وفد فلسطيني رسمي إلى سوريا لمناقشة ملف المخيمات

مسؤول في منظمة التحرير: سنؤكد على حياد الفلسطينيين من الصراع وتحييدهم

TT

كشف واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عن زيارة يقوم بها إلى دمشق، خلال أيام، وفد من منظمة التحرير، لمناقشة ملفات مهمة عدة. وسيكون على جدول أعمال الوفد لقاء مسؤولين سوريين، في خطوة قد يكون لها تداعياتها على العلاقة الفلسطينية - السورية في ظل العزلة المفروضة على دمشق في هذا الوقت.

وقال المسؤول الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»: «كان يفترض أن ينطلق الوفد إلى دمشق أول من أمس، لكن الزيارة تأجلت، عدة أيام، بسبب بعض القضايا الفنية، وكذلك لضمان نجاح المهمة».

يرأس الوفد عضو اللجنة المركزية لفتح عضو اللجنة التنفيذية زكريا الآغا، ويضم في عضويته، أحمد مجدلاني (أمين عام جبهة النضال عضو تنفيذية المنظمة)، وبلال قاسم (جبهة التحرير) وعمران الخطيب (الجبهة العربية) وآخرين.

وأضاف أبو يوسف: «سيصل الوفد إلى سوريا خلال أيام عبر الحدود اللبنانية - السورية، ومهمته ستتركز على تسوية أوضاع المخيمات، والتأكيد على حياد الفلسطينيين من الصراع هناك وتحييدهم في نفس الوقت».

وسيلتقي الوفد بحسب أبو يوسف، مسؤولين سوريين بالأساس، كما سيحاول لقاء كل أطراف الأزمة في المخيمات التي بلغ عدد القتلى الفلسطينيين فيها، حسب إحصاءات فلسطينية، نحو ألف قتيل وعشرات آلاف النازحين والمشردين.

وقالت «أونروا»، إن نحو 250 ألف فلسطيني نزحوا من سوريا خلال الأشهر الأخيرة، بفعل ما تشهده من صراع داخلي.

ويقيم نحو 472 ألف فلسطيني في مخيمات خاصة بهم في سوريا، إلى جانب 120 ألفا آخرين خارج المخيمات.

وتعمل منظمة التحرير في سوريا على إيواء نازحين، وبحسب مصادر فلسطينية، فقد التقت المنظمة أكثر من مرة أطراف النزاع؛ الحكومة والجيش الحر ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وحتى الجبهة الشعبية (القيادة العامة)، المتهمة الرئيسية بالنسبة للسلطة، بزج الخيمات في الصراع.

ومع ذلك، تقرر إرسال وفد رسمي، وحصلت السلطة على موافقة وترحيب من النظام السوري. وقال أبو يوسف: «الوفد سيلتقي إلى جانب المسؤولين السوريين، كل من يستطيع لقاءه لحل أزمة المخيمات». وسيطلب الوفد انسحاب جميع المسلحين من المخيمات، وعدم العودة إليها، وإرجاع جميع النازحين إليها حتى الذين نزحوا إلى دول مجاورة مثل الأردن ولبنان.

وترفض السلطة مبدأ نزوح اللاجئين من دولة عربية إلى دولة أخرى وتعتبرهم ضيوفا على الدولة لحين العودة إلى فلسطين. وفشلت محاولات سابقة لتحييد المخيمات، كما فشلت محاولة إعادة لاجئين في سوريا إلى الأراضي الفلسطينية.

وقال أبو يوسف: «لإسرائيل اشتراطات، ولم تنجح الوساطات في إعادتهم إلى الضفة الغربية». وحاول الرئيس الفلسطيني إعادة اللاجئين السوريين إلى الضفة، وطلب من الأمين العام للأمم المتحدة ودول أخرى التدخل لإقناع إسرائيل بالموافقة. وقالت إسرائيل إنه لم يقدم لها أي طلب بهذا الخصوص. وعقب أبو يوسف: «سنحاول حل الأزمة في الأراضي السورية نفسها».

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن الوفد سيناقش أيضا العلاقات الفلسطينية السورية وأملاك المنظمة وفتح إذا تيسر ذلك.

وكانت علاقة السلطة بالنظام السوري متوترة للغاية، لكن من شأن هذه الزيارة تلطيف الأجواء وبناء جسور جديدة، خصوصا بعدما تردت العلاقة بين النظام وحركة حماس، بعدما وقفت الأخيرة إلى جانب الثورة السورية وساندت دولا على عداء كبير مع النظام، مثل تركيا وقطر.

وسألت «الشرق الأوسط» أبو يوسف عن توقيت الزيارة، وانعكاس ذلك على علاقة السلطة بالنظام السوري والأطراف الأخرى. فأجاب أن على جميع الأطراف أن تتفهم هذه الزيارة وأهدافها. وأضاف: «علاقتنا معهم (الحكومة السورية) جيدة، وسفارتنا تعمل بكامل حريتها على الأرض، وسنسعى لاستمرار ذلك». وتابع: «نحن على الحياد، وموقفنا هو عدم تقسيم سوريا، وسيعيد الوفد التذكير بذلك».