واشنطن تشكك في قرد الفضاء الإيراني

TT

شككت الخارجية الأميركية في تصريحات المسؤولين الإيرانيين عن إرسال قرد إلى الفضاء وإعادته سالما، بل وشككت فيما إذا كان القرد أرسل إلى الفضاء فعلا. وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية: «توجد أسئلة كثيرة عما إذا كان القرد الذي قالوا إنهم أرسلوه إلى الفضاء وقالوا إنهم أعادوه سالما، هو نفس القرد أم أن القرد الأول عاد سالما».

وأضافت نولاند، في مؤتمرها الصحافي اليومي: «قال الإيرانيون إنهم أرسلوا قردا، ولكن القرد الذي نشروا صورته في وقت لاحق تبدو ملامح وجهه مختلفة». ووصفت نولاند تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، بأن إيران تخطط لإرسال رجل إلى الفضاء بأنه «خيار مثير». لكن كانت نولاند أكثر دبلوماسية من السيناتور الجمهوري جون ماكين (ولاية أريزونا) الذي كتب في صفحته في موقع «تويتر» عن تصريحات أحمدي نجاد بإرسال إيراني إلى الفضاء: «ألم يكن هناك في الأسبوع الماضي؟»، إشارة إلى القرد الذي قالت إيران إنها أرسلته إلى الفضاء. وقال جوناثان ماكدويل، عالم فلك في جامعة هارفارد والمتابع للنشاطات الفضائية، وإطلاق الصواريخ، إن إيران صادقة في قولها إنها أرسلت قردا إلى الفضاء. وقال إن اللغط حول الصورة ربما سببه نشر صورة قرد كان قتل خلال محاولة لإرساله إلى الفضاء عام 2011. وكانت إيران قد رفضت الإشارة إلى هذه التجربة الفاشلة. وعن تصريحات مسؤولين إيرانيين بأن إيران أنتجت أول طائرة «ستيلث» (لا ترى في الرادار)، أيضا شكك خبراء عسكريون أميركيون فيها. وقال هؤلاء الخبراء إن من أسباب التشكيك عرض المقاتلة الجديدة في صالة مغطاة، وليست في استعراض جوي. وأيضا، لأن الإعلام الإيراني لم يبث فيديو، أو صورا، تظهر تحليق المقاتلة. وأشار هؤلاء إلى أن إيران تظل تستعمل بقايا التكنولوجيا الأميركية التي كانت إيران تشتريها خلال سنوات حكم شاه إيران، قبل ثورة سنة 1979. وقالوا إن هذه ليست المرة الأولى التي تكشف فيها إيران عن إنتاج مقاتلة محلية الصنع، وإنها سبق أن أعلنت عن صنع مقاتلتين: الأولى «صاعقة»، وهي تطوير مقاتلة «إف 5»، من صنع شركة «نورتروب» الأميركية. والثانية طائرة «آذرخش»، وهي أيضا تطوير لطائرة أميركية من طراز «إف 4»، المعروفة بـ«فانتوم» وأيضا، أشار الخبراء إلى هليكوبتر «طوفان»، وقالوا إنها نسخة مطورة لهليكوبتر «كوبرا» الأميركية. وكانت إيران قد أكدت أول من أمس إحراز «خطوة كبرى» في سعيها إلى إرسال بشر إلى الفضاء مع حلول 2020 بإرسال قرد على متن مسبار إلى ارتفاع 120 كلم وإعادته سالما. وقال وزير الدفاع أحمد وحيدي: «إنها خطوة كبرى لخبرائنا وعلمائنا»، مؤكدا أن القرد كان «حيا» عند الهبوط. ولم يحدد الوزير مكان الإطلاق ولا موقع الهبوط. وكانت طهران قد أعلنت في منتصف يناير (كانون الثاني) عن مشروعها إرسال قرد إلى الفضاء في مطلع شباط (شباط) في إطار احتفالاتها بالعيد الـ34 لانتصار الثورة الإسلامية في 1979. وسبق أن أعلنت إيران إرسال ثلاثة أقمار صناعية إلى الفضاء منذ 2009، إضافة إلى مسبار يحوي جرذا وسلاحف وحشرات في فبراير 2010. وفشلت محاولة سابقة لإرسال قرد إلى الفضاء عام 2011، وأقرت إيران بهذا الفشل ضمنا من دون توضيح الأسباب.