في تقرير لها قبيل الاجتماع، أن المسؤول الكوري سيؤكد على أن نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية «مهم من أجل السلام والاستقرار»، كما أن إجراء كوريا الشمالية تجربة نووية سوف يجعل عملية نزع السلاح النووي «صعبة». مضيفا أن وزير الخارجية الصيني يحاول إقناع كوريا الشمالية بعدم المضي قدما في إجراء التجربة النووية، حيث قام باستدعاء السفير الكوري الشمالي في بكين عدة مرات منذ إعلان بيونغ يانغ في يوم 24 يناير (كانون الثاني) الماضي أنها سوف تجري تجربة نووية.

وتعد الصين الحليفة الوحيدة لكوريا الشمالية، وأبرز داعم لها اقتصاديا، وتعتبر الدولة الوحيدة التي يمكن أن تمارس نفوذا على النظام في بيونغ يانغ. كما أن بكين تترأس المفاوضات السداسية حول تفكيك البرنامج النووي الكوري الشمالي، التي تشمل الكوريتين واليابان والولايات المتحدة وروسيا. وقد انسحبت كوريا الشمالية من هذه المفاوضات في أبريل (نيسان) 2009، وقامت بتجربتها النووية الثانية بعد شهر من ذلك التاريخ.

في غضون ذلك، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إن المناورات العسكرية البحرية المشتركة مع الولايات المتحدة، التي تستمر 3 أيام، بدأت أمس في بحر اليابان قبالة مرفأ بوهانغ في جنوب شرقي كوريا الجنوبية.

ورغم تأكيد مسؤولين عسكريين كوريين جنوبيين أن المناورات كانت مقررة قبل تهديد كوريا الشمالية بإجراء تجربة نووية ثالثة، فإن وجود غواصة نووية أميركية يعتبر بمثابة تحذير لبيونغ يانغ. وإضافة إلى الغواصة الأميركية «يو إس إس سان فرانسيسكو»، المزودة بصواريخ «توماهوك» العابرة للقارات، فإن المدمرة «يو إس إس شيلوه»، البالغ وزنها 9800 طن، تشارك أيضا في هذه المناورات.

وفي حال نفذ نظام بيونغ يانغ الشيوعي تهديده، ستكون هذه ثالث تجربة نووية له بعد تجربة أولى في 2006 وثانية في 2009، وهما تجربتان نفذتهما كوريا الشمالية ردا على عقوبات فرضها عليها في حينه مجلس الأمن الدولي.

ونقلت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية عن مصدر عسكري أن «المناورات تتضمن عمليات تدريب في البحر واكتشاف وتحديد مكان غواصة، وتدريبات على إطلاق ذخيرة حية مضادة للصواريخ ومضادة للطائرات ومضادة للسفن».

وبحسب خبراء ومصادر في جهاز استخبارات أجنبي، لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن كوريا الشمالية باتت جاهزة لإجراء تجربتها النووية الثالثة ردا على تشديد مجلس الأمن الدولي العقوبات المفروضة على النظام بسبب إطلاقه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي صاروخا باتجاه الفضاء الخارجي. واعتبرت واشنطن وحلفاؤها إطلاق الصاروخ إلى الفضاء الخارجي ستارا لتجربة جديدة على صاروخ بالستي مما يشكل انتهاكا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. فيما أصدرت بيونغ يانغ عدة تحذيرات - يوميا خلال الأسابيع الماضية - تهدد فيها بالرد على العقوبات، بما يشمل توعدها السبت الماضي «بأقسى رد».

ويرجح الخبراء أن تتم هذه التجربة قبل رأس السنة الصينية الذي يصادف هذا العام في 10 فبراير (شباط) الحالي. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية كيم مين - سيوك للصحافيين أمس إن كوريا الشمالية استكملت كل التحضيرات التقنية لتجربة نووية ثانية، وأضاف أن «الشيء الوحيد المتبقي هو اتخاذ القرار السياسي»، داعيا بيونغ يانغ إلى ضبط النفس.

وأكدت الصور الملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية في الآونة الأخيرة حصول تحرك في موقع التجارب النووية شمال شرقي البلاد، مع قيام بيونغ يانغ بإخفاء المدخل إلى نفق التجربة.