جلسة عاصفة في البرلمان المغربي بعد خروج المنتخب الكروي من منافسات كأس أفريقيا

حزب معارض يتهم وزير الشباب والرياضة بـ«بيع الوهم» للمغاربة

محمد أوزين يتحدث في مجلس النواب خلال جلسة عاصفة بدأت كروية وانتهت سياسية مساء أول من امس (تصوير: منير أمحميدات)
TT

اتخذت قضية خروج المنتخب المغربي لكرة القدم من الدور الأول في نهائيات كأس أفريقيا للأمم المنظمة حاليا في جنوب أفريقيا أبعادا سياسية، بعد أن كال نواب برلمانيون من حزب معارض، الانتقادات إلى محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة، وقال أحد البرلمانيين في جلسة عاصفة داخل مجلس النواب الليلة قبل الماضية إن أوزين «باع الوهم إلى المغاربة».

وكان أوزين قد اعتبر أن إقصاء المنتخب المغربي من الدور الأول في النهائيات الأفريقية، «شكل صدمة لأنها كانت المرة الرابعة على التوالي الذي يخرج فيه المنتخب المغربي لكرة القدم من المنافسة من الدور الأول حتى شكل الأمر عقدة لدى المغاربة». وأضاف أوزين، الذي كان يتحدث ردا على سؤال حول أسباب إخفاق المنتخب المغربي في منافسة كأس أفريقيا للأمم، والاستراتيجية التي أعدتها وزارته للنهوض بقطاع الرياضة، تقدم به نواب حزب التجمع الوطني للأحرار المعارض، أن «هذه المعاناة نتقاسمها جميعا كمواطنين قبل أن نكون مسؤولين»، مشيرا إلى أن الارتقاء بالرياضة المغربية وبالأخص كرة القدم لن يتم إلا وفق رؤية طويلة الأمد.

وقال أوزين «ينتظرنا عمل شاق يبدأ من القاعدة لإعداد الخلف وتكوين الأبطال، وهذا ما لم يتم خلال السنوات الماضية، وما يفسر هذه السنوات العجاف في الرياضة»، على حد اعتقاده.

وانتقد أوزين المدرب المغربي رشيد الطوسي، وقال إنه لم يتوفق في تشكيل فريق متجانس، لكنه التمس له العذر قائلا «من الموضوعية أن نقر بأنه لم يكن لديه ربما الوقت الكافي في أن يمنحنا فريقا متجانسا في غضون ثلاثة أشهر، في الوقت الذي لم يكن لدينا فريق».

وأوضح أن «المدرب، كان يكتشف الفريق وهو داخل المنافسة، حتى ظهر في المباراة الثالثة فريق متجانس نتمنى أن يعطي الانطلاقة الصحيحة في المستقبل».

لكن نائبا برلمانيا من التجمع الوطني للأحرار المعارض طالب الوزير أوزين بالإقرار بفشله في تسيير قطاع الرياضة. وقال إن الوزير جعل من «مقاسمة المعاناة إنجازا»، وطالبه بالكشف عن الحقيقة، لأنه ولمدة سنة كاملة كان يبيع الوهم للشعب المغربي، وانتقد غياب استراتيجية للنهوض بكرة القدم، وقال إن حزب التجمع الوطني للأحرار يرى أن إخفاق المنتخب المغربي في جنوب أفريقيا فشل لجزء من الحكومة، وحمل مسؤولية هذا الفشل أيضا لرئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران لأنه لم يهتم بهذا المجال، وقال إنه يتمنى ألا يشمل هذا الفشل قطاعات حكومية أخرى.

من جهته، رد أوزين على انتقادات النائب البرلماني بالقول «إذا لم تستح فافعل ما شئت»، في إشارة ضمنية إلى أن وزارة الشباب والرياضة كان يتولاها قبله، منصف بلخياط في الحكومة السابقة، الذي ينتمي إلى حزب التجمع الوطني للأحرار. وقال أوزين «لم يتحقق أي شيء يذكر للرياضة ولكرة القدم في عهده»، في إشارة إلى بلخياط.

وأثارت هذه الجملة لغطا في البرلمان وطالب نواب في المعارضة من الوزير بسحبها، لكنه أصر على التشبث بما قاله ورفض أن تسحب الجملة من محضر الجلسة، وقال أوزين، الذي ينتمي إلى حزب الحركة الشعبية، «إنني لا أقبل أن توجه إلى تهمة بيع الوهم للمغاربة، وأن يزايد علي أحد».