فيدل كاسترو يظهر مطولا للمرة الأولى منذ سنوات

صوت في الانتخابات وقال إنه مقتنع أن الكوبيين ثوريون

كاسترو
TT

أدلى الزعيم السابق فيدل كاسترو بصوته في الانتخابات العامة بكوبا يوم الأحد وتجاذب أطراف الحديث مع بعض المواطنين والصحافيين الكوبيين في هافانا، في أول ظهور علني مطول له منذ عام 2010، معبرا عن ثقته في الثورة؛ على الرغم من الحظر الأميركي المفروض منذ عقود.

وكان كاسترو أدلى بصوته في منزله في ثلاث انتخابات سابقة منذ مرضه في 2006، وتخليه عن السلطة لشقيقه راؤول بعد ذلك بعامين، وشكل ظهور كاسترو المفاجئ في مركز للاقتراع في ضاحية «ال فيدادو» الحدث الأبرز في الانتخابات التي صوت خلالها الكوبيون لاختيار أعضاء المجلس الوطني، البالغ عددهم 612 إلى جانب أعضاء المجالس المحلية. وقال كاسترو (86 عاما) للصحافيين الذين أحاطوا به في مركز الاقتراع: «أنا مقتنع بأن الكوبيين شعب ثوري فعلا»، وأضاف: «لا أحتاج إلى إثبات ذلك، التاريخ أثبته أصلا، وخمسون عاما من الحصار الأميركي لم ولن تتمكن من هزمنا».

وفرضت الولايات المتحدة حظرا تجاريا واقتصاديا وماليا على كوبا في أكتوبر 1960، بعدما أممت حكومة كاسترو الثورية ممتلكات الأفراد والشركات الأميركية. ووسع الحظر ليصبح حصارا شبه كامل في 1962، بعدما تكشفت ملامح تحالف بين كوبا والاتحاد السوفياتي.

وبدا كاسترو في لقطات بثها التلفزيون الكوبي وصور نشرتها صحيفة «خوفنتود ريبيلدي»، متكئا على عصا ويتحدث بحيوية مع ناخبين في مركز الاقتراع، وأشاد في تصريحاته بإنشاء مجموعة دول أميركا اللاتينية والكاريبي، التي تولت كوبا رئاستها رسميا الأسبوع الماضي في قمة في العاصمة التشيلية سانتياغو، وكانت هذه المنظمة تأسست في ديسمبر (كانون الأول) في كراكاس بمبادرة من الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، وتضم كل دول الأميركيتين باستثناء كندا والولايات المتحدة. وشكلت رئاسة كوبا لهذه المجموعة الخطوة الأخيرة للتكامل الإقليمي بين هذه البلدان، واعتبرت إنجازا دبلوماسيا مهما لكوبا، وقال كاسترو للصحافيين والناخبين: «كانت خطوة إلى الأمام، جاءت نتيجة جهود بذلها كثيرون بينهم الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز».

وقد آثار غياب كاسترو لفترات طويلة شائعات عن تدهور صحته، حتى إن بعضها تحدث عن وفاته - أو وفاته سريريا، وبخاصة لتوقفه منذ يونيو (حزيران) الماضي عن نشر مقالاته التي دأب على كتابتها لوسائل الإعلام الرسمية. وقد كتب نحو 400 افتتاحية خلال السنوات الخمس الأخيرة بعد خضوعه لعملية جراحية لإصابته بالتهاب معوي خطير، تناول فيها قضايا دولية كبرى والدفاع عن البيئة ومخاطر اندلاع حرب نووية.