مشروع يقترح جعل الخدمة في الجيش الإسرائيلي طوعية

رحب به قادة الأحزاب العربية واليهود المتدينون

TT

دعا زعيم الجناح المتطرف في حزب الليكود الحاكم في إسرائيل وأحد قادة المستوطنين، موشيه فايغلين، إلى إحداث ثورة تاريخية في مفهوم الخدمة العسكرية في الجيش، وإلغاء البنود في قانون التجنيد الإجباري، التي تلزم الجيش بفرض الخدمة على المواطنين.

وقال فايغلين، إن الخدمة العسكرية الإلزامية باتت تشكل عبئا على الشباب الإسرائيلي، وسببا أساسيا للشرخ في المجتمع. وعليه يقترح الإبقاء على مبدأ الخدمة العسكرية، مع إضافة شرط أن تكون هذه الخدمة طوعية، فمن لا يرغب في أدائها يعفى منها بشكل فوري من دون اعتراض، ومن يرغب، يستقبل بالترحاب ويدفع له أجر عال. وفقط في حال بروز نقص خطير في عدد الجنود الملتزمين بالخدمة، يتم إصدار قرار يعيد الخدمة لتكون إلزامية.

وقد رأى عدد من الجنرالات الكبار في الجيش الإسرائيلي أن الاقتراح خطير جدا على المجتمع. وقال عضو الكنيست عن حزب «الحركة»، الجنرال في الاحتياط أليعيزر شتيرن، الذي شغل منصب قائد دائرة القوى البشرية في الجيش قبل أن يخلع البزة العسكرية، إن اقتراحا كهذا يخلخل الأسس التي تقوم عليها دولة إسرائيل؛ «فالجيش هو الجسم الذي يفولذ المجتمع الإسرائيلي ويبلور هويته الوطنية ويذيب الفوارق الاجتماعية والطائفية، ولا يجوز التراخي في القيم التي قام على أساسها».

لكن الاقتراح قوبل بالترحاب من قادة الأحزاب العربية، الذين يحاربون فكرة فرض الخدمة العسكرية على الشباب العربي بدوافع وطنية، حيث يقولون إنهم لا يوافقون على أن ينخرط الشباب العربي في جيش يحارب شعبهم الفلسطيني وأمتهم العربية. كما رحب به قادة الأحزاب الدينية اليهودية، الذين يحاربون منذ سنين طويلة لإعفاء أبنائهم وبناتهم من الخدمة، لكي يتاح لهم تكريس حياتهم للدراسة الدينية والعبادة، ويعتبرون هذا التدين «أهم خدمة لصيانة التراث القومي لليهود وحماية القيم اليهودية في إسرائيل».

لكن فايغلين، الذي يعد نفسه ليحل محل بنيامين نتنياهو في رئاسة حزب الليكود، طرح مشروعه من باب توسيع قاعدة مؤيديه بين المستوطنين، وكسب رضا المتدينين، فقال إن المجتمع الإسرائيلي يشهد انقساما شديدا ويواجه خطر التفكك بسبب الخلافات بين المتدينين والعلمانيين حول الخدمة العسكرية، وإن هناك عملية خداع كبرى يمارسها العلمانيون عندما يتحدثون عن اليهود المتدينين بوصفهم رافضين للخدمة العسكرية، وأضاف: «إن هناك نسبة عالية جدا بين العلمانيين رافضي الخدمة، الذين يجدون مختلف الطرق للحصول على إعفاء. ونسبة التهرب من الخدمة تفوق 40% من الشباب في جيل التجنيد، وتصل إلى 50% من الشابات اليهوديات. وكل ما يقال اليوم في الساحة الحزبية حول فرض الخدمة على المتدينين، يظهر تحريضا عنصريا على المتدينين».

وقال فايغلين إن الجيش لم يعد يتحمل تجنيد كل شاب وشابة في سن التجنيد (18 عاما)، لأن هذا يكلف أموالا طائلة، ومع نسبة التكاثر العالية، بات ذلك يهدد بتحويل الجيش إلى جسم فضفاض ومترهل، يصعب إنشاؤه على أسس الطاعة والالتزام والانضباط.

وقد بعث فايغلين برسالة إلى رؤساء جميع الأحزاب الإسرائيلية الفائزة في الانتخابات، يدعوها إلى تأييده في مشروعه، وسن قانون خاص في الموضوع في الدورة المقبلة للكنيست (البرلمان الإسرائيلي).

يذكر أن القانون الإسرائيلي يلزم كل شاب وشابة في سن 18 عاما بالخدمة العسكرية، ولكنه يتيح للجيش أن يعفي من يشاء. وهو يعفي فعلا المواطنين العرب من هذه الخدمة، باستثناء الذكور من أبناء الطائفة العربية الدرزية، ويقبل عربا متطوعين. ونحو 40% من الشبان الدروز يرفضون الخدمة ويعاقبون بالسجن بسبب رفضهم.