الجيش الإسرائيلي يزرع حقول ألغام جديدة على طول الحدود مع سوريا

الغارة الإسرائيلية في سوريا أصابت مركز أبحاث حول للأسلحة الكيماوية والبيولوجية

TT

في وقت باشر فيه الجيش الإسرائيلي، أمس، زرع حقول جديدة من الألغام على طول الحدود السورية في الجولان المحتل، وذلك في إطار المشروع الطارئ لمواجهة ما يسمى بـ«خطر تسلل خلايا تابعة لتنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات الإرهابية لتنفيذ عمليات خطف جنود وتفجيرات» داخل الأراضي الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية في الجولان المحتل أو في الجليل، أفادت مصادر أميركية أن الغارة التي شنتها طائرات إسرائيلية الأسبوع الماضي قرب دمشق قد تكون ألحقت أضرارا بمركز الأبحاث الرئيسي حول الأسلحة البيولوجية والكيماوية في سوريا.

وقالت مصادر عسكرية في تل أبيب، أمس، إن مشروع زرع حقول جديدة من الألغام على طول الحدود السورية في الجولان والذي خصص له مبلغ يضاهي 280 مليون دولار، سينجز في يونيو (حزيران) هذه السنة، ويشمل إضافة إلى زرع الألغام الحديثة، بناء أحدث جدار حدودي في العالم، على طول حدود الجولان المحتل ليفصله تماما عن سوريا، وهذا الأمر يتم تنفيذه من شركة «البيت» الإسرائيلية.

وقالت صحيفة «معاريف» التي نشرت النبأ، إنه في إطار العمل الجاري على إقامة هذا العائق الحدودي، تم خلال عام 2012 الانتهاء من 9 كيلومترات مما وصف بالجدار الذكي، إضافة إلى تجديد حقول الألغام على طول حدود الجولان، على أن ينتهي العمل بكامل مقاطع الجدار المتبقية، والبالغ طولها 60 كلم، حتى منتصف العام الجاري. وبالانتهاء من المشروع الجديد، سيتحول خط الحدود في هضبة الجولان، وفقا للمصادر الإسرائيلية، إلى خط الحدود الأول من نوعه في العالم من حيث التطور. وسيتم تزويده بأجهزة كشف إلكترونية متطورة، والكثير من المجسات التي سترسل كما هائلا من المعلومات إلى مقر القيادة والسيطرة المحوسبة، التي ستقوم بدورها بشكل تلقائي «أوتوماتيكي» بتصنيف وفرز المعلومات، وتحديد كل إشارة أو حركة خارجة عن المألوف. وستقوم هذه المنظومة بعملها الدقيق بغض النظر عن الحالة الجوية التي قد تسوء جدا في الجولان المحتل، وهو ما سيوفر على الجيش الإسرائيلي نشر عشرات الجنود من سلاح الاستخبارات، وتشغيلهم على أبراج المراقبة البشرية.

وجنبا إلى جنب مع هذا المشروع، تقوم القوات الإسرائيلية بإزالة الألغام القديمة الموجودة في هضبة الجولان بمساعدة ضباط سابقين كانوا قد شاركوا في زراعتها. ولهذا الغرض استعانت وزارة الدفاع الإسرائيلية بضباط سابقين من فرقة «غولاني» العسكرية التي كانت مسؤولة عن زرع الألغام في الجولان قبل 40 عاما لمعرفة أماكن وجود الألغام. ويواجه الجيش صعوبة اليوم لمعرفة مكان وجود تلك الألغام لذلك تقرر الاستعانة بفرق الجيش التي خاضت حروبا في الماضي لأنها تعرف مكان وجود الألغام، ولا سيما أن هناك ألغاما موجودة على الحدود الإسرائيلية - السورية من أيام الانتداب البريطاني. وبحسب ضابط رفيع في الجيش الإسرائيلي فإن فترة إزالة الألغام ستستمر لعدة أشهر لكن هناك صعوبة، «حيث لا نعرف كم عدد الألغام التي زرعت وخرائط الألغام ليست مثالية».

الجدير بالذكر، أن الموضوع السوري ما زال يشغل بال الإسرائيليين، خصوصا بعد أن لمح وزير الدفاع، إيهود باراك، إلى أن إسرائيل هي التي تقف وراء القصف الذي دمر معهد الأبحاث الكيماوية التابع للجيش السوري في ريف دمشق وقافلة نقل الأسلحة إلى حزب الله. وبدأت تسمع انتقادات واسعة لباراك على تصريحاته، وقال إيتان هابر المدير العام لديوان رئيس الوزراء في زمن حكومة إسحق رابين، إن باراك كان يبحث عن فائدة شخصية.. فهو في آخر أيامه في الوزارة يريد تخليد اسمه بعمل بطولي ما.

وفي مؤتمر صحافي في تل أبيب، أعلن رئيس معهد أبحاث الأمن القومي عاموس يدلين، أمس، أن سوريا فقدت روحها القتالية ضد إسرائيل، بسبب الغرق في حربها الأهلية وأن الخطر الأمني على إسرائيل بات منخفضا جدا.

وفي غضون ذلك، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن الغارة الإسرائيلية على سوريا قد تكون ألحقت أضرارا بمركز الأبحاث الرئيسي حول الأسلحة البيولوجية والكيماوية في هذا البلد.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري أميركي أن الغارة استهدفت مركز الدراسات والبحوث العلمية السوري، وأن الأضرار التي لحقت به نتجت على الأرجح عن قنابل استهدفت آليات كانت تنقل أسلحة أرض - جو وانفجار الصواريخ على الأثر.

وقال المسؤول للصحيفة استنادا إلى تقارير استخباراتية إن الإسرائيليين نشروا «مجموعة ضاربة صغيرة»، مرجحا أن تكون إسرائيل أرسلت عددا ضئيلا من المقاتلات لاختراق الدفاعات الجوية السورية، وتابع أنه «من الواضح أنهم استهدفوا أسلحة دفاع جوية على شاحنات نقل».