بلغاريا تتهم حزب الله بتفجير حافلة السياح الإسرائيليين في بورغاس

واشنطن تحث أوروبا على «التحرك».. والحكومة اللبنانية مستعدة للتعاون

وزير الداخلية البلغاري تسفيتان تسيفانتو وخلفه الرئيس البلغاري بلفنلياف يتحدث لرئيس وزرائه بوريسوف (أ.ب)
TT

اتهمت الحكومة البلغارية أمس رسميا حزب الله اللبناني بالوقوف وراء تفجير يوليو (تموز) 2012، الذي أدى إلى مقتل خمسة سياح إسرائيليين ومواطن بلغاري في مطار مدينة بورغاس الساحلية. وفي حين أبدى لبنان «استعداده للتعاون مع الدولة البلغارية لجلاء ملابسات هذا الأمر؛ إحقاقا للحق وصونا للعدالة»، حثت واشنطن وتل أبيب ودول أوروبية أخرى على التحرك واتخاذ إجراءات مشددة ضد الحزب اللبناني.

وقال وزير الداخلية البلغاري تسفيتان تسيفانتو للصحافيين أمس: «لدينا معلومات عن تمويل حزب الله لشخصين؛ أحدهما منفذ التفجير، وعن انتمائهما للحزب»، مضيفا أن هذين الشخصين «كان بحوزتهما جوازات سفر كندية وأسترالية.. وعاشا في لبنان منذ عام 2006 إلى عام 2010».

وفي حين لم يصدر أي تعليق من حزب الله حول هذه القضية، أكد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن لبنان «يؤكد على العلاقة الوطيدة مع دولة بلغاريا ودول الاتحاد الأوروبي، وحرصه على أمن بلغاريا ودول الاتحاد كافة، ورغبته في الإبقاء على حسن العلاقات وتطويرها على الصعد كافة، على قاعدة الاحترام المتبادل والالتزام بقواعد العلاقات بين الدول»، مجددا إدانة لبنان ورفضه «لأي عمل أو اعتداء يستهدف أي دولة عربية أو أجنبية». وإذ أكد ثقة لبنان بأن السلطات المختصة في بلغاريا ستقيّم جديا ما قد تخلص إليه هذه التحقيقات من نتائج، أبدى ميقاتي «استعداد لبنان للتعاون مع الدولة البلغارية لجلاء ملابسات هذا الأمر إحقاقا للحق وصونا للعدالة».

من جانبه، دعا البيت الأبيض المجتمع الدولي للتعاون في مواجهة التهديدات الإرهابية، واتخاذ إجراءات استباقية لكشف البنية التحتية لحزب الله وعرقلة خطط التمويل للمجموعة من أجل منع وقوع هجمات في المستقبل. وقال جون برينان، كبير مستشاري الرئيس أوباما لمكافحة الإرهاب، والمرشح لقيادة وكالة الاستخبارات المركزية: «بعد استعراض شامل للأدلة التي تم جمعها من خلال تحقيقات مهنية شاملة، أعلنت السلطات البلغارية حكمها أن حزب الله اللبناني هو المسؤول عن تنفيذ هذا العمل الإرهابي».

وأضاف برينان في بيان أصدره البيت الأبيض الثلاثاء أن «تحقيق بلغاريا يكشف أن حزب الله هي مجموعة إرهابية على استعداد لمهاجمة الأبرياء من النساء والرجال والأطفال، وهي مجموعة تشكل تهديدا حقيقيا ومتناميا ليس فقط لأوروبا ولكن لبقية العالم». ودعا السلطات البلغارية للعمل على ضمان محاسبة حزب الله على هذا العمل الإرهابي على الأراضي الأوروبية، مبديا استعداد الإدارة الأميركية لمساعدة الحكومة البلغارية لتقديم مرتكبي هذا الهجوم إلى العدالة.

بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان وزعه مكتبه أمس، إن «الهجوم في بورغاس كان هجوما على تراب أوروبي ضد دولة عضو في الاتحاد الأوروبي. نأمل أن يستخلص الأوروبيون النتائج اللازمة»، في إشارة إلى طلب إسرائيل من الاتحاد الأوروبي وضع الحزب على لائحته للمنظمات الإرهابية، وأضاف أن «الاستنتاجات التي أعلنتها بلغاريا واضحة: حزب الله هو المسؤول المباشر عن هذه العملية الفظيعة. يوجد حزب الله واحد فقط لا غير.. إنها منظمة واحدة ولها قيادة واحدة». وأكد نتنياهو أن ما أعلنته بلغاريا هو «تأكيد جديد لما كنا نعلمه من قبل، بأن حزب الله وأسياده الإيرانيين يديرون حملة إرهاب عالمية عابرة للبلدان والقارات».

وأدى تفجير حافلة كانت تقل إسرائيليين في مطار بورغاس على ساحل البحر الأسود في بلغاريا، الذي يعد أعنف تفجير يستهدف إسرائيليين خارج بلدهم منذ 2004، إلى مقتل خمسة أشخاص، فضلا عن مقتل سائق الحافلة البلغاري ومنفذ التفجير، وإصابة نحو ثلاثين شخصا. وسارعت إسرائيل إلى تحميل إيران وحزب الله اللبناني الذي تدعمه، مسؤولية الهجوم. لكن لم يوجه المحققون البلغاريون قبل أمس اتهاما إلى أحد في التفجير، بينما نفت إيران أي علاقة لها بالهجوم.

وتفتح نتائج التحقيقات التي قامت بها السلطات البلغارية الباب أمام الاتحاد الأوروبي للانضمام إلى الولايات المتحدة في تصنيف حزب الله منظمة إرهابية، خاصة بعد الأدلة التي وفرتها التحقيقات بقيام حزب الله بتمويل هجوم على أراضي الاتحاد الأوروبي. ومنذ وقوع التفجير في 18 يوليو (تموز) الماضي، مارست الولايات المتحدة ضغوطا على دول الاتحاد الأوروبي لوضع حزب الله على قائمة المنظمات الإرهابية، ودعمت كل من بريطانيا وهولندا تلك الخطوة، لكن بلدانا أخرى مثل فرنسا عارضت ذلك.